مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 المصالحة الرهينة أمريكياً!!!.
...............................................................

 

أوباما

 

سماك العبوشي
.................

طال الحديث مؤخراً "وككل مرة!!" عن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية وعن حتمية وضرورة إنجازها، كما وتشعبت رحلة البحث والتقصي في أسباب تعثر انطلاقتها بجولتها الأخيرة، فمنهم من عزا ذاك التعثر والإرجاء لتلاسن بخصوص جدوى المفاوضات كان قد جرى خلال اجتماع قمة سرت العربية بليبيا بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس أبي مازن، كما وراحت وكالات الأنباء تتناقل خبر إصرار الرئيس عباس على نقل المصالحة من دمشق إلى بيروت إستنكاراً وامتعاضاً لذاك التلاسن!!، في وقت تناقلت ذات الوكالات أن قيادة حماس قد أصرت بدورها على أن تحتضن دمشق تلك المصالحة كما كان متفقاً عليه سابقاً، أما الحقيقة فبعضها قد قيل هنا ذراً للرماد في العيون، فمصير المصالحة الفلسطينية الفلسطينية لا يحدده هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك، بل قد كان أمر إتمامها، ومازال، وسيبقى رهينة بقرار أمريكي وحتى إشعار آخر!!.

وكي نعي الحقيقة التي تشير بأن المصالحة كانت ومازالت رهينة لقرار أمريكي، فإننا نتساءل ببراءة متناهية لنصل إلى تلك النتيجة الحتمية، ما الذي يمنع إتمام المصالحة بين شريكي الدار والمصير فيما نرى إصراراً وتصميماً أمريكياً على استمرار المفاوضات بيننا وبين مغتصب أرضنا ومنتهك كرامتنا، في الوقت الذي يجد الترحاب لذاك الإصرار الأمريكي من قبل السلطة الفلسطينية!؟، أليس الأمر واضحاً ولا يحتاج لعناء تدبير وتفكير وهو أن المفاوضات بيننا وبين العدو إنما تجري نزولاً عند الإرادة الأمريكية ووفق المنظور والمصالح والرؤى الأمريكية الصهيونية، فيما المصالحة الوطنية الفلسطينية تتعثر ولا تخطو خطوة واحدة لأنها لا تلتقي والمصلحة الأمريكية، ومن يخالفني ذاك الرأي فلينبري لي ويحاججني بالمنطق والعقل!!.

لقد بات الأمر واضحاً من أن الإدارة الأمريكية لن تسمح للمصالحة أن تأخذ مداها مادامت ترى نهج أحد الطرفين الفلسطينيين يناوئ نهج خيار التسوية الذي تدعو له!!، بعبارة أخرى أكثر وضوحاً، فإن الإدارة الأمريكية ترى بنهج حركة حماس المعارض لخط التسوية تهديداً لمصالحها ومصالح الكيان الصهيوني!!، لذا فإنها لن تعطي الضوء الأخضر بإتمام تلك المصالحة إلا بعد خضوع حركة حماس "ومن يقف معها مؤازراً من فصائل وطنية فلسطينية" لشروطها وشروط الرباعية المتمثلة باقتدائها بما سبق وقامت به حركة فتح، أو بعبارة أدق السلطة الفلسطينية، من اعتراف بالكيان الصهيوني أولاً ونبذ لنهج مناهضة التسوية الاستسلامية ثانياً، ذاك هو لب أزمة تعثر المصالحة باختصار شديد، ومن يخالفني الرأي فلينبري لي محاججاً وفق المنطق والعقل والدليل!!.

لنعد بالذاكرة لتصريحات ومواقف لمسؤولين أمريكيين تحدثوا أمام وسائل الإعلام، وما أظهروه من حقيقة عدائهم للحركات التي تناهض التسوية مع العدو، فهاكم تصريح السيناتور جون ماكين أثناء جولته في مصرنا ( مارس 2008 ) إبان حمى الانتخابات الرئاسية السابقة، حيث حذر خلال مؤتمر صحفي جمعه بوزيرة خارجية الكيان الصهيوني تسيبي ليفني من أن الجماعات المسلحة التي تهاجم إسرائيل فإنها لا تهدد الدولة العبرية فقط وإنما كل القيم الغالية لدى الغرب "على حد تعبيره"!!.

إن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية بعيدة المنال بشكلها الذي يلبي مطامح أبناء شعب فلسطين، كما وأنها لن يكتب لها النجاح في ظل الانبطاح العربي الكامل للإدارة الأمريكية أولاً، ومادامت السلطة الفلسطينية

قد أغلقت الأبواب أما كل الخيارات الوطنية وتمسكت بخيار التسوية والمفاوضات العبثية، ومن أجل ذلك فإنها اعتمدت اعتماداً كلياً على منح ومساعدات الولايات المتحدة الأمريكية ثانياً، ومن هذا المنطلق تحديداً فإن الإدارة الأمريكية:

1. قد رأت ذاك الانقسام الفلسطيني هو أنسب مناخ لتمرير تسويتها على شعب فلسطين ضمن المنظور الصهيوأمريكي، فسعت لفرض تسوية - وصفت بأنها "سلمية!!" - تجري بين الكيان الغاصب والسلطة الفلسطينية في ظل انبطاح عربي كامل وتسليم لإرادتها!!.

2. كما وسعت جاهدة من أجل ترسيخ هذا الانقسام وتعطيل فرص نجاحه، في ظل دأبها وسعيها لمحاولات احتواء حماس وتحجيمها أو إخفائها من المعادلة السياسية، وما حصار غزة والتضييق على أبنائها من أجل إخضاع حركة حماس وتطويعها للدخول بالعملية التسووية وفق المنظور الأمريكي إلا دليلاً ساطعاً على الأجندة الأمريكية التي تصب لصالح الكيان الصهيوني!!.

لقد أكدت الأيام والشواهد أن قيادة السلطة الفلسطينية لا تعير للمصالحة الفلسطينية بالاً ولا تعير وزناً بقدر ما تهتم به من استمرار وتواصل للمفاوضات بينها وبين العدو، وما مقال الصحفي الكندي جيسي روزنفيلد المقيم في الكيان الصهيوني منذ عام 2007 والمنشور في صحيفة الغارديان البريطانية بتاريخ 24/2/2010 بعنوان "كيف تساعد السلطة الفلسطينية الاحتلال!؟" إلا دليل إثبات على ذلك، حيث اتهم الصحفي الكندي صراحة السلطة الفلسطينية بأنها تبدي حرصاً على المحافظة على دعم الغرب لها أكثر بكثير من رغبتها في إنهاء الانقسام الداخلي، هذا كما نقل الصحفي الكندي صوراً حية كان قد عايشها ونقلها بقلمه وأقتبس نص ما قاله عن مدى التنسيق الأمني بين قوات الاحتلال وقوات الأمن الفلسطينية في رام الله حيث قال " وبالرغم من أنه من المستحيل عادة أن تذهب إلى أبعد من حاجزين في المركز السياسي الفلسطيني بالضفة الغربية دون رؤية قوات السلطة الفلسطينية المسلحة، إلا أنه عندما يدخل "الإسرائيليون" إلى المدينة، تصدر أوامر للأمن بالعودة إلى ثكناتهم؛ ولا تعثر لهم على أثر. وقد شهدت ذلك بنفسي مرات لا تحصى عندما كنت أُقيم في رام الله."... انتهى الاقتباس، هذا ولقد ختم روزنفلد مقاله بالقول "إن كلاّ من سلطة رام الله والاحتلال لديهما مصلحة في إبقاء شكل من أشكال الوضع الراهن، وفي أن يؤديَ كل طرف منهما دوره في إدارة الاحتلال"!!.

خلاصة القول أن لا مصالحة إلا بتحقق أحد شرطين اثنين:

1- إما أن تغير حماس من نظرتها تجاه الصراع العربي الصهيوني، وأن ترضخ لاشتراطات اللجنة الرباعية المتمثلة بالاعتراف بالكيان الغاصب ونبذ الخيار الوطني والشرعي في التصدي للعدو المحتل، وفي ذاك انتحار للحركة جماهيرياً وأخلاقياً، فلسطينياً وعربياً وإسلامياً!!.

2- أو أن تغير السلطة الفلسطينية من نهجها الذي آمنت به وسارت عليه برغم ثبوت فشله الذريع!!، وأن تغير من خياراتها التسووية والتفاوضية وذاك أمر يستحيل حدوثه في ظل ما نراه من ممارسات للسلطة فضلا عن نهج التعاون والتنسيق الأمني مع العدو واستئصال المقاومة بشكل فاق التصور وحدود المنطق لشعب محتل!!. .

وبخلاف ذلك فالمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية ستبقى على ما عليه، كما وسيزداد التشرذم والانقسام وسيبقى العدو سيد الموقف إلى أن يأذن الله سبحانه وتعالى بتغيير تلك الأسباب!!.



simakali@yahoo.com

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية