مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الانتحار ليس حلاً
...............................................................

 

الانتحار يأسا

 

بقلم : محمد أحمد عزوز
..........................

رحم الله عمر بن عبدالعزيز الذي ملأ الأرض قسطاً وعدلاً عندما رد جميع المظالم إلى أهلها، حتى أن حاشيته كانت تطوف بالزكاة فلا تجد من يأخذها، فقد عم الرخاء والخير على المسلمين، حتى أنهم كانوا يرون الذئب يسرح مع الغنم، فلا هي تجفل منه ولا هو يأكلها!وذات يوم جفلت الغنم وعلا غبارها وكثر ثغاؤها، وكانت هناك عجوز جالسة بظل بيتها، فقالت: ماذا حدث؟ فقالوا لها: الذئب هجم على الغنم وأخذ واحدة.

 فقالت: ورب الكعبة، لقد مات الأشج، فحفظوا ذلك اليوم والساعة، فإذا هي ساعة موت عمر بن عبدالعزيز.ورضي الله عن عمر بن الخطاب الذي قال قولته الشهيرة، التي كتبت بحروف من نور على صفحات التاريخ: «والله لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله: لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر؟»..

 يحمل هم أن يُسأل عن دابة يوم العرض على الله، وليس عن ملايين البشر! وعن طريق الدابة لِمَ لم يمهد! فما بالنا بطريق الآدميين؟ فضلا عن طعامهم.وفي أيامنا هذه، حسبنا الله ونعم الوكيل، كثرت الانتحارات، ولا يمر أسبوع إلا ونسمع عن مواطن قد انتحر بسبب الفقر، فقد جاء على صدر صحيفة «المصري اليوم» أن موظفاً وشاباً وفتاة انتحروا في ثلاث محافظات بسبب الفقر، وهذه ليست بأول مرة، فقد حدث ذلك كثيرا.فمن المسؤول عن هذه الانتحارات المتكررة، التي سببها الفقر لهؤلاء المساكين الذين لم يكن بوسعهم إلا الانتحار، هل خوفاً من الأيام القادمة، أم جشع طوائف معينة من المجتمع، أم الحكومات المتتالية التي لا يهمها إلا أن تستولي على أكبر عائد من ميزانية الدولة؟!من منا لم يبك هؤلاء الشباب المنتحرين؟

بالأمس القريب انتحر عامل من الفيوم على كوبري فيصل لأنه لم يستطع أن يطعم أسرته الجائعة، وكأن شيئاً لم يكن. ولم تدر الحكومة سبب انتحاره، ولا تفكر في طريقة لعلاج تكرار هذه الظاهرة الخطيرة التي تفشت في المجتمع كانتشار النار في الهشيم.ألم تدر هذه الحكومة بأن امرأة فقيرة في إحدى القرى زوجت ابنتها بعقد زواج عرفي، ووصل أمانة، بسبب الفقر، لأنها خافت عليها من بطش الدائنين في الشارع؟ألم تدر هذه الحكومة أن في بعض القرى المصرية، أُسراً عندما يرزقها الله بفتاة، بدلاً من أن تفكر في تربيتها أو تعليمها، تفكر في أن تزوجها من غني في بلد ما، حتى لو وصل الأمر أن يكون هذا الزوج أكبر من أبيها، بل أكبر من جدها، لكي يقوم بالصرف على أهلها والإغداق عليهم من ماله الوفير؟ بل وصل الحد أن أرسلت أُسر بناتها إلى دول غنية مع مواطنين منها بدون زواج، لكي يعقد عليها خارج مصر لصغر سنها؟فلتراعي هذه الحكومة الله فينا، فإن ما يحدث في مصر لم ولن يحدث في أي دولة أخرى، وإذا كانت لا تقدر على حل مشاكل المواطنين، فلترحل غير مأسوف عليها، وتترك المكان لغيرها، لأن مصر تحتاج إلى من يحمل هم أبنائها ويحل مشاكلهم
.

 وخيرات مصر كثيرة، وغنية عن التعريف، وليست مصر في حاجة إلى منح من أحد، بل هي في حاجة إلى حكومة عادلة تتقي الله في مواطنيها.وأتوجه إلى كل شاب، ضاقت به الأرض بما رحبت، بسبب الفقر، أن يتقي الله في نفسه، فإن الانتحار ليس حلاً للمشكلة، بل إن هناك حلولاً كثيرة يمكن اللجوء إليها، بدلاً من الانتحار، لأن المنتحر عندما يقبل على هذا الفعل، فهو يخالف شرع الله، وبذلك يموت خارجاً عن الملة.. والحياة كلها مشاكل، ولا يوجد إنسان مهما كان متمتعاً بزينة الحياة الدنيا إلا ونجد عنده مشاكل، ولكنها تختلف من إنسان لآخر، وهذا امتحان من الله تعالى لعباده، فعلى الإنسان أن يحتسب ويصبر لكي يفوز بالدنيا والآخرة، ولنعلم يقيناً أن مع العسر يسرا.

 

mazouz@albayan.ae


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية