مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 مازال هناك بصيص من الأمل

 

التفاؤل

 

د.م عبدالعزيز الكفراوي
.............................

في تلك الأيام تعيش المنطقة العربية في ظروف غريبة عليها بل طرأت وفرضت نفسها عليها والذي بدأ أصلا في صورة التفكك الأسري تلك الظاهرة التي ضربت البيت والأسرة والتي لم يستطع مجتمعنا وثقافتنا ومرجعيتنا الدينية أن تواجها وتلك الظاهرة والتي أصابت معظم الدول العربية تلك الظاهرة والتي نشأت من تأثير الفضائيات وما تنقله من الثقافات الغريبة علي مجتمعنا العربي كان لها تأثير كبير علي مصالحنا الوطنية القومية بحيث تجلي التأثير مباشرا في حالة التفكك الإقليمي والعرقي بل الوطني في حالة العراق وما حدث فيها من شتات الذي أصبح لا يوحده إلا اسم الدولة فقط . نسمع عن مايحدث في اليمن . اليمن الذي كان في يوم ما يمن شمال ويمن جنوبي وتوحد في يمن واحد واليوم نسمع عن الحوثيين وما يرتكب منهم بحق وطنهم ويهدد وحدتهم . السودان تلك الدولة التي كانت ومازالت مطمع للدول ذات الاقتصاد الشره وأصبحت مهددة بالانقسام إلي أربع دويلات . أفغانستان والحالة البائسة التي تمر بها في هذه الأيام حيث تحولت الدولة إلي مسرح للعمليات العسكرية بين التنظيمات الإرهابية الدولية وأمريكا ومن قبلها الاتحاد السوفيتي البائت والذي انقرض وتفتت أيضا بفعل فاعل

تونس الخضراء والتي كانت بلد السياحة الآمنة المستقرة تملؤها الاضطرابات الشعبية و الجزائر ذلك البلد القوي بشريا واقتصاديا لا يخلو أيضا من الاضطرابات نتيجة سوء الحالة المعيشية . لبنان نجدها اليوم دولة متعددة المذاهب والعقائد وغليان تحت السطح . ماذا بقي بعد ذلك دول الخليج العربي البترولية وبعض الدول الاخري مثل الأردن والمغرب العربي تنعم لبرهة من الزمن بالاستقرار ظاهريا ولكن الله وحده اعلم ما ينتظرها من سيناريوهات

حتي مصر أم الدنيا في الفترة الأخيرة نسمع حديثا هامسا عن كل ماهو مسيحي وكل ماهو مسلم وهنا ما يحزننا جميعا في قلوبنا نجد دائما محاولات مستمرة من الإساءة لتلك العلاقة الأبدية الراسخة في الجينات الوراثية في تركيبة المصري . سمعت تعليق جميل عن الفيضان القديم والذي كان موجودا بمصر قبل تشييد السد العالي والذي كان يأتي كل عام لكي يزيل كل ما أمامه من البيوت الطينية ويغمر مسطحات كبيرة من الأراضي ولم يفرق بين مسلم ومسيحي. نهر النيل العظيم والذي نشرب منه جميعا نحن المصريين. الأرض الطينية السوداء والتي زرعه الفلاح قديما قبطي أم مسلم ليس هناك فرق والخير يعم علينا جميعا بعد ذلك . موضوعات دول حوض النيل وسعي تلك الدول للاستحواذ علي المياه بهدف مشروعات تنمية

أليس هناك تفسير منطقي لكل ما يحدث في منطقتنا العربية من الشرق إلي الغرب . لماذا لا نري التوحد والاتحاد فقط إلا في المجتمعات الأوروبية أو أمريكا والتي تصل مساحة الأرض فيها إلي أكثر من مسطح المنطقة العربية بل عدد ولاياتها يفوق عدد الدول بمنطقنا العربية . رأينا ألمانيا الشرقية والغربية. رأينا أوروبا كلها توحد عملتها إلي اليورو رأينا أيضا التوحد في تأشيرة السفر و الدخول إلي أوروبا . رأينا في مطلع الثمانينيات النفق الذي يربط بين أوروبا وبريطانيا رأينا كل مظاهر التوحد داخل تلك الكتلتين الأوروبية والأمريكية كل علي حده وتوحدا اكبر بينهما. رأينا شبكات الطرق الموحدة داخل اوروبا . أليس هناك ما نستطيع أن نقرأه من خلال قرأتنا للأحداث. و إلي متى سنظل هكذا ثابتون في أحذيتنا لا حراك فينا

إلا انه مازال هناك بصيص من الأمل نستطيع أن نواجه به تلك الانقسامات بمنطقتنا العربية والافريقة التي تغدر بنا بين حين وأخر. وهو المزيد من الحرص علي الربط الجغرافي والذي يعبر البحار والأنهار من حدود المنطقة العربية والتي تمتد من إيران حني موريتانيا ذلك محورا عرضيا يتماس هذا المحور ومحورا أخر دائريا يربط بين دول القارة الإفريقية مع بعضها البعض في شكل جسور وأنفاق وطرق سريعة وقطارات سريعة وسكك حديدية بشرط أن تخترق أراضي بكر جديدة بكل دولة تمر بها. مما سوف يعمل علي تحقيق الكونفدرالية الجغرافية والتي نستطيع أن نواجه بها الشقاق بين الدول وبعضها البعض. يجب ان نشدد علي أهمية الاتصال الجغرافي بشق الطرق والمواصلات. تلك المنظومة سيكون لها تأثيرا ايجابيا علي الاقتصاد الإفريقي العربي . سيخلق مدننا جديدة علي جانبيه تكون انويه للتنمية بقارتنا الأفريقية ومنطقتنا العربية. سيوحد ثقافتنا إلي لغة موحدة ربما لن تكون مكتوبة او منطوقة ولكنها لغة الحضارة . سينقل التنمية إلي أراضي ودول في منطقتنا وقارتنا الأفريقية محرومة من التنمية.

وهنا يجدر الحديث عن الربط بين الدول ليس فقط بالطرق والمواصلات بل عن طريق ربط بين الدول بالشبكات القومية للدول للغاز الطبيعي وشبكات الكهرباء وخطوط البترول والمياه ولما لا. أليست تلك المشاريع هي التجربة الأوروبية الأمريكية. يجب أن نتعلم من أخطائنا ونصلح من اتجاه المسيرة لكي نحكم قبضتنا علي ثرواتنا الإفريقية والعربية ونحافظ عليها من الضياع

abdazizel-kafrawi@enppi.com


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية