مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 تفجير مصر مع كنيسة القديسين

 

البابا شنوده

 

بقلم : ميشيل نجيب
.......................


وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ، بعد مرور أكثر من أسبوع على التفجير الإرهابى الطائفى، هذه هى مصر وشعبها الذى يثور ويفور كحمم البراكين فور وقوع الأحداث، ويهدأ كالحمل الوديع بعد أن تعود المياه إلى مجاريها ، ويبدأ فى النسيان وتقبل الأمر الواقع بأعتبار إن " الله عايز كده " ، " وله فى خلقه شئون ". كان الأندهاش وعلامات الإدانة كبيرة فى تفجير كنيسة القديسين بسيدى بشر بالأسكندرية، بالرغم من أنه ليس الأول فى حوادث الإرهاب الطائفى التى تحدث فى مصر المحروسة ، وهذا يدل على أن الجميع ممن يعيشون يومياً أقباط ومسلمين ، يعرفون مشاكل أخوتهم فى الوطن الأقباط بدءاً من خطب المساجد التى تكفرهم وتلقى بهم فى جهنم الحمراء ، ومروراً بوسائل الإعلام الرسمية وما يقال فيها من قذف علنى فى عقائد المسيحيين بأعتبارهم كفروا وأشركوا بالله وضلوا سواء السبيل ، وما يحدث فى هيئات التربية والتعليم والجامعات والمصالح الحكومية من تمييز وإهدار حقوق المسيحى ووضع كافة المعوقات أمامه حتى تزداد مشكلته تعقيداً ويا حبذا لو وقع حظه السعيد أمام موظف ملتحى !!

هذه هى المشاكل الفعلية التى يعانى من آثارها الأقباط فى مختلف نواحى حياتهم اليومية، أما المشاكل الآخرى فهى نتيجة طبيعية للمناخ والثقافة السائدة فى المجتمع المصرى، نعم هذه هى المشاكل الرئيسية التى تفجر مصر وشعب مصر الذى ينسى مشاكله الإجتماعية والإقتصادية والعلمية، ويتذكر فقط التدين الظاهرى الذى يصنع منه قنبلة موقوتة تستخدمها الجماعات الدينية.

هذا بكل بساطة ما يحدث فى المجتمع المصرى، الكل يعرف والكل يرى ويسمع ، لكن لا أحد يتكلم حتى يأتى بعض السياسيين المحنكين فيقوم بتسمية الحالة المصرية أحتقان ، والبعض الآخر يسميه فتنة طائفية ، والبعض الآخر يسميه مؤامرة خارجية ، لكن النتيجة واحدة ودائماً قتلى وجرحى وتمييز ومشاكل لا تنتهى فى صفوف المسيحيين، وأستمرار فى إخفاء المشاكل الجوهرية بالأحاديث المعسولة عن الحب والسلام والوحدة الوطنية بين عنصرى الأمة !!

إذن مشكلة مصر تكمن فى الصمت الشعبى والسياسى والمجتمعى على كل التجاوزات التى تحدث ضد المواطنين المصريين المسيحيين فى وسائل الإعلام وخطب المساجد والفضائيات ، الجميع أتفق على أن النصارى هم أعداء الله والإسلام ، هذه المشاكل موجودة منذ سنوات بعيدة ، ولن نذهب إلى أزمنة بعيدة جداً ، بل يكفى أن نتذكر مقولة السادات التى ألغت مواطنة المسيحيين بقوله " أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة " ، هذه المقولة لم يقولها مواطن بسيط لا يقرأ ولا يكتب بل رئيس أكبر دولة عربية !!

الغالبية أهتزت ألماً مما حدث فى كنيسة القديسين بالأسكندرية ، لكن هل أهتز أيضاً من صنعوا وخططوا لهذه المذبحة ومن قبلها مذبحة كنيسة سيدة النجاة بالعراق ؟ الإجابة المنطقية هى لا !! لماذا ؟ لأنهم مؤمنون بأن إلههم يطلب منهم ذلك !!

من الطبيعى أن يسأل أحدهم : هل قامت الدول العربية بتكوين لجنة من العلماء المشهود لإنسانيتهم وأعتدالهم، بمعالجة قضية هؤلاء الأنتحاريين ، وتقديم بيان إلى الأمة العربية ليتبرأوا من أعمالهم أو يقولوا لنا أنهم يسيرون على طريق الحق وعلينا أن نتبعهم حتى نصل إلى طريق الجنة ؟ أليست تلك مسئولية كبرى تخلى عنها الجميع ، فهل هذه إرادة الإله الواحد ؟
الآن أنتهى العرس أو حفلة الزفاف والتفجيرات وتبارى المدعوين وغير المدعوين فى إلقاء الخطب والكلمات البليغة ، لإبهاج السامعين والمشاهدين والمحتفلين ، وو .. والبقية فى حياتكم جميعاً كانوا ناس طيبين وأولاد حلال ، منهم لله إللى كانوا السبب !!

هذا هو المشهد المصرى الأصيل الطبيعى ، لكن ما أشعل المجتمع المصرى وأعطاه الوقود اللازم للأشتعال ، هو رئيس الوزراء وأجهزة الأمن المصرية المسئولة عن توضيح الحقائق ودحض الإتهامات التى يرددها المتطرفين والمثقفين فى وسائل الإعلام والفضائيات وغيرها ، عندما أتهموا النصارى أى المسيحيين بلغة مهذبة ، بأنهم يقومون بتخزين الاسلحة والمعدات الحربية فى الكنائس والأديرة ، ويحتجزون زوجتين لكاهنين قبطيين قيل أنهما أسلمتا ثم رجعتا إلى ديانتهم القديمة ، وفى كل هذا وجدنا وتيرة التطرف والأحتقان الدينى أرتفع جداً وأدى إلى خروج مظاهرات قامت بأفعال مهينة ضد رئيس الأقباط وكنيسته وغير ذلك من الأشياء الخارجة عن الذوق المصرى العام.

كل هذا لا يسأل عنه إلا رئيس الوزراء وأجهزة الأمن الذين لم يقدموا الإجابات الواضحة الصريحة التى يحتاجها هؤلاء المواطنين البسطاء المدفوعين من جماعات تعرفها أجهزة الأمن جيداً ، إذن تفجير مصر وتفجير التطرف والأحتقان هو مسئولية الأجهزة الأمنية والسياسية التى صمتت عن الكلام المباح وحتى لحظتنا هذه.

سيظل الإرهاب الطائفى صناعة محلية ، حتى تقرر الدولة بتطبيق قوانين المواطنة على الجميع ، وأن تكون مصر هى الحل فى عقول وقلوب كل مصرى ، ساعتها ستضع مصر وشعبها أقدامها على طريق التقم والحضارة الإنسانية.

michnet2000@yahoo.it


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية