مصرنا


مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
رئيس التحرير : غريب المنسى
............................................................................................................................................................

 
 

جوائز الشيطان
..........................................

 

مبارك

 

بقلم : محمود شنب
.......................


إن الإحتفالات المصرية التى تحتفى بالبرادعى بعد فوزه بجائزة نوبل للسلام لا تبعث فى النفس سوى الحسرة والأسى على أحوال وطن ضاعت معالمه واهتزت أركانه بعد أن كان مهدًا لكل المعانى الإنسانية والحضارة والقيم ..

لقد أصبحت مصر ـ بفضل سياسة حكامها ـ مثالا للعبث والسخرية والهوان ، وأصبح حالنا أشبه بحال المرأة التى عاشت العمر طاهرة وعفيفة وكانت عفتها سببًا فى كل معاركها مع الآخرين .. اليوم وعندما خلعت مصر حجابها وتخلت عن دينها وعملت راقصة فى الملهى الأمريكى صار لها شأن وقيمة وتساقطت عليها الجوائز من كل حدب وصوب .. جوائز تنتقل من مرتد إلى ديوث ، ومن ملحد إلى فاسق ، ومن فاسق إلى عميل وخائن .. جوائز تتساقط ـ كالنقط التى يلقيها السكارى والمساطيل ـ تحت أقدام راقصة كانت حتى الأمس القريب من أتقى نساء الأرض !!

جائزة البرادعى أتت كالسكين فى قلب كل مصرى يعيش فى وطن ضاعت معالمه وتفرغ حكامه للتسول والاقتراض والاحتفاء بالشواذ والعملاء ، وأصبح كل حمار مصرى يركبه الغرب مرشحًا للفوز بجائزة نوبل أو أى جوائز عالمية أخرى ، وأصبحت هذه الأمور من المسلمات التى مثلت قاعدة لم يشذ عنها غير حسنى مبارك الذى يجثم على صدر كل مصر لأكثر من خمسة وعشرون عامًا قدم فيها للغرب ما يصعب على الشيطان تقديمه دون أن يحصل على جائزة الأوسكار فى التمثيل وبيع الأوطان .

إن فوز البرادعى بجائزة نوبل للسلام يمثل كارثة لكل القيم والمبادئ الإنسانية ، وإننى كمصرى لم أصدم بفوز الإرهابى بيجن وشقيقه السادات بقدر ما صُدمت لفوز هذا البرادعى الأفاك المجرم المنافق بهذه الجائزة الملعونة .

إن البرادعى سيقابل ربه على ألف شعبة من النفاق .. سيقابله ومكتوب على وجهه "يائس من رحمة الله" تصديقـًا لقول رسولنا الكريم : (( من أعان على قتل مسلم ولو بشق كلمة جاء يوم القيامة مكتوبًا على جبينه آيس من رحمة الله )) .

إن صدمتى كانت ولازالت كبيرة ، واحتفاء صحافتنا وإعلامنا بالمناسبة كان أشق وأصعب ، لأننى لم أتصور أن يأتى اليوم الذى يحتفى فيه الوطن بالخونه ويحتفى فيه الأب بإبنه الشاذ وتحتفى فيه الأم بإبنتها الراقصة !!

من فى الوجود كله يرتاح لتكريم الخونه ؟!!

ومن فى الوجود كله تشرفه الخيانة ؟!!

 

نوبل

 

لقد فاز البرادعى بجائزة نوبل للسلام فى الوقت الذى تفرم فيه أمريكا العراق فرمًا وتقتل أبناءه وتستحى نساءه بسبب أكذوبة خلقها البرادعى وتبرأ منها "بيلكس" المسيحى الذى رفض أن يستمر فى فريق الغدر الأمريكى الذى تآمر على العراق شعبًا وحكومة ، وترك وكالة الغدر من أجل كلمة الحق وتفرغ لكشف الزيف الأمريكى فى كل المحافل الدولية ، وترك البرادعى يتنقل من ملف جور إلى ملفى زور ، ومن جريمة كذب إلى جريمة قتل ، ولولا حاجة أمريكا الماسه لإيران فى هذا الوقت بالذات لكان للبرادعى شأنـًا آخر مع الملف الإيرانى ، فالبرادعى مثل كلب الصيد الذى يتبع راعى البقر الأمريكى ولا يتحرك إلا وفق إشارته وأوامره .

إن البرادعى يا ساده لم يجرد إسرائيل من سلاحها النووى حتى نحتفى به ، ولقد أوصدت إسرائيل كل الأبواب فى وجهه واعتبرته وهو على أرضها شخص غير مروغبًا فيه وطردته شر طردة ولم ينطق بنصف كلمة .. البرادعى لم يتفرعن إلا على أهله وعشيرته بعد أن أن خان شرفه ووطنه فأنساه الله نفسه وجعله نذير شؤم أينما حل يحل الخراب والدمار ويجلب لمصر الخزى والعار .

لماذا البرادعى بعد زويل ؟!!

ولماذا زويل بعد محفوظ ؟!!

ولماذا محفوظ بعد السادات ؟!!

هل هى العبقرية المصرية التى نزلت علينا من السماء ؟!!

وإن كنا كذلك فلماذا نعيش وسط كل هذا التخلف والبلاء ؟!!

إن الجوائز المشبوهة ليس لها علاقة بالوطن ولا تخدم غير أصحابها ، فلما كل هذا الصخب الكاذب وإدعاء الفخر والضحك على البسطاء من الناس ؟!!

لماذا وجد الغرب فينا ضالته ؟!! ولماذا أصبح المثقفون المصريون ـ دون غيرهم ـ مطايا للغرب الظالم ؟!! لماذا وجدوا فينا بطرس غالى والبرادعى ومحفوظ والسادات وساء أولئك رفيقا ؟!! لماذا وجدوا فى مصر من يُـقنن الظلم ويُبرر الغدر ويفعل الحرام ؟!!

جائزة نوبل فى هذا الزمان أصبحت كالتاج الذى يزين رؤوس الشياطين ، وكل الجوائز التى حصدتها مصر فى الفترة الأخيرة عن طريق العم سام ما هى إلا نياشين عار وتكريم هوان ، ويجب ألا تخدعنا الجوائز المشبوهة وتجعلنا نغلق العيون على الحقائق التى فرضت نفسها على الساحة ، فكل الجوائز التى حصلنا عليا فى الفترة الأخيرة كانت إما لخيانة للوطن ـ السادات ـ أو لشِرك بالله ـ نجيب محفوظ ـ أو لتقارب مع القتلة والأعداء ـ زويل ـ أو خيانة للشرف والأمانة ـ البرادعى ـ وأصبحنا نسير على طريق خاطئ ومهين تدفع الأمة ثمنه فى العراق والسودان وفلسطين ولبنان وسوريا وسائر ديار المسلمين .

لو كان البرادعى إنسانـًا سويًا لرفض الجائزة وجعل رفضه لها سيفـًا فارقـًا بين الحق والباطل .

قائد شرطة طوكيو .. بعد سنوات من تقاعده علم أن خليفته الذى حل محله متهمًا فى قضايا اختلاس ، فأقدم على الانتحار وترك رسالة يقول فيها : ( إننى أنتحر لأننى لم أفلح فى تربية وتعليم تلميذى ) !!

هناك مناسبات تصلح لأن تكون فارقة بين الحق والباطل ... الكاتب العظيم صُنع الله إبراهيم رفض منذ بضع سنين قبول جائزة الرواية العربية التى تمنحها وزارة الثقافة المصرية وقيمتها 100 ألف جنيه مصرى ، وجعل المناسبة فرصة لدعم موقف الحق وإثبات ذاته ، وعندما سُئل : لماذا لم ترفض الجائزة فى صمت تجنبًا للتظاهر بالقبول وانتقاد البعض لك بأنك خدعتهم ؟ .. كانت اجابته تحمل من الحجة ما هو أفضل من الرفض ذاته ، فقال : ( أولاً : سبق أن رفضت جائزة الجامعة الأمريكية فى صمت فماذا فعلوا .. لم يعلقوا ولم يعلنوا الحقيقة ولم يغيروا مواقفهم ولم يسمع أحد منهم شيئـًا سوى أنهم أعطوا الجائزة لشخص آخر ، ومر الأمر فى هدوء غير مقبول وكأننى لم أفعل شيئـًا ... ثانيًا : خدعونا ثلاثين عامًا أليس من اللائق أن نخدعهم ولو مرة ؟!! .... وثالثـًا : لم يكن هناك بد من التظاهر بالموافقة حتى ألتقى الجمهور وأعلن موقفى من خلال بيان أمام الكل ، كان لابد من إعلان موقف قوى وواضح وصريح ولم يكن ليأتى إلا من خلال إعلان رفض الجائزة بهذا الشكل ) .

والفرق كبير ـ بالتأكيد ـ بين موقف هذا وذاك ... هذا صُنع الله إبراهيم وذاك صُنع الشيطان الرجيم .. هذا رجل يحمل مبادئ وقيم وذاك خرتيت يحمل الموت والدمار .. هذا لديه ضمير وذاك فى قلبه غل وحقد دفين يقطر غدرًا وكرهًا للإسلام والمسلمين ....

إن الشخص السوى المحترم لا يقبل بحال من الأحوال جوائز توصمه بالعار .

ماذا فعل السادات بنوبل وقد صار ترابًا ؟!!

وماذا يصنع بها الآن محفوظ وقد بات خرابًا ؟!!

وماذا يفعل بها القادمون واللاحقون إن كانوا ذبابًا ؟!!

كان على البرادعى بعد أن وضحت أهداف ومعالم الحرب التى شنتها أمريكا على العراق أن يستفاد من المناسبة ويعلن أنه كان على خطأ وأن يقدم إعتذارًا مكتوبًا لشعب العراق مصحوبًا باستقالة يسمعها العالم كله ليُـكفر عن بعض خطاياه ، ولأن شيئـًا من ذلك لم يحدث ولن يحدث فإننى لا أجد غير زفرات فاروق شوشه التى بثها فى ديوانه "ليلة عشق" وقصد بها المجرم شارون ـ قاصدًا بها اليوم البرادعى المجرم :

قبيحٌ وجهك المرسوم على أشلاء قتلانا

جبانٌ سيفك المسموم فى أحشاء موتانا

وضيعٌ صوتك المرصود فى آنات أسرانا

قبيحٌ أنت يا ملعون عند الله فى الأديان انجيلاً وقرآنا

قبيحٌ أنت يا خنزير كيف غدوت إنسانا ؟!!

يقول الأستاذ صُنع الله إبراهيم : ( علينا أن ندرك أن الجوائز بشكل عام ليست بريئة مئة فى المئة ) هذا إن كانت الجوائز مقدمة من الأهل ، فما بالنا بجوائز يرعاها القتله والخونه والأعداء ؟!!

إن الجرح عميق وغائر ، لكن ما هو أعمق وأغور أراه فى احتفاء كل جرائد النظام وكل وسائل الإعلام المصرية بهذه الجائزة الملعونة .

يقول ممتاز القط رئيس تحرير أخبار اليوم وخليفة إبراهيم سعده : ( إن حصول مصر على الجائزة للمرة الرابعة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مصر وشعبها قادر بالفعل على صنع المستحيل .. قادر على اللحاق بركب التقدم ، وحصول الدكتور البرادعى على جائزة نوبل ومن قبله زويل ونجيب محفوظ والسادات يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح ) .

هذا قول رئيس التحرير الذى جاء خلفـًا لإبراهيم سعده ... إنه يشتاق لحياة القصور التى عاشها إبراهيم سعده وسمير رجب وإبراهيم نافع ويحتاج لأن يبقى فى مقعده لعقود من السنين بفعل النفاق والرياء والكذب والبهتان ... أمريكا تختار قادتنا بمواصفات خاصة ، وقادتنا يختاروا رؤساء التحرير بنفس المواصفات ، وإن كان الذى قاله هذا الكاتب صحيحًا مثلما يدعى وبأننا نسير على الطريق الصحيح ... ألا يخبرنا ـ هذا القط أو الفأر ـ عن سر هذا التخلف والبلاء الذى نعيشه !!

ألا يخبرنا لماذا حتى اليوم نعيش فى ذيل الأمم ونتسول الطعام والكساء !!


وإن كنا قادرين على صنع المستحيل بفوز تلك الكوكبة بجوائز نوبل فلماذا نحمل كل هذا الكم من المرض والتخلف والتبعية والفقر ؟!!

دكتور آخر أراحنا الأهرام منه بعد طول سفالة وانحطاط ليطل علينا بوجهه القبيح من فوق صفحات أخبار اليوم ـ أو أحقاد اليوم .. إنه الملعون مأمون فندى الذى يعيش فى أمريكا ويبث سمومه من هناك .. هذا المأمون فندى كتب تحت عنوان "الظواهرى والبرادعى" بتاريخ السبت 15 أكتوبر 2005 ليقيم مفاضلة بين الظواهرى والبرادعى ، وليعلى بالتأكيد من قدر البرادعى قائلا : ( صورتان لمصر تملأن الفضاءات الإعلامية اليوم واحدة مشرفة والأخرى مظلمة ، واحدة باسمة والأخرى كالحة ـ صورة المصرى متمثلة فى الدكتور محمد البرادعى الحاصل على جائزة نوبل للسلام ، والأخرى لأيمن الظواهرى ـ لم يسبق الإسم بالدكتور مثلما فعل مع البرادعى ـ البرادعى فلاح مصر يرمز للعمار ، والظواهرى ارستقراطى مصر يرمز للدمار ، فأين نحن من هاتين الصورتين ؟!! ... هل نحن مع جهاد محمد البرادعى أم مع جهاد أيمن الظواهرى ؟!! ) .

هو يعلم أن جميع المصريين مع جهاد الظواهرى ، والدليل أنه تساءل فى نهاية المقال قائلاً : لماذا عندما نقرأ بعض الصحف المصرية أو نشاهد بعض المصريين على شاشات التلفزه العربية يظهر لنا وكأن مصر مكونة من أنصار الظواهرى وليس من أنصار البرادعى ؟!! ) ولأن الرجل ضمن معسكر الشرك ولا يرى إلا ما يراه الخونه فإنه يخلص إلى أن ( الثقل الحقيقى للمجتمع المصرى يتمثل فى جهاد طه حسين والبرادعى وزويل والسادات ومحفوظ وغيرهم ممن يحاولون أن يجعلوا مصر جزءًا منسجمًا مع العالم ، وأن الزاعقين الذين يريدون مصر زاعقة ومحاربة هم قلة بالفعل ويمثلون الوجه القبيح لمصر ) .

ثم يكشف عن وجهه العميل أكثر وأكثر قائلاً : ( سيد قطب وضع مصر فى جهاد حربى وصراع مع العالم ، بينما وضع طه حسين مصر فى سياق يجعلها جزءًا من هذا العالم .. فبينما يرى طه حسين مصر على أنها جزء من عالم البحر المتوسط وأوروبا والعالم الحديث رأى سيد قطب مصر على أنها جزء من عالم البحر الأحمر وثقافته ) ... إنه يقصد عالم الجزيرة العربية والإسلام ، وقد قال ذلك بوضوح : ( إن عالم سيد قطب وعالم الظواهرى غريب عن الشخصية المصرية وعن شخصية أهل الوديان وهو أقرب إلى شخصية أهل الصحراء ) إنه يريد أن يسلخنا عن ديننا وأمتنا وأهلنا .. يريد أن يبعدنا عن الإسلام ـ أهل الصحراء ـ لكن الذى لا يعلمه الفاسق أن ثقافة أهل الصحراء أفضل بما لا يقاس من ثقافة البغاء وأن طه حسين الذى جعل جهاده من جهاد البرادعى كان أول ما فعله وهو على السفينة متوجهًا إلى فرنسا أن خلع عمته ـ رمز الأزهر والتدين ـ وألقى بها من على ظهر السفينة فى البحر ، وأنه عندما عاد إلى الوطن عاد ليقول لكل المصريين ( علينا أن نسير سيرة الأوربيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أندادا، ولنكون لهم شركاءَ فى الحضارة خَيْرِها وشَرِّها، حُلْوِها ومُرِّها، وما يُحَبّ منها وما يُكْرَه، وما يُحْمَد منها وما يعاب") وان كتابه المنشور عام 1938 "مستقبل الثقافة فى مصر" والذى تستشهد به وتعتبره نوعًا من الجهاد كان مليئـًا بمغالطات لا يأخذ بها إلا البلهاء ( راجع المقال د. إبراهيم عوض "طه حسين بين العولمة والسفسطة" فى 14 أكتوبر 2005 جريدة الشعب ) وأنا لا أدرى كيف يتجرأ وضيع مثل مأمون فندى ويصف أفعال البرادعى وأفعال طه حسين بالجهاد ... إن مصطلح الجهاد مصطلح عظيم فى الإسلام وله من القدسية ما لا يليق أن يوصف به أعمال الخونه والعملاء ، وهذا الفعل يفعله الخونه عن عمد مع سبق إصرار وترصد لأن هدم المصطلح يأتى إذا اتسعت رقعة مفاهيمه وأدخل تحت مظلته ما ليس منه ، واتساع مفهوم المصطلح يعد نوعًا من الزيف الإعلامى الرخيص الذى ينفذه العملاء لحساب الغرب الملحد بغية التشويش على المعنى الأصلى وإفقاده قيمته وهيبته والنيل من مكانته ، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك يتمثل فى إطلاق مصطلح الجهاد على أمور عبثية ليست ذات شوكه وذلك بغرض إضعاف المعنى الحقيقى وتعميمه فأصبحت كلمة الجهاد تطلق ـ مثلما أطلقها المنافق مأمون فندى ـ على الاقتصاد وكذلك السياسة والفن ولعب الكرة والرقص ، وهذا نوع من التهريج والاستخفاف بشعائر ديننا الحنيف .. الاقتصاد ليس جهادًا لكنه تخطيط ، والسياسة ليست جهادًا ولكنها علم ، وهكذا كل الأمور ، أما أن يتساوى جهاد "ميدو" فى كرة القدم مع جهاد الشيخ عمرو خالد فى الدعوة فهذا هو الزيف بعينه والعبث والتهريج .

إن المنافق يجد ضالته فى تحريف الكلم عن مواضعه واستخدام المصطلحات الإسلامية فى إصباغ طابع المصداقية فى شططه وكذبه وتحريفه للكلم عن مواضعه ، ولليهود والمنافقين باعٌ طويل فى ذلك حيث الإلتفاف حول المعنى وتفسيره وفق ما يخدم أهدافهم وميولهم .

بعض الكتاب اعتبروا معارك الحزب الوطنى فى انتخابات مجلس الشعب القادمة نوعًا من الجهاد ، بل سموه الجهاد الأكبر !! ... على صفحات الجمهورية العدد الأسبوعى 20/10/2005 كتب محمود نفادى مقال تحت عنوان "الجهاد الأكبر للحزب الوطنى" قائلاً : ( اليوم تبدأ مرحلة الجهاد الأكبر للحزب الوطنى الديمقراطى فى سبيل كسب الأغلبية فى البرلمان الجديد ) فى هذا المقال ذكر الكاتب كلمة الجهاد الأكبر تسع مرات قارنـًا إياها بأعمال الحزب الوطنى ، فهل مزاحمة اللصوص ونواب الكيف والقروض والهاربون من التجنيد للفوز بمقاعد مجلس الشعب أصبح عملاً جهاديًا ؟!!

والعجيب أن الكاتب نفسه يعلم فضائح النواب ـ نواب الحزب الوطنى ـ وقال فى نفس المقال الذى يصف فيه أعمالهم بالجهاد الأكبر : ( إن بعض النواب أعيد ترشيحهم على الرغم من تصرفاتهم غير اللائقة وخروجهم على مقتضيات العمل البرلمانى وتطاولهم واعتدائهم على بعض موظفى الحكومة والمحليات ) وإذا كان الكاتب نفسه يعترف بذلك فكيف يصف أعمالهم بالجهاد الأكبر ؟!!

إن الجهاد فى الإسلام لا يعنى غير مفهوم واحد ـ هو القتال ـ ويقترب من هذا المفهوم والمعنى جهاد النفس على المعاصى ، وكلمة الحق التى نقولها الآن فى وجه السلطان الجائر ، أما عدا ذلك فإنها أمور حياتيه تخضع للعلم والتخطيط والأخذ بالأسباب .

لقد تجرأ السفلة علينا فى ظل حكم فاسد جعل كل مقدساتنا مستباحة بما فى ذلك المصطلحات ونيل الجوائز وتكريم الخونه والعملاء .

إن الفاسق لا يفعل إلا منكر ، والخائن لا ينطق إلا كفرًا ، وكل إناء ينضح بما فيه ، واليوم أرى بعض القوم بدلا من أن يخفضوا رؤوسهم خزيًا وعارًا لنيل البرادعى جائزة نوبل للسلام نجدهم يحمدون الشيطان شكرًا ويكبرون للات والعزى !!

أنظر إلى عمر مبارك فى الحكم فأراه نفس العمر الذى نهضت فيه النمور الأسيوية وتحولت من التسول إلى الإكتفاء والتصدير ..

أسأل نفسى كثيرًا : هل انتقادنا لمبارك يعود لمسائل شخصية أو لتجارة بيننا وبينه أو لثأر قديم ، فلا أجد غير قول الله تعالى : (( وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله )) .

إن مواقفنا تنسجم تمامًا مع ما آلت إليه أحوال البلاد ومع حجم الخلل والفساد الحادث فى كل قطاعات الدولة ... إن مشاكل مصر ما كانت يومًا من صنع الشعب .. مشاكل مصر كلها كانت من صنع القادة الفاسدين الجاثمين على صدورنا لعشرات بل ولمئات السنين ...

هزيمة يونيو لم تكن بسبب تقاعس الجنود وإنما كانت بسبب خيانات القادة ..

إنهيار الصناعة وبيع القطاع العام لم يكن بسبب ضعف المستوى العمالى وإنما بسبب اختلاسات وفساد القاده..

سوء التعليم وضياع الثقافة وإنحدار كل الفنون والآداب لم يكن بسبب الشعب وإنما بسبب تولية الأراذل والشواذ ..

الإرتداد على ثوابت الأمة لم يكن مطلبًا شعبيًا وإنما كان من فعل الحكام الخونة الأذلاء للغرب ..

لقد ضلت مصر وتاهت وضاعت بسبب ضعف ونزوات مبارك ، وصدق القائل : جيش من الأرانب يقوده أسد خيرًا من جيش من الأسود يقوده أرنب .

مجدى الدقاق ... شخصية جديدة قديمة تضاف إلى سجل العار المصرى الذى يكسر العين ويوجع القلب ويهين النفس ، وفى الحلقة الأخيرة من الإتجاه المعاكس ظهر الدقاق كالقزم الذى يناطح صخور الحق ...

كيف يمثل هؤلاء الأقزام شعب مصر ؟!!

إن معلومات الدقاق لا ترقى لمعلومات بائع الترمس والبطاطا وتلعثمه وتخبطه يزيد الطين بله ... إنه لا يحمل فكر ولا يملك حجة ، وقد أهان المصريين فى الداخل والخارج .

ويا أستاذ فيصل القاسم ... إلى أى مدى يظل انتقامك من مصر باختيارك المشوهين والمشبوهين فى كل حلقة .. إنك بمثل هذا الفعل تهدر كرامتنا وتصورنا على غير ما نحن عليه بطريقة لا يمكن دفعها أو ردها ..

يا أخى فيصل لا تجعلنا أضحوكة العالم رحمة بالأطهار والأخيار وتاريخنا العظيم .

ليت الكويت أقصت عمرو موسى أثناء مواجهتها له فى الفترة التى أعقبت غزو أمريكا للعراق ..ليتها فعلت ذلك من قبل أن تفعلها أيادى الحكام من خلال دفعه لمواقف مؤسفة يتبناها وتتبناها الجامعة ويدفع ثمنها من رصيده الوطنى الزاخر بالشرف ..

عمرو موسى لم يعد الأمين العام بعد أن وصله ميكروب النظام وأصبح وفق مبادرته الأخيرة الخاصة بالعراق أقرب لأن يكون الأمين الخاص للإدارة الأمريكية من أن يكون الأمين العام للجامعة العربية ..إن الإستقالة جُعلت لحفظ ماء الوجه ، وقد فضل عمرو موسى البقاء على الكرامة ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية