مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 ولن يقتل آخر الأنبياء
...............................................................

مديحة عمارة
................

 

ولن يقتل آخر الأنبياء

 

اليوم (الجمعة 7 أغسطس) يكون قد مر أكثر من أسبوعين على ما نشرته جريدة المصري اليوم على صفحتها الأولى بتاريخ (24 يوليو) بمناسبة ثورة 23 يوليو تحت عنوان (نجل عبدالناصر أمام قبره: الإخوان والمحتكرون يكرهون والدي).. والخبر المطول كان مصحوبا بصورة تضم عبدالحكيم جمال عبدالناصر نجل الزعيم، وحفيده جمال عبدالحكيم جمال عبدالناصر والزميل مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع وعددا من المشاركين في الاحتفال بذكرى الثورة في ضريح عبدالناصر.. وفي الخبر قال عبدالحكيم جمال عبدالناصر: (إن عبدالناصر صنع لمصر عيدها القومي الذي نحتفل به الآن رغم هجوم البعض على الثورة وإنجازاتها، وأضاف أن 90% ممن يهاجمون الزعيم الراحل هم الذين كانوا على خلاف معه قبل رحيله مثل الإخوان المسلمين أو من ضربت الثورة مصالحهم مثل المحتكرين، وانتقد عبدالحكيم عبدالناصر التليفزيون المصري الذي لا يعبر عن الثورة ولا يبرز أن كل المصريين يشربون من السد العالي وينفقون من قناة السويس).. هذا ما جاء على لسان عبدالحكيم جمال عبدالناصر حول هجوم أعداء الثورة ممن تضاربت مصالحهم الخاصة مع مصالح الأغلبية من الفقراء والبسطاء الذين اختار عبدالناصر الانحياز لهم.. فماذا عما جاء على لسان من عرفناهم دائما منحازين ومشيدين بالثورة وبزعيمها عبدالناصر؟.. وبالتحديد.. ماذا عما جاء على لسان مصطفى بكرى الذى عرفناه ناصريا مشيدا بعبدالناصر وإنجازاته؟!.. من أمام ضريح جمال عبدالناصر وللمصري اليوم وكما جاء على صفحتها الأولى قال مصطفى بكري: (إن الخطأ الرئيسي لثورة يوليو أنها لم تفرق بين الثوريين الحقيقيين والانتهازيين الذين انقلبوا على الثورة بعد ذلك خلال فترة حكم السادات، إضافة إلى تقاعس قادتها عن الإصلاح الديمقراطي، وثالث الأخطاء تزايد حالات الاعتقال والتعذيب، واختتم أن سلبيات الثورة لا تقاس بإيجابياتها الكثيرة والكبيرة)!!.. كان هذا حرفيا ما قرأته وأدهشني!! وقررت الانتظار لعل وعسى أن يصدر تكذيب أو اعتراض من مصطفى بكري لما نشرته المصري اليوم على لسانه.. وما دفعنى للانتظار أسبوعين أن ما جاء على لسان مصطفى بكري يعد جديدا على ما اعتدنا سماعه منه، وعن نفسي أعرفه منذ سنوات طوال أسمع منه وأقرأ له خطابا يختلف تماما عن هذا الخطاب..!! كما أن ما كتبه مصطفى بكرى فى مقالته في جريدة الأسبوع في ذكرى الثورة يتناقض ويختلف عما جاء على لسانه ونقلته المصري اليوم!!.. فالمقالة كلها إشادة بثورة يوليو وبقائدها جمال عبدالناصر وهجوم وتقريظ على الحملات التي تتعرض لها الثورة وقائدها والتي بدأها وباركها السادات بعد رحيل عبدالناصر..

أسبوعان مرا ولم يحدث شيء يشير إلى أن ما نشر محرف أو مختلف أو خارج سياقه.. أى أن ما نشرته المصري اليوم على صفحتها الأولى قد قابله صمت من الزميل مصطفى، صمت لا ينفي فيصبح تأكيدا!!..

وهنا لابد من وقفة: لقد اعتدنا فى كل ذكرى لثورة يوليو وفى مناسبات كثيرة أخرى ترتبط بالثورة وبزعيمها جمال عبدالناصر أن نستمع إلى حملات هجوم على الثورة وانجازاتها وعلى زعيمها.. اعتدنا سماع مهاترات وأكاذيب مضللة، اعتدنا طفحاً يتشابه وطفح المجارى تكتبه أقلام لأسماء بعينها وتطلقه ألسنة بذاتها تنفث أحقادا وسموما بغرض تشويه الثورة وانجازاتها وتشويه اسم جمال عبدالناصر ودوره التاريخي، لتسترضي وتنافق نظاما حاكما، سواء أكان أيام السادات أو النظام الحالي.. وتتوافق مع المزاج الصهيوني الأمريكي الذي أصبح هو المزاج المتوج فى عصر التشوه الوطني..

أقول: اعتدنا هذا.. لكننا وكما قال عبدالحكيم عبدالناصر اعتدناه من المعادين للثورة وممن تتعارض مصالحهم الخاصة مع مصالح الوطن والمواطن البسيط.. واعتدنا أن نرد على هذه المهاترات والأكاذيب مستندين على وقائع ووثائق وأرقام.. لكن ما لم نعتده أن نستمع إليها من داخلنا، ولم نعتد أن نرد على بعضنا البعض، حيث البعض منا ينتقد الثورة وبهذا الشكل والبعض الآخر يرد على هذه الانتقادات مدافعا ولائما (وبالتأكيد ليس مزايدا)!!.. لم نعتد أن يتحدث لسان اعتدناه لسانا ناصريا عن: (عدم قدرة عبدالناصر على التمييز بين الصالح والطالح، بين الانتهازي وبين المخلص، وعن تقاعس قادة الثورة عن تطبيق الديمقراطية وعن تزايد التعذيب والاعتقالات في عهد عبدالناصر)!!... وما المفروض الآن؟.. أن أقوم أنا مديحة عمارة ابنة الثورة الناصرية بالرد على مصطفى بكرى الذي عرفته منذ سنين بأنه ابن الثورة الناصري مثلي.. أن أرد عليه بما طالما ردده هو نفسه عن قدرات عبدالناصر وعقليته المتميزة وتركيبته الشخصية الفريدة التى جعلت العالم يقف أمامه وقفة الاحترام، ويعملون له ألف حساب؟! (منذ أيام قليلة شاهدت الأستاذ عبدالمجيد فريد ـ حفظه الله ـ سكرتير عام رئاسة الجمهورية في عهد عبدالناصر يتحدث إلى قناة النيل المصرية مع المذيع المتميز شادي شلش، عن قصة الاتصال الأمريكي بسكرتارية الرئاسة يطلبون فيه ألا يذكر عبدالناصر أى جملة عن أمريكا فى خطاب عيد الثورة فى مقابل أى شيء يطلبه عبدالناصر من أمريكا.. وبالطبع تعامل الزعيم عبدالناصر مع الطلب الأمريكي بما يستحقونه قائلا: لا تهتم بهم فهم يعرفون جيدا ما نريده منهم...) والواقعة تشير إلى كيف أن أمريكا كانت تخشى مجرد جملة يتحدث فيها عبدالناصر عن أفعالهم في خطابه، لأنهم يعرفون ما هو تأثير كلمات جمال عبدالناصر في شعوب العالم كله وليس العربي فقط، أى بمعنى آخر ما هو تأثير شخصية عبدالناصر في العالم.. فهل رجل هكذا يمكن أن يكون غير قادر على التمييز بين الحقيقي والمزيف؟! وكيف بنا نهمل هكذا ببساطة توقيتات الأحداث والظروف المحيطة بها؟!!.. وهو مااعتدناه من الكارهين للثورة وزعيمها ممن يريدون الهجوم لأجل الهجوم أو لأجل كسب رضاء السلطة والسلطان؟!.. هل يعقل أن أقوم أنا مديحة عمارة بتذكير مصطفى بكرى ونحن أبناء نفس التيار ونحمل نفس الفكر بالعدد القليل من المعتقلين والذي لم يتعد الـ350 معتقلا، طيلة 18 عاما هى فترة حكم عبدالناصر (راجعوا عدد المعتقلين في ظل نظامنا الديمقراطي الحالي) وهو يعلم كما أعلم فى أى ظروف اعتقلوا آنذاك وكيف كانت مخططاتهم الدموية المسعورة لزعزعة الثورة ـ وباعترافاتهم ـ تتفق ومخططات أعدائها فى الخارج من الطامعين استعماريا والداعمين للمخطط الصهيوني الذي أتى عبدالناصر وثورته ليقف سدا منيعا لتغلغله.. هل أحتاج أنا لقول هذا لمصطفى بكري؟!.. وهل أقول أنا مديحة عمارة لمصطفى بكرى إن قادة الثورة لم يتقاعسوا عن الإصلاح الديمقراطي، بل طبقوه بشقيه (السياسي والاجتماعي)؟!..

ولأن هذه النقطة الهامة بالذات (الديمقراطية) يتضمنها عدد من الرسائل ليست بالقليلة تأتيني من شباب يريد أن يعرف الحقيقة.. ولضيق المساحة هنا سوف أعود إليها وسأستطرد فيها مؤكدة لشباب مصر الناصرية أن عبدالناصر قد طبق الديمقراطية بشقيها السياسي والاجتماعي وأكرر (السياسي والاجتماعي).. ولم يتقاعس أبدا كما يزعمون..

اليوم كان من المفروض أن تكون مقالتى عن جرثومة التطبيع الذي أرفضه وسأرفضه وسأقاومه وحتى النفس الأخير كما يرفضه ويقاومه الزميل مصطفى بكرى، لكننى عوضا عن ذلك أجدنى أكتب وأرد على انتقاداته التى وجهها للثورة فى يوم الثورة ولجمال عبدالناصر وهو أمام ضريحه!!

وفي النهاية دعونى أكرر ما نشرته جريدة الشروق على لسان حفيد عبدالناصر الشاب الصغير (جمال) الذي تشبه ابتسامته الواسعة ابتسامة جده: (نحتاج لعبدالناصر الآن أكثر من أى وقت مضى).. ثم اغتسل من أحزانى بنقاء كلمات البسطاء من عمال مصنع غزل الفيوم عن قائد ثورتهم قائلين للشروق: (وحشنا قوي).. وشكرا للفقراء البسطاء من عمال مصر الأوفياء.. ووحشنا كلنا.
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية