مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الغرب...إسرائيل...وفرانكنشتين
...............................................................

 

 حقيقة القيم المشتركة بين الغرب وإسرائيل، كيف أصبحت إسرائيل دولة مقدسة فوق القانون وفوق العالم، الحرب على الإرهاب في أفغانستان، العراق، باكستان، الصومال، وأمن إسرائيل... وأخيرا هل يقضي فرانكنشتين على الغرب؟! وهل يُحطم المعبد على الرؤوس؟!..

 

إبراهيم صلاح
.................


لقد كانت الظاهرة الصهيونية ملازمة لي منذ الطفولة، ولقد وعيتُ ولا زلتُ أعي كل ما صاحب إسرائيل منذ نشأتها من حروب ومآسي على المنطقة والعالم، وأكثر ما هالني وحيرني هذا التأييد الغير مسبوق الذي تتمتع به هذه الدولة في أوروبا وأمريكا، وهو تأييد لا تحظى به دول كبرى مثل بريطانيا، أو فرنسا، أو ألمانيا، أو إسبانيا، أو سويسرا.... فهي دولة مقدسة فوق القانون، فوق العالم، فوق المساءلة مهما ارتكبت من شرور.

ومن مظاهر القدسية والحماية التي تسكبها أمريكا وأوروبا على هذه الدولة، القوانين التي تزجّ بالسجن كل من يُشكك في المحرقة أو عدد من هلك بها من اليهود وكذلك كل من يُطالب بإخضاعها كأي حدث هام لأي بحث علمي أو تاريخي، بينما لا تجرّم قوانين تلك الدول من يُشكك في وجود الله نفسه، أو اتهام السيدة مريم العذراء بالزنا، أو التهكم على السيد المسيح وإنكار وجوده جملة وتفصيلا وجاءت قضية الرسوم المسيئة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، والدفاع المستميت للقوى السياسية في الغرب لحماية الناشرين من أي مساءلة بدعوى حرية الرأي والتعبير، لتبرر بذلك أبشع صور التضليل و النفاق.

وتجلى نفس هذا السلوك الغربي الرسمي بعد حرب غزة، حيث سارعت فرنسا إلى إرسال سفينة حربية لمنع وصول السلاح إلى الفلسطينيين، وسارعت وزيرة خارجية أمريكا إلى توقيع اتفاقية مع نظيرتها الإسرائيلية تمنع وصول السلاح إلى الفلسطينيين من معبر رفح المصري، دون أي اعتبار أن هذا المعبر يقع في أرض دولة مستقلة حليفة لأمريكا وشريكة للسلام مع إسرائيل.

كما تمّ عقد مؤتمر كوبنهاجن في الدنمارك بين عشر دول بحرية أوروبية وأمريكا للتعاون في حصار غزة ومنع السلاح عنها، وكأن غزة الفقيرة المحاصرة السجينة، تملك الأساطيل والطائرات والدبابات التي تهدد بها مصالح الغرب والسلم العالمي، أما ما أصاب غزة من حصار لمدة ثلاث سنوات، وتجويع السكان، وضرب منشئات الأمم المتحدة ونسف المساجد والمستشفيات وسيارات الإسعاف، واستهداف المدنيين وقتلهم بالفسفور الأبيض، وقطع الماء والكهرباء وتدمير منشئات الصرف الصحي... الخ، وكل هذه جرائم حرب موثقة، فهي في نظر الغرب تفاصيل بسيطة غير هامة بالنسبة إلى الحفاظ على أمن إسرائيل.

ومن الأمور التي تثير الدهشة: البلادة التامة وعدم الاكتراث التي يبديها الساسة الأوروبيون لمعاناة الفلسطينيين، فما حضر رئيس غربي إلى المنطقة إلا وطالب بإطلاق سراح الجندي شاليط؛ وهو جندي إسرائيلي أسر أثناء عدوانه على غزة، بينما لا يتحرك ضمير هؤلاء لأكثر من أحد عشر ألف أسير فلسطيني بينهم }400{ طفل وامرأة، يقبع بعضهم لأكثر من عشرين عاما في سجون الاحتلال..!!

جذور التأييد لإسرائيل ويمكن تلخيصها فيما يلي:

أ- ظهور الإسلام كقوة عظمى، ورغم أن هذا الدين يعترف صراحة بالأديان السابقة، ويبجل موسى وعيسى عليهما السلام، ويجعل الإيمان بهما شرط لصحة الإسلام، ويعترف بالسيدة مريم العذراء ويدافع عن طهارتها وشرفها إلا أن هذا الدين قوبل بالرفض التام من المؤسسات المسيحية واليهودية القائمة في هذا الوقت ولا يزال إلى وقتنا هذا؛ فلقد قام المسلمون بتحرير الشعوب العربية والمستضعفة من سيطرة الفرس والرومان في الشام الكبرى: فلسطين، الأردن، سوريا، لبنان، مصر، شمال إفريقيا، ودخل في صراع مع الدولة الرومانية الشرقية وقام بطردها من تركيا والبلقان وأنهى وجود تلك الدولة بسقوط القسطنطينية عام }1452{م على يد محمد الفاتح. ومن هنا أخذ الإسلام صورة العدو الأكبر للغرب، الذي أنهى وجود المسيحية في الشرق الأوسط كله.

ب- ظهور حركة الإصلاح الديني في أوروبا على يد مارتن لوثر الذي ضم العهد القديم إلى الإنجيل ووحدهما في الكتاب المقدس وجعل الإيمان بهما ملزما للمسيحيين، ومن هنا نبتت بذرة ما يُسمى باليهودية المسيحية، أو الصهيونية المسيحية في أوروبا، في دول: إنجلترا، هولندا، ألمانيا، السويد، الدنمارك، النرويج؛ وهي الدول الذي خرجت منها موجات الهجرات الكبرى إلى العالم الجديد، أو ما يُسمى بأمريكا.

جـ- ونشأ عما يُسمى الإيمان بالمسيحية الصهيونية؛ اليهودية المسيحية، الإيمان بما جاء في العهد القديم من تعاليم ورؤى، ومنها عودة اليهود إلى فلسطين وقيام إسرائيل الكبرى، وهي كما تحددها كتبهم: لبنان، سوريا، الأردن، النصف الشرقي لتركيا، العراق، الكويت، النصف الشرقي والشمالي لمصر، ثم شمال المدينة المنورة ... وبناء المعبد فوق المسجد الأقصى، ثم انتصار اليهود وحلفاؤهم من المسيحيين في معركة هرمجدون الكبرى على يأجوج ومأجوج؛ وهم العرب وحلفاؤهم من الفرس، ثم نزول المسيح من السماء ليقيم حكم الرب على الأرض، ويسود السلام العالم لمدة ألف عام. غير أن المسيح بالنسبة لليهود هو: المخلص وليس مسيح الصليب... وهذه العقائد موثقة ويؤمن بها قادة أمريكا من جمهوريين؛ من أمثال بوش الجد الأكبر، القسيس والذي ألف كتابا عن الإسلام ونشره في عام }1821{م، وقام فيه بشيطنة الإسلام وسبّ نبيه الكريم، ويتفق في هذا بوش الابن والحفيد، ويؤمن بها أيضا ريجان وبلير، كما يؤمن الكثير من قادة الديمقراطيين مثل كارتر وكلينتون بهذه الأفكار.

واستلزم الإيمان الصادق بالعهد القديم بالنسبة للصهيومسيحية، الإيمان أيضا بما جاء به من تعاليم وأوامر الهيمنة في التعامل مع الكنعانيين أصحاب الأرض الأصليين الفلسطينيين، وما ورد في قتالهم وإبادتهم حيث أمرهم الإله بقتل كل الرجال والنساء والأطفال، بل حتى الحيوانات، وهدم ديارهم وعدم الشفقة بهم. كما تحفل بذلك أسفار العهد القديم "سفر التثنية"، وكما طالب به الحاخام فريدمان في حرب غزة وهو الذي نشر في صحيفة هارتس }9/6 {بقتل النساء والأطفال والحيوانات وتدمير المساجد؛ وهو ما تمّ فعله جملة وتفصيلا... ولقد ساهمت هذه الأوامر الإلهية وهذه الأفكار في صياغة الأفكار التي سادت منذ عصر النهضة في أوروبا، كما ظهر ذلك في كتابات هيجل، ونيتشه وداروين... وموسوليني وهتلر، وكانت تتمحور على أمور ثلاثة:

1- الإفراط في استخدام القوة، بل وعبادتها واستخدامها في إبادة الخصم... وهي مبادئ متوارثة من القوانين الرومانية القديمة التي كانت تبيح للمنتصر استعباد الشعوب المغلوبة. وظهر هذا في الممارسات الأمريكية في العراق من استخدام اليورانيوم المنضّب، والقنابل النيترونية في الفلوجة ومطار بغداد. وأفغانستان، وكذلك استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض واليورانيوم في غزة.

2- ظهور فكرة شعب الله المختار، وبالنسبة لأمريكا... الـ Wasp الإنجلوساكسونى الأبيض، وبالنسبة لأوروبا فهو الشعب الألماني عند هتلر والبريطاني عند تشرشل والإيطالي عند موسوليني.

3- الغزو والتوسع والاستيلاء على الأراضي بالقوة بما يسمى المجال العنصري الحيوي، أو Lebens Raum عند هتلر، وأمن إسرائيل... وهي دولة ليست لها حدود معلومة، حدودها كما قال بن جوريون حيث يتواجد جنودها... وكما قال شارون يوما إن المجال الحيوي لإسرائيل من المغرب في شمال إفريقيا إلى إندونيسيا.

د- كان لظهور ما يسمى بالمسيحية الصهيونية، أو الحضارة اليهودية المسيحية أكبر الأثر في الحملات الاستعمارية الكبرى للسيطرة على العالم القديم آسيا وإفريقيا، والجديد أمريكا وكندا. حيث استخدمت أساليب الإبادة في التعامل مع الشعوب المغلوبة، ويتجلى هذا بوضوح في إبادة أكثر من }80{ مليون من الهنود الحمر في أمريكا، حتى بعد أن ألقوا السلاح وعقدوا المعاهدات مع البيض. لقد كان الهدف واضحا وهو إبادة السكان الأصليين، ومن أجل هذا أصدر الرئيس الأمريكي Andrew Jackson أندرو جاكسون مرسومه الشهير بإبادة الهنود والاستيلاء على ممتلكاتهم. حيث قال: يحق لكل مستوطن أبيض الاستيلاء على أملاك الهنود ويعاقب من يقاومه بالقتل، وتوالت المذابح على الهنود و منها على سبيل المثال: Blue River 1854، Sand Creek 1863، Washita 1868، ثم Wounded knee 1900 .

وانطلاقا من نفس التعاليم الصهيومسيحية المستقاة من آيات العهد القديم قامت بريطانيا بإبادة سكان أستراليا الأصليين، واستخدمها الأمريكيون في غزو الفلبين حيث أمر الجنرال ماك آرثر، ومن بعده الجنرال سميث ضباطه وجنوده بقتل كل من يزيد عمره عن عشر سنوات من الرجال والنساء، "لا أريد أسرى ... أريد أرضا محررة من أصحابها " - أوراق تشومسكي وتلمود العم سام - طبعة بيروت عام }2004{م.

ومن هنا تفهم الممارسات الصهيونية ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين، فهي تنبع من نفس القيم المشتركة بين الغرب وإسرائيل، وبهذا كانت مذابح دير ياسين، الطنطورة، كفر قاسم، قتل الأسرى المصريين، ضرب المدارس، بهدف طرد السكان الأصليين من الأرض. وفي هذا يقول إسرائيل شاحاك في كتابه 'التاريخ اليهودي والديانة اليهودية': "أن كل ما أصاب الفلسطينيين من قتل وتشريد ينبع من التعاليم الدينية اليهودية من نفس القيم المشتركة بين إسرائيل والغرب"... ولقد اعترف بوش وبلير بأن الأوامر الإلهية، أو العقيدة الإلهية كانت حافزا هاما في قرارات الحرب على أفغانستان والعراق، وأكد كارتر أن العلاقة بين إسرائيل وأمريكا هي في الأساس: علاقة دينية، خطابه في الكنيست، عام }1979{م.

هـ- ولقد ساهمت الكنيسة القديمة في أكبر حملة تضليل وتشويه للإسلام وامتلأت أدبياتها بكل الأكاذيب عن الدين الإسلامي ورسوله الأعظم، وشحنت أتباعها بالحقد والكراهية لكل من هو مسلم، وأقامت محاكم التفتيش في إسبانيا، والحروب الصليبية في المشرق، وتجلى هذا بوضوح بعد الحرب العالمية الأولى حيث قال الجنرال الإنجليزي اللنبي حين دخل فلسطين: "الآن انتهت الحروب الصليبية"، وقال الجنرال الفرنسي جورو واقفا على قبر صلاح الدين: "ها قد عدنا يا صلاح الدين".

و- وكما كان للدوافع الاقتصادية والسياسية أكبر الأثر في نشوء وقيام دولة إسرائيل، كان أول من نادى بها نابليون بونابرت عام }1799{م حيث طالب اليهود بالعودة إلى فلسطين وتأسيس دولة تحت حماية فرنسا لتكون قاعدة للإمبراطورية الفرنسية للسيطرة على الشرق العربي وطريق الهند. ثم جاء بالمرستون وزير خارجية بريطانيا عام }1845{م لينادي بنفس الشيء وطالب بقيام دولة تفصل المشرق العربي عن مغربه، وزادت أهمية فلسطين بظهور مستجدات اقتصادية هامة:

1- اكتشاف النفط في أذربيجان وإيران والعراق واكتشاف أهمية استخدامه في وقود السفن بدلا من الفحم حيث يوفر }80%{ من أماكن التخزين، بالإضافة إلى أنه أصبح العمود الفقري للثورة الصناعية الكبرى في الغرب.

2- إنشاء قناة السويس على يد إسماعيل، وأهميتها في الترابط بين أوروبا والشرق الأقصى ومنابع البترول.

3- ظهور الرأسمالية اليهودية ومساهمتها في تمويل الحروب الاستعمارية في آسيا وإفريقيا، وتجارة العبيد، وتمويلها عمليات حرب الأفيون مع الصين التي كانت تدرّ أرباحا هائلة للمرابين الذين كانوا يتقاضون فوائد تصل إلى }500%{ على القروض العسكرية.

كما كان من نتائج الحرب الأهلية الأمريكية، وكذلك حروب انجلترا الإستعمارية ومديونيتهما للبنوك اليهودية؛ أن تم الاتفاق مع هذه البنوك لتسوية هذه الديون، على ما يلي:

أ‌- أن تستمر الدولتان في دفع فوائد هذه الديون دون سدادها هي نفسها، وهذا ما يتم عمله إلى يومنا هذا.
ب‌- أن يكون البنك المركزي الأمريكي Federal Reserveوهو الذي يصدر العملة ويتحكم في كمية النقد المتداول وسعر الفائدة؛ "وهي أمور سيادية خطيرة بامتياز"، مؤسسة خاصة تساهم فيها تلك البنوك الدائنة للدولتين وتتحكم في إدارتها وتخضع لسيطرتها، ونفس الشيء تماما حصل لإنجلترا؛ حيث يخضع البنك المركزي البريطاني لنفس الشروط... وبهذه الطريقة يتم التحكم بالإقتصاد الأمريكي والعالمي، وهذا يمثل نفوذا يهوديا غير مسبوق في تاريخ الإنسانية.
ويتجلى النفوذ اليهودي في تصميم العملة الأمريكية حيث تظهر نجمة داوود ورموز القبالا اليهودية السرية على ورقة الدولار... ومن هذا المنطلق، أعطت بريطانيا وعد بلفور لليهود، وتم تقسيم أرض الخلافة العثمانية بين فرنسا وبريطانيا حسب اتفاقية سايكس بيكو.

ك- التخلص من المشكلة اليهودية في أوروبا:
كان الوجود اليهودي في أوروبا غير مرحب به، ولعبت الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية دورا كبيرا في التحريض على اليهود وإقامة المذابح لهم بتهم الثأر لدم المسيح عليه السلام، ونشر الأوبئة وخاصة وباء الطاعون في القرن الثالث عشر والذي أباد أكثر من نصف سكان أوروبا واتهم اليهود بنشره، وقامت مذابح كبيرة لليهود في روسيا من عام }1881 ـ 1883{م، بسبب اغتيال القيصر الروسي، كما قامت في بولندا، وألمانيا وفرنسا، وإسبانيا، وكانت هناك عوامل اقتصادية تلعب دورها في تلك المذابح بهدف الاستيلاء على أموال المرابين اليهود ومن هنا كانت هناك رغبة ملحة في نقل اليهود إلى فلسطين تزامنا مع وعد بلفور، ومن الغريب أن اليهود لم يشعروا بالأمن والسلام إلا من خلال الحكم الإسلامي في الأندلس وفي أرض الخلافة الإسلامية، هذا ما تقرره كتبهم.

ل- استخدام المحرقة اليهودية تبريرا لقيام إسرائيل:
وكان لقيام الحرب العالمية الثانية، وحصول ما سُمّي بالمحرقة اليهودية التي لا تزال بعض المصادر الغربية تريد إعادة النظر في ظروفها وملابساتها ودور المنظمات اليهودية فيها، أكبر الأثر في تجييش ساسة أوروبا وأمريكا تحت شعار واحد، "إنقاذ اليهود ونقلهم إلى إسرائيل" وفي هذا تدليس واضح وتزوير فاضح.

فلقد بلغت خسائر الحرب العالمية الثانية}50{ مليون قتيل بسبب من أشعلوها، ومن الأقليات التي دفعت أثمانا غالية لهذه الحرب، الغجر: أكثر من مليونيّ قتيل، ثم اليهود والذين قدرهم جارودى بحوالي: أقل من مليون، وغيره شكك في العدد المفروض دوليا، وعُوقِبَ ناكره بالسجن: ستة ملايين، ولكن أكثر الأقليات الدينية تضررا فهم المسلمون فلقد تحمل هؤلاء العبء الأكبر في حرب لم يُشعلوها ولم يكونوا طرفا فيها حيث استخدمهم الحلفاء من: إنجلترا في: الهند، كينيا، شرق إفريقيا ونيجيريا،، وفرنسا في: المغرب العربي، الجزائر، المغرب، السنغال وغينيا،، والروس من مسلمي وسط آسيا... كانوا وقودا للمدافع في الخطوط الأمامية، ويُقدر عدد المسلمين الذين قتلوا في تحرير أوروبا بحوالي عشرة ملايين بالإضافة إلى اختفاء دولتين إسلاميتين وهما الشيشان والقرم حيث تم تهجير جميع سكانها من البلاد. ولكن التركيز الأوروبي يُصرّ على ما يُسمى بالهولوكوست والعدد الذي لم يُسمح بالتحقيق فيه بطرق علمية أو عرضه للمناقشة؛ لغاية في نفس أصحاب المشروع الصهيومسيحي.

م- وكان الغزو السوفيتي لأفغانستان عام }1979{م والبطولة الفائقة التي أبداها الشعب الأفغاني والمجاهدون العرب في دحر القوات السوفييتية مما أدى إلى انهيار الاتحاد السوفييتي نفسه ثم سقوط حائط برلين عام }1989{م. وتزامن ذلك مع ظهور الثورة الإسلامية في إيران، التي طردت السفير الإسرائيلي ورفعت راية التحرير للعالم الإسلامي من الهيمنة الغربية وحددت بوضوح أعداء الأمة: أمريكا وإسرائيل، هذان الحدثان الهامان ـ سقوط الاتحاد السوفييتي، وانتصار الثورة الإسلامية ـ كان لهما نتائج خطيرة، الأول هو انتهاء العدو التقليدي للغرب وتفككه، والثاني هو ظهور الإسلام كعدو جديد خطر على الغرب يمتلك كل المقومات لقيام حضارة عالمية، تكون ندّا ونقيضا للمشروع الصهيومسيحي الروماني الوثني كما صرح بذلك الأمين العام للحلف الأطلسي عام }1989{م كلاس، وركز عليه نيكسون في كتابه، وحدده ـ بالخطر الأخضرـ .

وتزامن هذا مع صعود المحافظين الجدد إلى السلطة، وانتخاب جورج بوش رئيسا للولايات المتحدة، وتمّت أحداث سبتمبر التي يُجمع الكثير من الخبراء الغربيين، ومنهم: الجنرال ويزلي كلارك الأمريكي، فون بيلو رئيس الاستخبارات الألماني الأسبق، تيري مايسون الفرنسي، والصحفي الأمريكي البارز الذي تحدى الإدارة الأمريكية أن تفرج عن وثائقها ألكس جونز، الكل أجمعوا: " أنّ أحداث }11{ سبتمبر يقف وراءها جهات ظلامية متنفذة في الولايات المتحدة وإسرائيل".....

وتم استخدام هذه الأحداث ببراعة لبدء الحملة العالمية الجديدة على الإرهاب الإسلامي، حيث توالت التصريحات:
• " إنها حرب صليبية جديدة ومَنْ ليس معنا فهو ضدنا " جورج بوش.
• " إنّ أمْن العالم يتوقف على أمن إسرائيل " كوندوليسيا رايس.
• " إنّ احتلال العراق جعل إسرائيل أكثر أمنا "جورج بوش.
• " وهلاك بابل جزء من الصلوات اليهودية التي يتضرّعون بها إلى الرّب لما وقع عليهم من سبي بابل لهم؛ وقد حقّق ذلك " جورج بوش.
• " إن الاعتداء على يهودي واحد هو اعتداء على فرنسا كلها " جاك شيراك.
• "التزاما بأمن إسرائيل تعطي ألمانيا }5{ غواصات نووية تستطيع ضرب أي مدينة في العالم الإسلامي " ميركل.
• " نحن نحارب الفاشية الإسلامية التي تريد إعادة الخلافة والسيطرة على مصادر الطاقة " جورج بوش.
• " لن نسمح بالمساس بأمن إسرائيل " توني بلير.
• "إن الإرهابيين المسلمين يهددون رخاءنا our way of life " جورج بوش.

وتم الإعداد لتحالف دولي من أكثر من }30 {دولة أوروبية لغزو أفغانستان، وانطلقت الطائرات والصواريخ لتدك معاقل طالبان والمجاهدين، وتنشر الموت والدمار في أنحاء البلاد، كما تم غزو العراق بعد تزييف وفبركة أدلة أسلحة الدمار الشامل عام }2003{م، وحددت أمريكا دول محور الشر التي يجب القضاء عليها: إيران، ليبيا، سوريا، أفغانستان، العراق، السودان، وأُضيفت كوريا الشمالية ذرا للرماد في العيون.. الحرب كانت منذ البداية - حربا صليبية صهيونية - ضد الإسلام بقيادة أمريكا ودول الغرب.

ومما زاد في تسعير هذه الحملة ضد الإسلام وتأجيجها حملات التضليل الإعلامية الكنسية، والتي ظهرت في تصريحات بعض المسئولين الغربيين: فلقد صرح رئيس وزراء ايطاليا سيلفو بيرلسكوني لوسائل الإعلام بأن "الحضارة المسيحية الغربية أرقى من الحضارة الإسلامية ولا بد من انتصارها على الإسلام الذي لا يعرف الحرية الشخصية ولا التعددية الحزبية ولا يحترم حقوق الإنسان ".

كما صرح اشكروفت وزير العدل الأمريكي بأن "في المسيحية أرسل الرب ابنه ليموت من أجل الناس، ولكن في الإسلام يُطلب من الناس الموت من أجل الإله ".
وصرح الجنرال بوكين نائب وزير الدفاع الأمريكي وهو بالزيّ العسكري، حيث كان يخطب بجنوده في إحدى الكنائس قائلا: "إن إلهنا اله حقيقي أكبر من اله المسلمين، الذي هو عبارة عن صنم، ونبيّهم المزعوم محمد هو الشيطان نفسه" . وما تخفي صدورهم أعظم .

كما تلعب السيطرة شبه المطلقة لليهود على وسائل الإعلام، الصحافة الإذاعة المسموعة والمرئية "التلفزيون" والكم الهائل من الأفلام والكتب والمنشورات، التي تحط من قدر الإسلام والمسلمين وتظهرهم كقطاع طرق متوحشين، جاهلين، دورها في تضليل الرأي العام وتأليبه ضد كل ما هو إسلامي، ولقد سمعت بنفسي شكوى من رئيس جمهورية سابق لدولة أوروبية، وهو يقول: "أصدرت تصريحا ينتقد إسرائيل، فلم تنشره أغلب صحف بلادي وتلك التي نشرته إختصرته أو شوّهته "، كما تسيطر المنظمات الصهيونية خاصة منظمة آيباك AIPAC بصفة شبه كاملة على الكونجرس الأمريكي، بحيث تمر جميع القرارات السياسية لصالح إسرائيل دون أي اعتراض، وللفرد العادي حين يسمع خطاب اوباما وغيره من السياسيين في حملته الإنتخابية أمام آيباك أن يحتار: هل يتكلم هذا السياسي في حملة انتخابية لرئاسة أمريكا أم لرئاسة إسرائيل.

1- ومكان إسرائيل في هذه المنظومة، هو في قلب هذا المشروع، وهو في صلب هذه الحملة المتجذرة في عداوتها للإسلام، وهي امتداد لحرب استمرت لأكثر من ألف عام لحذف هذا الدين تماما من خريطة العالم.

2- ومن هنا كان التزام الغرب بأمن إسرائيل؛ حيث أصبح هذا الشعار غطاء حركيا Cover code لاستمرارية الحرب على الإسلام، ومن هذه الأسباب مجتمعة أصبحت إسرائيل دولة مقدسة، فوق القانون والمساءلة فهي تعرف مكانها في المنظومة وحاجة الغرب إليها، وأصبحت سيدة العالم لا يُرد لها طلب، وشعبها هو شعب الله المختار.

3- وحفاظا على أمن إسرائيل وقدرتها الردعية والعدوانية وحفاظا على تفوقها على العالم العربي أجمع، أمدتها أمريكا والدول الغربية بأحدث ما أنتجته هذه الدول من أسلحة الدمار الشامل، بالإضافة إلى مئات القنابل النووية والنيترونية والصواريخ التي تحملها إلى كل بقعة من بلاد العالم الإسلامي، هذا في الوقت الذي يقف العالم الغربي أجمع ضد المشروع النووي السلمي الإيراني، ويتم حصار غزة لمنع وصول الغذاء والدواء والكلاشنكوف، ويتم استصدار القوانين الدولية من مجلس الأمن لتجريد حزب الله من السلاح.

4- ويظهر نفاق الغرب وازدواجية معاييره في التعامل مع القضايا الدولية في سلوكه في قضيتي تيمور الشرقية وفلسطين... تيمور الشرقية تم إلحاقها بإندونيسيا بمباركة أمريكا في سبعينيات القرن الماضي، لوجود حركة شيوعية بها، عدد سكانها أقل من مليون، ثم اكتشاف البترول في مياهها الإقليمية، بدأت الاضطرابات بها بوحي من أمريكا، التي استصدرت قرارا من مجلس الأمن تحت البند السابع يُطالب إندونيسيا بإخلائها دون إبطاء، وتحركت الأساطيل الأمريكية لضمان التنفيذ الذي تم باستقلال الجزيرة، أما في فلسطين فجميع القوانين الدولية تعطل بواسطة الفيتو الأمريكي، والعملية السلمية هي عبارة عن: أكبر عملية خداع عرفها التاريخ؛ فالكلام عن السلام مستمر بينما تلتهم الجرافات الإسرائيلية الأراضي الفلسطينية، وتقام عليها المستعمرات التي كانت أول الأمر غير شرعية يجب إزالتها، ثم غير قانونية، ثم عقبة في طريق السلام، ثم تم شرعنتها بخطاب بوش لشارون، وأصبح موضوع إقامة دولة فلسطين مجرد نكتة يُصدقها السذج والبلهاء.

5- والغرب لا يُمكن أن يضغط، بل لا يسمح لأي قوة بالضغط على إسرائيل فهي قلبه وعينه، ورأس حربته في العالم العربي، وقوته الضاربة لإخضاعه والاستيلاء على ثرواته، وهزيمتها أمام المقاومة، هي في الحقيقة هزيمته هو نفسه أمام عدوه الأكبر ـ الإسلام ـ و نهاية أحلامه في السيطرة على العالم.

6- كما أن نهاية المشروع الصهيوني تعني عودة اليهود إلى أوروبا وهو أمر يُفزع ويؤرق القادة الغربيين، من عودة سيطرة اليهود الفعلية عليهم بالإضافة إلى التكلفة المالية الهائلة والتي تقدر بتريلون دولار لإعادة تأهيلهم في أوطانهم الأصلية، كما أن الدوائر المسيحية اليهودية التي تنتظر عودة السيد المسيح بعد معركة هرمجدون الكبرى التي ينتصر فيها اليهود وحلفاؤهم على العرب والفرس يأجوج ومأجوج، بصدمة كبرى تهدد عقائده الفاسدة ومنظومة قيمه من الأساس.

المـأزق الغـربـي:

تعثرت مسيرة المشروع الصهيومسيحي للسيطرة على العالم، لظروف كثيرة بعضها من داخله، وبعضها الآخر من خارجه، وهذه ـ سنة الله في هذا الكون ـ فالشر يُحطم نفسه، والباطل كان زهوقا؛ أي مبرمج ليتحطم من نفسه، فلقد ازدادت المقاومة الإسلامية ـ دفع الله الناس بعضهم ببعض ـ، وظهرت إيران قوية، ودخلت دول في محور الممانعة، وتم طرد إسرائيل من جنوب لبنان عام }2000{م، وهزيمتها أمام حزب الله في عام }2006{م، وبعد أحداث غزة تبيّن للغرب أن هناك تغيّرات كبرى قد حصلت في المنطقة، منها: أن استعمال القوة المفرطة لفرض المشروع الصهيوني قد فشل، وأن حدود القوة قد وصلت إلى نهايتها، فالهزائم متواصلة في العراق وأفغانستان والصومال، وجاءت حرب إسرائيل ضد غزة المحاصرة المُجوّعة، لتبين بوضوح أن دولة العدو رغم قدراتها العسكرية الفائقة عجزت تماما في فرض سيطرتها على غزة، لقد ولت إلى غير رجعة صورة الجندي الإسرائيلي السوبرمان الذي لا يُقهر، وثبت خوره وضعفه وجبنه أمام المجاهدين في غزة ولبنان... لقد تآكلت المنظومة الصهيونية نفسها، وتحول المجتمع الإسرائيلي إلى مجتمع إستهلاكي يبحث عن المتعة والرفاهية، كما ثبت للغرب أن الحروب التي قادتها أمريكا وحلفاؤها للسيطرة على العالم، وتتويج إسرائيل ملكا على الشرق الأوسط الجديد، قد باءت بالفشل وأدت في النهاية إلى الأزمة المالية الراهنة، التى تهدد أمريكا والدول الغربية، بل والعالم أجمع، بكساد اقتصادي يذهب بكل إنجازات عصر السيطرة الرأسمالية على العالم... ديون أمريكا وحدها حسب ما نشره معهد شيلر Shiller Institute بلغت قبل حرب العراق }5,37{ تريليون دولار، وتوالى إفلاس البنوك والشركات الكبرى، وانتقلت العدوى إلى دول أوروبا، حليفة أمريكا، وأصبحت الأزمة الراهنة تهدد بانهيار وإفلاس مؤسسات الرعاية ودولة الرخاء الاجتماعي Welfare State،... البطالة وتسريح العمال أمر عادي يومي، النظام يهتز من أسسه في أمريكا والغرب، والانهيار مسألة وقت، ومن هنا بدأت المراجعة للأولويات في الغرب، فهو يبحث عن حلّ مرحلي للتهدئة والتقاط الأنفاس وإعادة الحياة لمشروعه، تتمثل في خروج مشرّف مدّعيا الانتصار في العراق وأفغانستان والصومال وباكستان، ويبحث عن حلّ للقضية الفلسطينية يحفظ ماء وجه العرب المعتدلين، ويُعطي ورقة التوت للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتهدئة الأمور مع إيران تفاديا لصدام قد يجرّ الكوارث على أمريكا والغرب، ويكون فيه نهاية المشروع الصهيوني نفسه.

ورغم أنّ الانتخابات الأمريكية أفرزت حكومة تعي هذه الحقائق إلا أنّ الانتخابات الإسرائيلية انتهت بفوز اليمين المتطرف، الذي يعي تماما المأزق الغربي، ويحاول ابتزاز أمريكا والغرب، لإنهاء التسوية كما تريد إسرائيل، دون تقديم ورقة التوت المطلوبة للاعتدال العربي، بل أن يفرض شروطه على سادته وحلفائه، بل وحدد أولوياته؛ فهو يُطالب الغرب بجدول زمني لا يزيد عن شهور لتجريد إيران من القدرات النووية، وتجريد حزب الله وحماس من السلاح، لا يعترف بحل الدولتين، ولا بأنابوليس ولا يقدم للفلسطينيين سوى بعض الرخاء الاقتصادي كعمال في دولة إسرائيل الكبرى، ونراه يُهدد بحرب إيران، وضرب السدّ العالي في مصر، بل والسيطرة على آبار البترول، كما اقترح وزير الدولة يوسي بيلين فرض عقوبات على أمريكا والدول الأوروبية.

لقد بات النمر الصهيوني الذي شبّ عن الطوْق يرى فرصته الكبرى فهو يعرف بل ويحفظ عن ظهر قلب الأدبيات المسيحية التي شارك هو نفسه في صياغتها وتنظيرها والترويج لها، ويتذكر دون كلل أو ملل ما ألحقه هؤلاء المسيحيون بهم من مذابح ومحارق، ويعرف حقّ المعرفة أن المسيح الذي ينتظره هؤلاء ليقضي على يأجوج ومأجوج ..العرب والفرس.. سوف يطالبهم بدخول المسيحية حيث يكون الموت عقابا لكل من يمتنع ويأبى... إنه ينتظر مسيحه هو الذي سوف يدخل معبد الهيكل ظافرا منتصرا ملكا لإسرائيل ليقيم مملكة يهوذا التي تحكم العالم أجمع، ولتحقق له بذلك أسطورة شعب الله المختار، ويرى أنه أصبح من ذلك قاب قوسيْن أو أدنى.

المواجهة أصبحت واضحة بين أصحاب المشروع الصهيومسيحي الأمريكي، وبين تطلعات الشعوب الأوروبية، التي أصابها الفزع من البطالة وخسارة المسكن والسيارة، ونظام المعاشات، والتأمين الطبّي ودولة الرفاهية، وهنا يجب أن نفرق تماما بين الشعوب الأوروبية التي صرحت في استفتاء عام }2002{م بغالبية }59.6{% بأن إسرائيل تهدد أمن أوروبا والعالم والتي خرجت بالملايين في الشوارع تتظاهر ضد الحرب في العراق، وتأييدا للفلسطينيين في غزة، وحكومات رائدة مثل سويسرا، النرويج، اليونان، إسبانيا والسويد، معروفة بمواقفها المتعاطفة مع القضايا العربية، وبين حكومات النخب الأوروبية التي يتم تتويجها بوساطة منظمات Bilderberg بيلدربرج، Skull & Bones الجمجمة والعظمتين، فرسان مالطا والماسونية الدولية، وهي مجموعة المنظمات التي تمثل أركان الحكومة الخفية التي تحرك المعمورة... العالم الغربي في مأزق...، وأوباما لن يستطيع أن يقدم شيئا، فهو قد التزم في حملته الانتخابية بأمن إسرائيل، وأقصى ما يُمكن له أن يقدمه هو أن يعود ناتنياهو إلى المفاوضات من جديد... التحدي قائم بين المؤسسة الصهيونية التي استأسدت وتحاول اغتنام فرصة العمر لتحقيق أهدافها، وبين هؤلاء الذين خططوا وشرعوا للنظام العالمي الجديد... ويقف العرب المعتدلون ومن راهن على أوباما، يسمع بوضوح لا لبس فيه منه هو نفسه، فهو يتكلم عن الروابط القوية التي تجمع بين أمريكا وإسرائيل، وكلامه عن عذابات اليهود والمحرقة وحقهم في وطن لهم، على أرض فلسطين، ثم هو يطالب حماس بكف العدوان عن إسرائيل والاعتراف بشروط الرباعية والقبول بحل الدولتين، دون أن يبين لنا أين ستقام هذه الدولة، بعد أن التهمت الجرافات الإسرائيلية الأرض، وأقامت عليها المستعمرات والجدار العازل بالأموال الأمريكية.

وما أن وصل أوباما إلى ألمانيا، حتى وصلت الرسائل؛ أنّ على الفلسطينيين والإسرائيليين أنْ يقدموا تنازلات مؤلمة... فلقد تنازل الفلسطينيون عن }78%{ من وطنهم، فهل يتنازلون عن الباقي.. أو نصفه..؟! ثم من فرنسا وصلت رسائل أخرى أنه لن يُضغط على أي من الطرفيْن: إسرائيل من أجل السلام؛ يعني: لن تكون هناك قرارات دولية لإسرائيل بالانسحاب؛ إنّه التفاوض لا غير... ثم إنّ على العرب أنْ يقوموا بمسؤولياتهم نحو السلام؛ يعني: التطبيع مجانا مع إسرائيل... نفس الطلبات القديمة بإنهاء المقاومة تماما، تحطيم جهاز المناعة للأمة، تحطيم إرادتها، تركيعها وإذلالها، والقبول بإسرائيل سيدة المنطقة.

إنّ هناك دون شك مواجهة في الأفق، وهنا تذكرني قصة السويسري فرانكنشتين Frankensteinالذي استطاع تجميع إنسان هائل من أعضاء ممتازة إنتقاها من جثث مختلفة، ثم تمكّن بواسطة صدمات كهربائية مِنْ إعادة الحياة إليها، وقام ببرمجة مُخ المخلوق ليكون عونا له في السيطرة على العالم، ولكنّ المسخ الجديد خرج عن الطاعة وأصبح يُهدد سيده وخالقه، وهنا قام فرانكنشتين بقتل المسخ قبل أنْ يقتله.

والآن هل يستطيع أصحاب المشروع الصهيوني المسيحي الروماني الوثني إرغام المسخ الصهيوني على الالتزام بالطاعة، أم أنّ المسخ الصهيوني سوف يقوم بهدم المعبد على رؤوس الجميع؟!.


سويسرا
يوليو 2009م
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية