مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 في البدء كانت الثورة
...............................................................

 

الجدار العازل

 

بقلم: محيي الدين إبراهيم
...........................


لا تتصوروا أن الشعوب يمكن أن يقمعها نظام مهما كانت قوته أو مهما كان جبروته، فدائما وابدأ ما تنهار الأنظمة أمام انفجار المقهورين مهما طال أمد القهر والقمع والجبروت .. هكذا أنبأنا التاريخ . صاحب الطغيان يمتلك الخوف ومن فرض عليه القهر يمتلك القوة والطاغي يجتهد في صناعة سور بينه وبين الناس أما المقهور فيجتهد ليهدم السور و يصنع الثورة.

إنها حكاية أسوار الفصل العنصري التي أصبحت موضة هذه الأيام، قديما كان الشعب والحاكم والصفوة يتكاتفون لبناء حائط وسور ضخم حول العاصمة لحمايتها من الغزاة، أما اليوم فنجد أن الأسوار اتخذت طابعاً آخر، طابعاً عجيباً، طابعاً مأساوياً لإذلال الشعوب بعد التسلط عليها بأي شكل من أشكال التسلط الديكتاتوري، فنجد إسرائيل تقيم جداراً يكلفها مليارات من اجل أن تحتمي فيه من الشعب الذي تم إذلاله منذ النكبة 48 أو ربما من قبل النكبة وحتى اليوم، مليارات الدولارات يصرفها نظام إسرائيل على ( حيطة) لتحميه رغم كل ما يمتلكه من تكنولوجيا للدفاع والهجوم والقتل والفتك والتدمير في ساعة زمن واحدة!!، مليارات لبناء ( حيطة ) لتحميه ممن ؟ لتحميه من شعب أعزل لا يمتلك اليوم حتى حق الدفاع عن نفسه وبمباركه في عدم الدفاع من العالم كله، العالم كله الخائف من المستقبل، الواعي لدروس التاريخ والمدرك انه سيأتي اليوم الذي حتماً سيثور فيه المقهورين وينتصروا ويتسيدوا، ومن ثم لابد من وجود ( حيطة ) تعطي وقتاً – للطاغي والمحتل والديكتاتور - للهروب وتقليل الخسائر وأن ينجو بحياته أمام جحافل المقهورين الثائرين حتماً في يوم قادم قريب.

انهزمت أمريكا بالفعل – هزيمة منكرة - في حربها على الإرهاب يوم أن قررت بناء سور عازل كلفته ملايين الدولارات لعزل جنودها في محمية خاصة داخل بغداد وأطلقت على هذه المحمية الحزام الأخضر، يومها أدرك العالم الهزيمة وقرر سحب جنوده وتغيرت مع سحب الجنود الحكومات، ووجوه الحكم، والسؤال عازل ممن وأنت المفروض جيش يغزو؟ جيش مكون من آلاف الجنود مهمته التواجد في ارض المعركة التي سافر إليها آلاف الأميال وانفق عليها مليارات الدولارات بحجة أن العراق مركز الإرهاب العالمي ثم يذهب ويبني ( حيطة )؟ مسألة مضحكة أشبه بأفلام الكارتون التي لم يبرع فيها سينمائيا وعالمياً أيضا سوى الأمريكان !!، وخصوصاً تلك العناوين التي كانت تجعلنا من فرط الكآبة نستلقي على ظهورنا من فرط الضحك كالرصاص المسكوب والصدمة والرعب ومطر النار وأسماء كارتونية لم تسفر إلا عن مزيد من الثورة ومزيد من اقتناص الحرية.

لقد كان بناء سور بغداد او الحزام الأخضر نصيحة إسرائيلية لاجدال في ذلك بعد الخسائر التي تكبدتها أمريكا في أرواح جنودها، واعتراف صريح منها بأنها ليست قادرة على الصراع في العراق ضد شعب أصبح كل همه أن يقاوم أمريكا ومن هم مع أمريكا حتى لو كانوا من نفس الدين وذات الملة، وان المقهورين ثائرين حتماً ولن ينفع معهم احتلال أو ضحك على الذقون، وخرج الأمريكان وتركوا ورائهم سورهم العظيم شاهداً على الهزيمة التي مازالت توابعها مستمرة ولن تنتهي تلك الثورة إلا بعد أن ينتقم المقهور انتقاما كلياً من طواغيته أغنياء الحرب.

لا تنتظروا سلاما في العراق أو أفغانستان أو فلسطين أو لبنان أو مصر أو السودان أو اليمن أو الخليج أو أي بلد في الشرق الأوسط، لقد عاشت إسرائيل بيننا ستون عاما بين كر وفر وحروب نظامية وكانت مستقرة نوعاً ما وآمنة إلى حد ما، أما اليوم وقد تدخلت - فعلاً - أميركا بجيوشها وأنهت مسألة الحروب النظامية وأشعلت فتيل الثورات الشعبية بين الناس في كل أرجاء المنطقة حتى ضد أنظمة المنطقة نفسها فإن إسرائيل اليوم وبهذا التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط تعلم أنه قد ضاع استقرارها وماتت احلام أمن

vob5@hotmail.com

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية