مصرنا


مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
رئيس التحرير : غريب المنسى
............................................................................................................................................................

 
 

  المقهورون لايصنعون غداً مشرقاً !!          
...............................................................

د. محمد فؤاد منصور
........................

د.محمد منصور

فى غمرة إنشغال العالم الأسلامى بما يجرى شرقاً في العراق وأفغانستان أو غرباً فى دارفور وكردفان وبينما يواجه أخوتنا فى فلسطين مصيرهم بشجاعة فى غزة والضفة الغربية صحونا ذات صباح على العبث بمقدسات المسلمين فى القدس الشرقية!!

 وفى حرم المسجد الأقصى عند باب المغاربة راحت الآليات الضخمة تنقب الأرض تحت المسجد في خطوة جديدة أختارت أسرائيل توقيتها بعناية فهى تعلم أن العالم الأسلامى مشغول بمعالجة جراحه و لم يعد فى الجسد العربى موضع إلا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف حتي تكسرت النصال على النصال.  

ماالذى شجع إسرائيل على أن تبدأ حفائرها فى القدس الشرقية؟ بالرغم من معرفتها الجيدة بأن البدء فى مثل هذا المشروع سيقيم الدنيا وربما لايقعدها أم أن مشروع إقامة هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى المبارك بات حلماً يراود الكيان الصهيونى فلم يجد أفضل من هذا التوقيت ليضرب ضربته وينفذ مشاريعه؟! إن حالة الإنكفاء والهوان العربيين قد شجعتا إسرائيل ولاشك على المضى قدماً فى مخططاتها لتغيير الواقع على الأرض وليصبح مانطالب به كعرب  فى خبر كان.

المدهش فى الأمر أننا تركنا إسرائيل وأخذنا فى توجيه اللوم والشتائم والسخائم إلى قادتنا وشيوخنا لنستحثهم على القيام بفعل يوقف المشاريع الصهيونية فى الأرض المحتلة !

وماذا عساهم أن يفعلوا ؟ والأمر أكبر من أن تتصدى له جيوش الدول العربية مجتمعة حتى لو أرادت ذلك فضلاً عن رجال الدين الذين لايملكون سوى الدعاء وأستمطار اللعنات على العدو الغاشم.!

لابد أولاً أن نسأل أنفسنا قبل أن نمسك بخناق بعضنا البعض ,ماالذى أوصلنا إلى هذا الهوان؟! وماذا يجدى الهجوم الدائم على شيوخ لاحول لهم ولاقوة أمام عدو يملك كل شئ ويمضى لما يريد رغم أنف كل التحذيرات والأحتجاجات. إن شيخ الأزهر رجل دين وليس فيلد مارشال معه القوات المرابطة والخيل المسومة.

ثم الأهم من كل هذا أما آن لنا أن نتعلم الدرس فنسأل أنفسنا السؤال البديهى قبل أن نعتمد أى تحرك من شأنه أن يعقد القضية أكثر وأكثر, لماذا أنتصر علينا اليهود؟! ولماذا ينتصرون دائماً؟ ولماذا تتراجع مواقفنا على طول الخط حتى أن الأنتصار الوحيد الذى شهدناه فى المواجهة العسكرية مع العدو قد تجاوزته الأحداث وأصبحنا فى حاجة إلى وقفة أخرى لإستعادة حقوقنا ومقدساتنا ولم يفلح ذلك الأنتصار فى أن يحافظ على الزخم الذى أحدثته مبادرة الرئيس السادات رحمه الله إستناداً إليه قبل أن تلتف حول أعناقنا مشاكل التنمية والأنفتاح فتقضى على الأخضر واليابس بل وتصرفنا حتى عن التفكير فى ماسوف تؤول إليه قضيتنا الأم بكل معطياتها أعنى قضية المقدسات الأسلامية والمسيحية فى القدس الشرقية.

المواجهات العسكرية إذن لاتحل مشكلة ولاتعيد أرضاً بل لعلها تسببت عبر نصف قرن أو يزيد فى خسارة المزيد من الأرض وزيادة أعداد اللاجئين والمشردين.

نحن فى حاجة لأن نقف وبشكل عقلانى تماماً أمام عيوبنا لنفحصها كما يفحص الطبيب الماهر مريضاً يسهر على علاجه حتى نبرأ منها وندارى عوراتنا المكشوفة أمام عدو يعرف عنا كل شئ حتى ردود أفعالنا ،لأنه درس ثقافتنا وخبر عقلياتنا وعرف أن أقصى مابأيدينا ليس أكثر من بيان للشجب والإدانة وربما سيل من الشتائم المقذعة ثم لاشئ بعد ذلك.والأخطر أنه ربما يراهن أو يعتمد فى تنفيذ مايسعى إليه على هذه الردود العنترية الساذجة والتى توردنا المهالك ونعود بعدها بخسائر جديدة وتصبح خسائرنا الأولى حقاً مكتسباً له لايتحدث عنه أحد فى حمية الحديث عن الخسائر الأحدث .

إن اليهود لم يدخلوا من حدودنا وإنما تسربوا كالنمل من عيوبنا كما قال نزار قبانى ذات يوم ومعه كل الحق وهو قول بليغ ,وماأكثر الأقوال البليغة التى تؤرخ للعلاقة بيننا وبين إسرائيل !! لعل أكثرها إلحاحاً وحضوراً بالوجدان العربى بشكل عام  قول الزعيم الخالد جمال عبد الناصر" إن ماأ ُخذ بالقوة لايُسترد بغير القوة ". لكننا رغم تصفيقنا الحاد وإيماننا العميق بصدق مقولته آنذاك لم نتوقف لحظة لنسأل أو نتسآءل ألم يتوصل عبد الناصر لمعرفة هذه الحقيقة إلا بعد أن ضاع كل شئ وأصبح العدو منا على مرمى حجر؟!

الغالب على الظن أن عبد الناصر قد أدرك هذه الحقيقة الهامة متأخراً وأنه أكتشفها بعد فوات الآوان ومن ثم فإن القوة التى أشار إليها ليست بأى شكل القوة العسكرية الغاشمة التى لاتهتم إلا بتجييش الجيوش وحشد السلاح وإلا فلنسأل أنفسنا لماذا لم يتحقق لنا النصر آنذاك وقد كنا كما قيل وقتها أقوى قوة ضاربة فى الشرق الأوسط وكان معنا تحت قيادة ناصر وعامرالقاهر والظافر وترسانة ضخمة من الأسلحة،.ولم يكن كل ذلك وهماً وقعنا فى براثنه وإنما كان حقيقة ماثلة للعيان كل مافى الأمر أنناأهتممنا بحشد السلاح ولم نهتم ببناء الإنسان وهو فيما نرى أهم كثيراً من قوة السلاح .

إن السلاح وحده لايحسم المشكلة والقوة التى أشار إليها عبد الناصر لم تكن القوة المادية فقط كما تصور الكثيرون وإلافماذا كان ينقصه وقتذاك ؟ إنه بناء الإنسان وتثقيفه وتسليحه بالمعارف الضرورية  والكفيلة وحدها بحسم الصراع لصالح أصحاب الحق وأصحاب الأرض.

الصراع إذن طويل الأمد لاتحسمه ساحات المعارك وحدها ولاالأقوال البليغة والعنتريات التى ماقتلت ذبابة على رأى نزار قبانى إنما هو سعى دائب وحثيث من أجل بلوغ الأهداف وهو مافطنت إليه إسرائيل منذ البدء فراحت تضع اللبنات واحدة فوق أخرى حتى وصلت إلى ماوصلت إليه.

إن علينا أن نعلى قيمة العمل الجاد أن نخطط للمستقبل بشكل عقلانى وأن نتبنى خطوات راشدة تأخذ العبر من تجارب الماضى وتضع كل شئ فى نصابه ونربى الأنسان العربى الحرالقادر على التمسك بحقوقه والدفاع عنها ، علينا أن نعيد ثقة العربى فى عدالة قضيته وان نثق فى بعضنا البعض وألا نتبادل الأتهامات الظالمة بالعمالة والخيانة ، بهذا فقط يصبح لدينا القوة اللازمة لتحرير الأرض وإستعادة المقدسات ولاخوف على المسجد الأقصى فإسرائيل ليست من السذاجة بحيث تهدمه  فتثير العالم كله وتخسر مورداً هاماً من موارد الدخل تدره زيارة الحجاج للمقدسات الإسلامية والمسيحية.

لايجب فى إعتقادى أن نستعجل الزمن فالوقت فى صالحنا تماماً إذا تصرفنا بهدوء وبمنطق من يجيد ترتيب أوراقه بحنكة وأسرائيل فى النهاية يحيط بها بحر هادر من عرب يتطلعون إلى يوم الخلاص لكن المشكلة انها تلعب على تناقضاتنا ومشاعرنا التى يسهل إستثارتها ، علينا فقط أن نجيد قراءة التاريخ وأن تكون عيوننا مفتوحة أبداً حتى لانكرر أخطاء الماضى التى أضاعت منا الأرض ،وأن نحرر الأنسان العربى من الأغلال التى تقيده ومن القهر الذى يكابده فالعبيد والمقهورون لايصنعون غداً مشرقاً

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية