مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 ما هكذا تورد الإبل.. ياعرب
...............................................................

 بقلم : هويدا طه
...................


ربما يكون من المفيد أن نتوقف لبرهة عن البكاء على ضحايا مجزرة غزة.. كي نتعرف على موقع أقدامنا.. في هذه اللحظة من التاريخ وفي ذلك المكان من العالم وعلى تلك المسافة من الآخر.. أي آخر، فقد صاحبت نلك المجزرة عدة مواقف متنافرة.. مصريا ً وعربيا ً ودوليا.ً. تجمع بينها (العبثية واللامعقولية واللاعقلانية)! وقبل التعرض لكل من تلك المواقف الثلاث-المصرية والعربية والدولية- لنأخذ مجرد أمثلة:

** بغير اللاعقلانية.. ماذا نسمي مثلا تعليق خالد مشعل على فداحة الخسارة في دم الأبرياء:" الجنة تستحق"؟! وكأنه إرسال للناس إلى الجنة دون استئذانهم؟! وبغير اللاعقلانية أيضا.. بم نصف قول إسماعيل هنية عن مجزرة غزة: "انتصارنا هذا انتصار أممي"!

** وماذا تستخدم من وصف غير "استقالة العقل" لتلك الصرخة الممجوجة: " افتحوا لنا باب الجهاد" التي (تفرح بها) الفضائيات.. ويخجل من نقدها المثقفون.. يطلقها بعض أفراد من أنحاء العالم العربي ربما لا يعرفون عن القضية الفلسطينية أكثر مما تبثه الفضائيات من صور المذابح وأغاني الحلم العربي بتحرير فلسطين! تتساءل وأنت ترى انفعالهم الغوغائي: تــُـرى كيف سيكون هؤلاء إذا ما استجبت لمطلبهم فعلا! فألقيت بهم جميعا على حدود إسرائيل.. ها هي إسرائيل فتحنا لكم باب الجهاد.. فادخلوها غير آمنين! حاربوها بكل ما لديكم من انفعال بالتليفزيون.. إن كنتم صادقين! إن كنتم بالفعل تريدون الجهاد على خط النار وليس أمام الكاميرات! مزيد إذن من المرسلين إلى.. الجنة!

** وبغير "العبث" ماذا نسمي ذلك التزاحم لعقد قمم.. عربية ودولية.. تصدر قرارات لا تملك أصلا قوة فرضها؟! فيها عبارات من مثل" الانسحاب الفوري، بلا شروط، التحقيق في الجرائم الإسرائيلية... الخ"! قبل أن تستريح معتبرة نفسها (قامت بالواجب)! لمن تصدرون قراراتكم العنترية هذه إذا كنتم أصلا غير قادرين على ستر عوراتكم أمام إسرائيل؟!

** وكيف نستقبل (فتوى) سميت (بيان نصرة أهل غزة) بـ: "تحريم لوم حماس"! أي لاعقلانية هذه؟! كيف لا تلوم- مجرد لوم- أناسا مثلوا بالنسبة لنا (المقاومة) لزمن طويل إلى أن أصبحوا (سلطة) فتصرفوا كسلطة؟! وهي سلطة وهمية في قطاع منكوب؟! بينما تتوالى الأنباء- بعيدا عن الفضائيات طبعا!- عن قيام أفراد من حماس بسحل وقتل أفراد من فتح صراعا على سلطة وهمية لدولة وهمية على أرض.. أحرقتها إسرائيل!..

** وبغير اللامعقولية ماذا تسمي صمت الخارجية المصرية أمام إيحاء الرئيس الفرنسي بتواطؤ النظام المصري عندما صرح بأن الرئيس مبارك قال له:"لا يجب أن تنتهي تلك الحرب قبل أن تندحر حماس"! وماذا تسمي موقف العالم (المتقدم المتحضر) الذي زود إسرائيل بقنابل الفوسفور واحتشد في ذات الوقت.. ضد تهريب أو إطلاق صواريخ تأثيرها لا يكافئ بحال من الأحوال شتى أنواع أسلحة التدمير الإسرائيلية؟! ثم كيف نستقبل (استمرار) إطلاق حماس وغيرها لتلك الصواريخ في ذات الوقت الذي تستمر فيه ما تسمى (الجهود) لتثبيت وقف إطلاق النار؟! حتى لو كانت جهودا مصطنعة أو متخاذلة؟! على الأقل لمنح سكان غزة فرصة مجرد فرصة للملمة جزء من جراحهم ، ثم كيف لا نتوقف لبرهة أمام انخفاض سقف مطالب حماس المطروحة الآن: كف العدوان وفك الحصار وفتح المعابر.. أين إذن المطلب الذي ارتضت حماس من أجله إحلال صفة (السلطة) على نفسها بدلا من صفة (المقاومة).. مطلب (تحرير فلسطين من النهر إلى البحر)؟!

هي مجرد أمثلة (يسكت عنها) البعض أحيانا خوفا من اتهام بالانضمام إلى معسكر(المهادنة)! لكن المبالغة في (المزايدة ) التي اتسم بها معسكر(الممانعة) يدفع البعض إلى الرغبة في التبرؤ من كلا المعسكرين! إذ لا يعني كونك مؤمنا بالمقاومة الحقيقية المنزهة عن(هوى السلطة) وبمشروع عربي حضاري مستقبلي كبير.. أن (تتغاضى) عن ذلك التردي الذي وصل إليه الجميع.. حكاما ومقاومة وشعوبا!

اللامعقولية في المواقف المصرية
النظام الحاكم في مصر يريد- بدون دفع الثمن- الحفاظ على (ريادة عربية) كانت لمصر في القرن الماضي و.. انقضت! انقضت ليس لعيب في مزايا مصر التاريخية- فتلك مخزون حضاري لمصر لا يباع ولا يشترى- إنما لأن من يمسكون بدفتها جلبوا لها الهوان! كل المصريين من الدبلوماسيين إلى الباعة الجائلين يدركون كم هانت مصر! لا يدرك الآخرون كم يتألم المصريون لذلك الهوان! يصيبنا الذهول ونحن نرى طبيبا مصريا يجلد في السعودية دون أن ينتفض رجال الحكم عندنا! ونجن نرى بحارة مصريين يحتجزهم اليمنيون تارة والصوماليون تارة أخرى بل وحتى الاريتريون الذين يقل عمر دولتهم عن عشرين سنة دون أن يتحرك لنصرتهم رجال الحكم عندنا! ونحن نسمع ليفني تعلن الحرب على غزة البائسة من أرض مصر دون أن ينهرها رجال الحكم عندنا! ونحن نرى مصر مرتجفة من مجرد تغيير- وليس حتى إلغاء- مجرد تغيير.. عقد مجحف لها اقتصاديا ووطنيا يبيع الغاز المدعوم لإسرائيل! ونحن نراقب حكام مصر بلا حول ولا قوة أمام من هب ودب في العالم.. بينما يستأسدون علينا داخل مصر.. صحفيين ومعارضين ومتظاهرين وجماهير! يصيبنا الذهول ونحن نرى وزير خارجيتنا يتكلم بتلك النعومة الارستقراطية الحنونة المستفزة.. وذلك الصوت الوادع الرخيم.. بينما بدا أردوغان أسدا مدافعا عن كرامة الأتراك معنفا شيمون بيريز في مؤتمر دافوس.. دون أن يتسبب موقفه المدافع عن كرامة شعبه بإعلان إسرائيل الحرب عليه! (إذا يعني كانت حجة الحرب هي التي تشهر في وجوهنا دائما ونحن نطالب بمواقف تحفظ لمصر كرامتها.. ها هو أردوغان دافع عن كرامة شعبه ولم تحاربه اسرائيل)! وهو الذي صارع بيريز بالكلام.. فقط بالكلام.. أي أن حلمنا تواضع إلى درجة أننا صرنا نحلم بأن يستخدم رجال الحكم عندنا ولو مجرد الكلمة.. دفاعا عن كرامة مصر التي هانت على أيديهم.. الناعمة!

كانت مصر رائدة عندما كانت تدرك ثمن كونها الوحيدة في المنطقة المؤهلة حضاريا للقيادة! لكن الدول رجال! بالتأكيد ليس مطلوبا من مصر أن تحارب إسرائيل في اللحظة الراهنة! والشعار الذي يطلقه متظاهرون "الجيش المصري فين" هو شعار حقيقة.. لاعقلاني! مع الاحترام تماما للمتظاهرين المنفعلين بصور التليفزيون! فالجيش المصري سيخوض حربه في المستقبل.. ليس الآن بالطبع، وليس بدفع مجموعة من العرب الذين يمولون إسرائيل سرا وعلنا! إنما سيخوضها مستقبلا لأن مصر لن تظل راكعة إلى الأبد.. ونهوضها سيستلزم بالضرورة صداما من نوع ما.. حينها ستخوض مصر حربها المؤجلة وستستعد لها.. إنما برجال غير الرجال! كما أنه من الوهم حقا أن يكون مطلوبا من النظام الحالي أن يغير عقيدة (الركوع المستمر) التى اعتادها!.. لذلك وبمنتهى البساطة.. ليس مطلوبا منه شيء على الإطلاق! سوى أن يرحل عن مصر حتى تفيق! ولأننا عجزنا حتى اللحظة عن زحزحته فليس أمامنا سوى الانتظار.. وقد فات الكثير وما بقي إلا القليل!

أما النخبة المثقفة فانقسامها أمام الحرب على غزة.. بدا (مسكوتا عنه)، فبينما تظاهر الشعب المصري ضد الجريمة الإسرائيلية كان المثقفون حائرين أمام أمرين.. الأول أنهم يدركون خلو يد رجال الحكم من أوراق يدافعون بها عن أمن وكرامة مصر.. رغم اتفاق الجميع على أن غزة هي شأن مصري شئنا أم أبينا! وستبقى كذلك إلى حين تغير الأوضاع الجغرافية مرة أخرى في المنطقة! فتحول غضب المثقفين من النظام إلى شفقة عليه! ووجد المثقفون أنفسهم فجأة يتماهون مع نظام بلا حيلة.. سوى محاولات عمر سليمان المستميتة لرمرمة ما يمكن رمرمته! الأمر الثاني الذي حير مثقفين مصريين كثر هو أسباب الاندفاع الجماهيري الغاضب.. فالجميع يعرف أن ذلك الغضب يستلهمه الغاضبون من التليفزيون ومن المحركات الدينية التي يلقي بها الإخوان المسلمون في روع الشعب!.. لا من وعي سياسي بضرورات الأمن.. لا من وعي ثقافي بضرورات مقاومة مشاريع الهيمنة.. لا من وعي جغرافي بضرورات المجال الحيوي لأمن مصر.. وإنما لدافع ديني وحتى أسطوري في بعض الأحيان! أما المأزق الحقيقي لكثير من المثقفين فكان الخوف من الاتهام والمزايدة المتبادلة.. فكيف لمن أمضى العمر يعلن إيمانه بالمقاومة أن يأتي فجأة ويدين حماس وهي التي (تبتز) الشعوب العربية بأنها (مقاومة)؟! كيف يعلن (ميلا) لمساندة نظامه الضعيف في هذه الأزمة بالذات.. وهو الذي كان ومازال معارضا له.. لكنه يراه الآن محاصرا من (الممانعة الكاذبة)؟! وكيف يمارس نقدا موضوعيا لكلا المعسكرين الفاشلين.. المهادنة والممانعة.. بينما يتسابق الجميع في إعلان المواقف المصنفة هنا وهناك؟! استمر المأزق فلم يملك كثير من المثقفين المصريين أمامه إلا الهروب إلى الإمعان في التعاطف الإنساني مع الضحايا الأبرياء.. وهكذا كانت القوافل إلى معبر رفح! وصمت الجميع عن التعليق على مأزق مصر الحقيقي.. نظامها الذي لا يقدر الحجم الحضاري للبلد التي يحكم! وحتى إن قدر! فقد تأخر.. لم يعد بيده شيء!

أما رجل الشارع المصري فيكفيه أن كان ومازال فريسة لوحشين.. العقلية الدينية- لا السياسية- التي تحكم انفعاله بالحدث و.. التليفزيون! لكنه في ذروة الأزمة عاش نفس مأزق نخبته المثقفة.. التماهي مع النظام الحاكم الضعيف.. شفقة عليه من هجمة محيط لا يفهم النفسية والذهنية المصرية.. لا يفهم أن لحظات ما.. تأتي على الإنسان المصري في دوراته التاريخية.. تجعل الأطراف الثلاثة تصبح واحدا.. هو والحاكم و.. مصر!

اللامعقولية في المواقف العربية
المصريون-غالبيتهم- وحسب استطلاعات رأي عديدة.. يحبون السيد حسن نصر الله ويعتبرونه بطلا، وبعضهم تمناه لو كان مصريا (من حيث كونه زعيما سياسيا لا من حيث كونه صاحب مشروع ديني بالطبع).. يحبونه لذكائه ونزاهته وصدقه الذي يستشعرون.. والسبب الأهم.. يحبونه لأنه يتمتع بشيء يفتقدونه منذ رحيل جمال عبد الناصر.. تلك العزة والكرامة التي يتحدث بها متصديا لمشروع الهيمنة على المنطقة.. كان ذلك الحب حتى لحظة خطابه الأخير الذي حرض فيه الجيش المصري.. هنا فاجأك رجل- رغم ذكائه الألمعي- لا يفهم النفسية والذهنية المصرية! تلك التي لا يشحذ همتها شيء قدر الهجوم غير المصري على (مصر)! رئيس مصر في تلك اللحظة يصبح هو مصر! هذه علة مصرية تاريخية لا حيلة لنا فيها! يتدافع المصريون التفافا حول رئيسهم حتى لو كانوا يتوجهون لله صبحا ومساء بالدعاء عليه! وهكذا فوجئت بتلك الغضبة من البسطاء والمثقفين على حد سواء حين وجدوا السيد نصر الله يحرض جيش مصر على (مصر) يحرض شعب مصر على (مصر)! هكذا هي الأمور هنا! والعيب فيكم لا في المصريين إن لم تفهموها! ما يجعلك تقول محذرا: ما هكذا تورد الإبل يا سيد نصر الله! الشعب المصري هذا هو تقريبا الشعب العربي الوحيد الذي لديه دولة راسخة منذ قدم الزمن! كل دول العرب تقريبا (باستقراء قوانين التاريخ) إما حديثة أو مفتعلة أو حتى إلى زوال! ما عدا مصر! تلك الراسخة إلى حد تتماهى فيه الدولة مع المواطن مع الحاكم حتى لو كان مكروها.. في لحظة تطفل الغريب حتى لو كان محبوبا!

هذا عن السيد حسن نصر الله والذي ما زلت على المستوى الشخصي أقدر فيه تلك العزة والكرامة! أما ما يسمى (دول الممانعة) فقد لا يعرفون أو ربما يعرفون أن نملة في ربوع ذلك العالم العربي الواسع لا تصدقهم! لا تصدق ممانعتهم الكاذبة! فإن كانت صواريخ حماس مصنوعة من مواسير مياه قديمة فإن الجولان على مدى ثلاثين عاما لم تطلق فيه حتى صواريخ من الورق! ولعلهم سيدركون خطأ ذلك التضاغط الشديد الذي مارسوه ضد (مصر) أو نظامها- سيان- فمن المسكوت عنه في حرب غزة أن تلك الأزمة تماهى فيها الاثنان.. للأسف الشديد.. مصر ونظامها! وإن كان اللوم يقع ثانيا على هؤلاء الممانعين كذبا.. أما أولا فيقع على رجالنا الناعمين الذين شجعوا بنعومتهم هذه الممانعة الكاذبة! فإن كان ذلك طمعا في دور إقليمي يفوق وزنهم أو كان طمعا في (إلقاء الحمل عن أكتافهم) أو كان طمعا في مجرد تسجيل مواقف كاذبة أو كان غير ذلك.. فإن أحدا لا يصدق إدعاء الممانعة هذا! فالعلاقات مع إسرائيل حميمة والتفاوض معها سرا وعلنا مستمر ودول الخليج ما عرف عنها يوما هذا النوع من الكفاح! هذا التضاغط العربي المزيف ضد مصر أو نظامها أضر كثيرا بالمعارضة المصرية لذلك النظام.. ضرر أدركه كثير من المثقفين المصريين وهم يرقبون الغضب الشعبي المصري من هذا التكالب العربي الكاذب.. إذ رفع شعبية نظام متهالك يكاد يسقط.. فشلا أو قدرا.. أيهما أسبق!

اللامعقولية في المواقف الإقليمية
يحق للدول أن تبحث لنفسها عن دور.. ويبقى الأمر مرهونا بأهليتها لما تطمح إليه ومجهودها الذي تبذل للحصول عليه، ولأن مصر تعيش الآن أكثر مراحلها ضعفا فإن قوى إقليمية تطمح لوراثة الدور (الذي كان) لمصر إقليميا في القرن الماضي، هذه الدول هي إيران وتركيا وبالطبع إسرائيل! كلها دول تعتبر الإقليم كله مجالا حيويا لأمنها! فإسرائيل كانت تعتبر العراق تهديدا رغم عدم مشاركتها له في الحدود.. وتناصب إيران العداء وهي البعيدة عنها في أطراف الإقليم.. وتتحسب لعلاقات مع تركيا وهي الموجودة على أطراف قارة أخرى، وإيران لم تغلق حدودها على نفسها بل تسعى حثيثا للإمساك بأطراف العراق.. وتتخطاه إلى اعتبار إسرائيل خطرا عليها وتنافس تركيا خلف الأبواب، وتركيا حين تزحف ببطء نحو ملفات كانت بعيدة عنها هي أيضا ترى مجال أمنها بعيدا عن حدودها الجغرافية بآلاف الأميال.. وكل تلك الدول تدرك جيدا أن تواجدها في تلك الحدود البعيدة يلزمه ثمن.. لذا تسارع بدفعه ماديا ومعنويا حتى تمسك بأطراف خيوط الإقليم.. كلها تدرك ألا ريادة بلا ثمن.. اللامعقولية في مواقف تلك القوى أنها جميعا أرادت لنفسها دورا إقليميا.. على أن تدفع مصر ثمنه! لكن مصر انكفأت على نفسها إلى حد انكماش حدود أمنها عند معبر رفح! فتركت لهم (حق الجرأة)!

قد يكون (التعالي) المعروف عن نخبة النظام المصري الحاكمة تجاه شعبها جعلها لا تهتم حتى بشرح مآربها للشعب المصري.. فمن يدري.. ربما اقتنع! غضبت نخبتنا الحاكمة من اتفاق واشنطن وتل أبيب على اللعب داخل حدود مصر من وراء ظهرها.. أو ربما أمام عينيها! غضبت لتجاهلها من قبل حلفائها على الملأ العالمي.. لم يبد أنه غضب من أجل أمن مصر! أراد النظام أن يكون غضبه من القوى الإقليمية الطامحة لوراثة مصر بالحيا مكتوما.. وما من مبتدئ في عالم السياسة إلا ورآه! (بالمناسبة وكملاحظة جانبية.. تلك الدول الثلاث إيران وتركيا وإسرائيل الطامحة لوراثة دور مصر.. كلها- يا للصدف- دول فيها ديمقراطية وتداول للسلطة!)

السؤال الدائر في مصر: هل هذه هي مصر التي عرف التاريخ؟ أم الرجال الذين يمسكون بدفتها الآن هم الذين لا يناسبون حجمها؟ أم هناك ما لا نفهمه؟!

المسكوت عنه في الحرب على غزة خجل بعض المثقفين المصريين من مناقشته عملا بقاعدة (ليس وقته الآن)! لكن الحقيقة في رأي البعض أنه وقته! فإن سكت رجال الحكم عندنا ضعفا أمام هذه المزايدة من كل حدب وصوب باسم المقاومة فلا يجب أن نسكت.. الفرق أننا مطالبون بعدم السكوت أمام كليهما.. معسكر نظامنا المهادن الذي يهدر الكرامة والحقوق.. ومعسكر الممانعة الكاذبة المدعية! المثقفون المصريون لا يجب أن يخجلوا من إعلان موقفهم تجاه الاثنين.. ويبقى الأمر مرهونا كذلك بأمرين.. الأول قدرتهم على توعية جمهور وجد نفسه في حيرة أمام ذلك الضغط.. الثاني (وأمام الفشل في تشكيل موقف واضح حازم).. هو الصبر المطلوب لانتظار.. تصاريف القدر!

 

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية