مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 لورنس.. وعصر الجنون في المحروسة

 

لورنس

 

محمد عامر
............


لم أدر ما السبب الباطني وراء استدعاء شخصية الأديب البريطاني الشهير د.ه. لورنس عندما تابعت الأحداث الجارية في مصر العزيزة.. ولكن لا شك أن ثمة أسباب تكشفت وأدركتها وراء هذا الربط.. فالأوضاع في مصرنا تذكرنا بأوضاع أوروبا في فترة ما بين الحربين حيث انزلقت فيها أوروبا- بل والعالم- إلى حالة من الجنون المتطرف.. فظهر موسوليني وهتلر وستالين وغيرهم وقادوا العالم إلى حالة كارثية جامحة في جنونها. وعلى الصعيد الأدبي والفكري كان لورنس هو المعبر عن تلك الفترة المجنونة بأفكاره الغريبة والشاذة التي كانت تفيض كراهية للبشر والعالم لأن الجميع في نظره فاسدون أغبياء لا يسمعونه. لورنس الذي صب غضبه على العالم ثم انكفى على نفسه.. صدم بالحقيقة فهو لا يمكنه أن يظل وحده دوما.. فهو لا يعيش وحده. وقد قال لورنس ذات مرة في تعبير دقيق عن أفكاره تلك: "ابتعد عن السفينة الاجتماعية كلها، وكن مجرد لا شئ صونا لكبريائك."

وأتساءل الآن كم من مصري يمكن أن يتخذ موقفا كموقف لورنس الأديب في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها منذ 15 شهر او أكثر.. كم مصري أصيب بشرخ كبير وعميق في نفسه جراء التجربة القاسية التي عشناها ونعيشها. كم من مصري قد يتحول إلى شخص في غاية السلبية تمتلئ نفسه بعداء للمجتمع وكراهية له ولأفراده.. قد لا يكون عدوانيا وحشيا ولكنه سيكون كارها مبغضا لكل شئ.. خاصة بعد أن شعر بأن من يصادر كلمته ليس جهازا أمنيا أو سلطة دولة- وليتها كانت كذلك- بل مواطن مثله يجاوره ولكنه ظن أنه احتكر الحقيقة وامتلك مفاتحها.

لن يكون حدوث ذلك غريبا .. بل سيكون معبرا عن الواقع والزمن الذي نعيش فيه.. فنحن لسنا فقط في زمن المسخ- على رأي عادل إمام- ولكننا أيضا في زمن الجنون.. جنون الإعلام (كل الإعلام).. جنون مرشحي الرئاسة.. جنون المستبعدين من الترشح.. جنون القوى السياسية.. جنون القوى الشبابية.. جنون الشيوخ والأئمة.. جنون الناس الذين ارتموا في أحضان الدجالين والمشعوذين الفضائيين فحضروا العفاريت والخزعبلات والأوهام كالفلوس (المبلوعة والمنقوعة) والفلول (وهي بالمناسبة كلمة تطلق على شريحة جديدة من المصريين تضم أي مواطن نختلف معه) و.. و.. و..! هو جنون في التحرير وفي العباسية وفي بر مصر كلها.
إذن نحن ننتظر انعكاسا للجنون.. فهل يا ترى إذا وجدنا عما قريب شخصيات تروج لأفكار جنونية وغريبة جدا كالأخ لورنس سنتعجب كثيرا ثم نفكر في السبب طويلا؟!

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية