مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 طبعا كله إلا السمعة
...............................................................

هويدا طه
.............

هل طالعتم وجه السيد أنس الفقي وزير الإعلام وهو يلقي خطبته العصماء عن خوفه على القيم بين نظرائه من وزراء الإعلام العرب.. في مؤتمره الاستثنائي (الأهبل) الذي عقد لتكميم الفضائيات العربية؟! لا أكتمكم القول أنني كلما رأيت وجه السيد الوزير أنس الفقي أتذكر إعلانا تجاريا كان يبث على الفضائيات منذ زمن يقول فيه أحدهم ( بحبك يا ساتاموني)!
السيد ساتاموني وأقرانه لم ينتبهوا ربما إلى أنهم في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهم يتبنون (خطاب تهديد) موجه للفضائيات بإغلاق المكاتب ومصادرة الكاميرات وتجريم الصحفيين، ولأن (الصب تفضحه أعينه) فقد تفشى الكذب في ملامح المتحدثين من وزراء الإعلام العرب في (مؤتمر ساتاموني) وهم يتباكون على (القيم السامية المهدورة على الفضائيات)! إذ أن ذلك الهدر للقيم الأخلاقية مستمر منذ سنوات (بتمويل سعودي في غالبه لبرامج المسابقات المائعات ولكليبات فيديو البنات الكاسيات العاريات) وسوف يستمر - وبصمت بل رضا - مصري وعربي.. ولم يفاجأ به رجال الإعلام الأشاوس ليلة أمس! حتى يعقدون صباح اليوم التالي (جلسة استثنائية) للملمة جراح الأخلاق المهدورة! إنما انزعج هؤلاء ورؤساءهم في الجمهوريات والممالك من فضائيات فتحت الباب لمحللين ومثقفين بأطياف ثقافية مختلفة من أرجاء العالم العربي.. كي يرسلون (رسالة توعية إعلامية) للجماهير العربية، هل تصدقون أن أي ساتاموني من هؤلاء مثلا سوف يلاحق مصور فيديو كليب ويصادر كاميراته؟! التهديد هنا هو لفضائيات مثل الجزيرة والقنوات المستقلة المصرية (أو في الواقع التي تحاول يائسة أن تكون مستقلة) حتى لا تظن أن تغطياتها لمشاكل الناس وآلامهم وعذاباتهم مع سياسات حكوماتهم سوف تمر بدون ملاحقة! لكن لأن الزمن تجاوز هؤلاء المنتمين إلى العصور الوسطى فلن يستطيعوا تكميم الفضائيات.. وسوف يهزأ منهم العالم بل وتهزأ منهم الفضائيات حتى لو أغلقت مكاتبها، فالعالم منذ زمن بعيد تخطى (فكر أسواق البعير) هذا! ولديه الآن شبكة عنكبوتية دييجيتال أكبر من راس أكبر وزير إعلام فيهم! وعلى أي حال ربما تداعبهم قناة الحرة ببرنامج عن الديمقراطية في بلاد العرب.. ولسوف نرى موقف قبيلة ساتاموني حينئذ فنرضى! فلندعهم يلعبون في زمانهم الغابر ولنبدأ نحن مطالعة من نوع آخر!

قناة الجزيرة: من تجربتي الخاصة مع فيلم (وراء الشمس) وهو فيلم تسجيلي أو برنامج وثائقي أنتجته الجزيرة.. وكنت أنا معدته ومخرجته .. جمعت عدة نقاط يدور بشأنها جدل كبير في مصر حول قناة الجزيرة عموما وفي هذا السياق هناك عدة ملاحظات:

( 1 ) قناة الجزيرة كانت قرارا سياسيا وليس إعلاميا: فعادة ً في المجتمعات المتقدمة وهي المجتمعات الغربية بالأساس تكون (حرية الإعلام) هي مرآة (لحرية قائمة بالفعل في المجتمع) فيأتي الإعلام معبرا في درجة حريته عن درجة الحرية التي يتمتع بها المجتمع، لكن الجزيرة لم تكن كذلك.. فالمجتمع القطري شأنه شأن كل مجتمعات الخليج يعيش حالة حضارية طابعها قبلي عشائري محافظ إلى درجة خانقة.. لا يعرفون حرية التعبير ولا حرية فردية من أي نوع.. فالفرد في المجتمع القبلي مكبل بمنظومة معقدة من القيم المقيدة للحرية.. الحرية حتى بصورتها الفطرية، ولا يعرفون حرية سياسية بأي شكل من الأشكال اللهم إلا اللجوء إلى (مجلس الأمير) ، ولا يعرفون حرية إبداعية أو ثقافية فمجتمعهم كان على مدى السنين مجتمعا ساكنا هادئا لا تولد فيه (مثيرات) للإبداع.. لذلك ليس لديهم روائيون أو سينمائيون أو فنانون إلا فيما ندر، حتى الجرائد - التي كانت وما زالت تصدر في بلدهم الهادئ قبل إطلاق قناة الجزيرة- هي جرائد يتبدى فيه هذا النسق المجتمعي القبلي الساكن، فكيف تأتى لهكذا مجتمع أن يفاجئ العالم بقناة مثل قناة الجزيرة؟! الحق أن أمير قطر حين تولى حكمها منذ أكثر من عشر سنوات (بالمناسبة.. بانقلاب داخل القصر أو بغيره فهذا لا يهمكم ولا يهم أحدا.. فمن على رأسه بطحة لا ينبغي أن يعاير الآخرين!).. كان العالم لا يعرف أين توجد تلك الدولة المسماة قطر.. حتى في مصر – أي والله العظيم- كان بعض الناس - إن عرف أصلا أنها دولة خليجية- يظنها إمارة ضمن إمارات دولة الإمارات المتحدة مثلها مثل دبي أو أبو ظبي، هذا الأمير عُرف فيما بعد بتقدمه فكريا على مجتمعه نفسه.. كان لديه حلم أن يحدد للعالم مكان بلده على الخريطة الدولية ولأنه تولى دولة عربية.. أراد فيما يبدو أن يتميز بشيء لم تعرفه باقي الأعراب! فاختار أن يباهي هو على العرب بنوع من الإعلام لم يريدوا يوما أن يوجد بينهم! كانت الجزيرة إذن قرارا سياسيا وهو قرار سياسي ذكي وأثبت نجاحه.. فكل هذا القدر من الغيظ المكظوم وغير المكظوم الذي تظهره دول الريادة وأشقائها الصغيرات يدل على أنها تعرف جيدا أن ذلك الأمير أتى بما لم تسطع الأعراب الكبار أن تأتي به! السؤال الذي لا يزال قائما حتى الآن.. لماذا يا فطاحل الريادة الإعلامية لم تخرج من بين أيديكم قناة كقناة الجزيرة؟! البعض حتى يتحسر متسائلا.. ألم تكن مصر أولى وهي البلد العربي الأسبق نهضويا وتاريخيا بأن تكون الجزيرة إبداعها هي بدلا من صب الغضب على (الشقيقة الصغرى) التي أخرجت لسانها لكافة العُرب بقناتها.. الجزيرة؟!

( 2 ) لماذا لا تتعرض الجزيرة لقطر في برامجها الإخبارية والوثائقية؟! لا يوجد سؤال بمثل سذاجة هذا السؤال حقيقة لثلاث أسباب: أولا أنكم صدعتم رؤوسنا ورؤوس غيرنا بمقولة الريادة إياها وتعتبرون بلدنا بلدا عملاقا أمام قزم صغير يريد أن يسرق أضواء الشقيقة الكبرى.. حسنا.. فعلى بعض المستويات هذا إدعاء له أساس ولو تاريخي.. لكن ومع ذلك عندما يصل الأمر لقناة الجزيرة تتضاءلون أمام ما تصفونه بأنه قزم وتريدون المساواة معه! وثانيا يا سادة ماذا في قطر حتى تتولى فضائية تبث أربع وعشرين ساعة أخبارها؟! قطر هذه بلد لا يدفع مواطنه ثمن الكهرباء والماء وتدفعه عنه الدولة!.. هذا المواطن تمنحه الدولة (دعما) لرحلاته السياحية إذا شعر بالملل من حر بلاده! هذا مواطن راض ٍ بأميره وبمكرماته ولم أسمع قطريا طوال سنوات إقامتي في هذا البلد يتمنى الديمقراطية أو ما شابه! بل صدق أو لا تصدق فإن هذا الأمير المتقدم على مجتمعه هو من يبادر بإقامة أو بالتشجيع على إقامة جمعيات أهلية ودستور وانتخابات وما شابه من باقي مظاهر المجتمع المدني.. ومع ذلك لا يجد كثير حماس بين أفراد شعبه لمثل هذه المقولات عن المجتمع المدني!.. (المجتمع المدني الذي يطحن النضال من أجله نخب باقي الدول العربية).. وحتى لو كانت كلها من لوازم (الديكور الديمقراطي) غير الحقيقي.. لكن مع ذلك حتى هذه المبادرات لا تجد ذاك التفاعل من شعبه الراضي الهادئ المسالم الذي لم تغزو مفردات (نضال وكفاح وما يشبهها) حياته اليومية! ماذا في المجتمع القطري المترف وهذا سمته.. وبلده على تلك الحداثة.. يمكن أن تعد عنه برامجا وأخبارا؟! في مقابل ذلك فإن بلدا كمصر المغرق في القدم ومجتمعه الإنساني المعقد والمركب.. يدور فيه صراع خفي أو معلن بين طبقاته ونخبه ومهمشيه شأنه شأن الشعوب الطبيعية الأخرى.. هو بلد به زخم الإنسانية وتعقيداتها.. إن برنامجا واحدا يُعد عن قطر لابد أن يقابله ألف برنامج يعد عن مصر! ماذا تظنون في قطر بالله عليكم يمكن أن تعد عنه برامج؟! أما ثالثا فمع ذلك بثت الجزيرة برامجا عن القواعد الأمريكية في قطر والانتقادات الموجهة إليها من كل النخب العربية هنا وهناك.. بل وبثت برامجا وأخبارا عن بعض المشكلات الاجتماعية المرتبطة بالطبيعة الخاصة جدا لبلدان الخليج.. منها استغلال العمالة الآسيوية واستغلال الأطفال المستوردين من بلدان فقيرة في سباقات الإبل وغيرها من مشكلات.. وليس ذنب قناة الجزيرة أن البعض لم يشاهد تلك البرامج فتعامل وكأنها لم توجد أصلا.. بالله عليكم كيف يتآتي للبعض أن يضع مجتمّعين كهذين المجتمّعين على قدم مساواة؟!

( 3 ) عن موقف الحكومة في قطر من حرية تناول الآخرين لقضاياها إعلاميا: لكل من يقول لماذا لا تبثون في الجزيرة شيئا عن العلاقات الإسرائيلية القطرية والقواعد الأمريكية في قطر نقول له إن في مصر عشرات الفضائيات.. ما عليها إلا أن تخطط لإعداد مثل هكذا برامج وتتقدم للحكومة القطرية بطلب تصريح تصوير، وحينها إذا تعنتت تلك الحكومة- كما تتعنت حكومتنا بل تتشنج عند تناول الجزيرة لقضايا مصرية- فإنه يحق له حينئذ ٍ أن يعلن حملة صحفية ضد استبداد وعدم ديمقراطية النظام القطري.. ويحق له أن يطلب دعم كل الأحرار في العالم للتصدي لعنت وتعسف القطريين مع الصحافة! فالعالم أصبح مفتوحا منذ زمن يا سادة قبيلة ساتاموني! هذا حق.. فطالما تتقدم الجزيرة بطلب تصريح تصوير في بلدان أخرى رخصت لها فتح مكاتب بها.. فالحق للقنوات الأخرى أن تتقدم للسلطات القطرية بطلب مماثل، لكن أصلا متى حاولتم؟! حاولوا إذن وجميعنا كصحفيين ينبغي أن نساند حرية الصحافة هنا أو هناك أو في أي مكان! لكنكم مشغولون في التهليل لنظامنا البوليسي وفي التباكي على عدم معاملة الجزيرة لقطر ومصر بالمثل! حاجة تكسف!

( 4 )هامش الحرية المتاح في الجزيرة: أولا وأنا عملت في الجزيرة منذ تأسيسها ونظرا لتفردها وريادتها الإعلامية (الحقيقية) فإنها قناة يعمل بها صحفيون عرب من كل الجنسيات العربية تقريبا (بالمناسبة عدد الصحفيين القطريين في القناة أقل من أصابع اليد الواحدة.. فمجتمعهم كما قلنا سابقا لم تتراكم لديه لا خبرة صحافة ولا خبرة فنون ولا أي من هذه الأشياء!) جميع هؤلاء الصحفيين العرب من كل البلدان العربية ومن بينها مصر وجدوا فيها هامشا من الحرية وسقفا عاليا من المحظورات لم يجدها أي منهم في بلده! (هذا لا يعني أن الجزيرة قناة ثورية.. باق أمامنا من الزمن عدة قرون حتى تنشئ دولة عربية قطر أو غيرها قناة ثورية!) ، لكن الجزيرة عندما يبدأ أحد صحفييها في تحقيق صحفي ما لا تتدخل ولا تعرف أصلا ماذا يفعل حتى يعرض عليها عمله النهائي.. وليس أصعب من هذه اللحظة فهي تشترط أن تطبق شعارها (الرأي والرأي الآخر)! فإذا توفر الرأيان في العمل الصحفي تجيزه وإذا لم يكن كذلك تعيد إليه عمله وتطالبه بإعادة النظر فيه حتى (يتوازن)! وهذا يا سادة سبب المعاناة الحقيقية التي واجهتها في إعداد فيلم وراء الشمس، وكذلك الفيلم الذي يتم إعداده حاليا (المهمشون).. فأنت تجد ألف صوت في مصر يناهض التعذيب في أقسام الشرطة ويدينه.. لكن المعاناة كل المعاناة كانت في البحث لا عن مؤيد - فلن يعلن المؤيدون تأييدهم وهم كثر- وإنما حتى عن مدافع عن الحكومة! حتى المحسوبين حكوميين أكثر من الحكومة يتهربون.. بسبب صعوبة مهمة الدفاع عن هكذا حكومات! إذن فما يتوفر لنا من حرية معالجة لما نعده صحفيا في الجزيرة.. لا يتوفر لنظرائنا في قنوات بلداننا الواقعة تحت ضغط الأمن وتعسفه وعنته وغباءه أيضا! وآه لو كنا بلدا حرا حقيقة وليس متباهيا بديكور الحرية الهش! لكننا في بلد يتدخل فيه الأمن في جدول عمل برامج البث الحي في الفضائيات الحكومية والخاصة أيضا، واسألوا كيف (رفض الأمن) عمل بلال فضل في برنامج عمرو أديب- القاهرة اليوم- وكيف يضع الأمن صحفيا (مخبرا) تابعا للداخلية كشريك لزج ثقيل الظل لأحد أشهر مقدمي البرامج الحية؟ وتقولون إن لدينا حرية إعلام؟! سلامنا لحرية الإعلام الأمني في مصر!

( 5 ) تشويه سمعة مصر في الفضائيات: طبعا كله إلا السمعة! لكن أولا: ليست الفضائيات هي من أملت على الاتحاد الأوروبي موقفه الفزع من انتهاك حقوق الإنسان في مصر! (مش كده برضه يا سيد ساتاموني؟!) وليست الفضائيات هي من ترفع مئات الدعاوى القضائية على ضباط الشرطة لتعذيبهم مواطنين مصريين! وليست الفضائيات هي التي تملي على قضاة مصر أحكامهم القضائية بسجن ضباط شرطة متهمين بالتعذيب، وليست الفضائيات هي التي تملي على ضيوفها من مثقفي مصر تحليلاتهم للأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في بلدهم، الفضائيات – الجزيرة وغيرها- هي مجرد ناقل للخبر والتعليق، صحيح أن اختلاف فضائية عن غيرها هو في الانتقاء تبعا لأهوائها لكنها تنتقي من (الموجود أصلا) ولا تبتدعه من عدم! ثانيا: ما يدهشني من موقف كل ساتاموني في هذا البلد هو مسألة (تشويه سمعة مصر على الفضائيات الأخرى) لكنه لا يمانع أن تناقش نفس القضايا ومع نفس المحللين وحتى مع نفس الأطراف على (فضائيات) مصرية! أليست هذه فضائية وتلك فضائية والفضاء متاح الآن للجميع؟ لا يحده داخل أو خارج؟ هذا إن سمح للفضائيات المصرية أمنيا أن تناقش نقدا صريحا مباشرا؟! ثم فلنتوقف أمام هذا السيف الصدأ المسمى (سمعة مصر)! وبحده يهدد الصحفيون إذا ما تجرئوا على مناقشة مواقع الخلل في مجتمعنا على الملأ، يتعاملون مع مصر وكأنها (امرأة لها سمعة) ومصر ليست كذلك.. مصر بلد يعيش فيه مجتمع مغرق في القدم.. لابد أن تناقش قضاياه في العلن حتى يتجدد ويتنفس هواءً نظيفا.. بدلا من الهواء العطن الذي يسمموننا به بقبضتهم البوليسية، أنقل لكم تعليقا ظريفا لخفيفة الظل نوارة نجم عندما كتبت تقول: سمعتم عن سمعة نيوزلندا؟! سمعتم عن سمعة استراليا؟! اشمعنى مصر اللي ليها سمعة؟!

( 6 ) مصر برمتها تتألم إذا أهانها العالم: وجدته موقفا مثيرا للتأمل.. لماذا كان رد فعل الحكومة المصرية متشنجا إلى هذا الحد عندما صدر تقرير الاتحاد الأوروبي عن انتهاك مصر لحقوق الإنسان؟! ربما في هذه النقطة بالذات فإن حكومات مصر - أيا كانت درجة بشاعتها- تتفق مع شعبها بكل أطيافه ومع نخبته بكل ألوانها في شيء واحد نجتمع فيه جميعا على قلب واحد - الفاسدون منا والصالحون- وهو أن مصر تتألم عندما تتعرض للإهانة من العالم، لماذا؟! ربما لأننا بلد له تلك الحساسية الخاصة مع الوجود، بلد قامت فيه محاولات للنهضة لا تيأس كلما فشلت، فتراكمت فينا جميعا تلك المشاعر بأن مصر تستحق تاريخيا على الأقل أن تحترم، فبلدنا لم ينبثق فجأة ذات صباح قريب! لكن العالم (أيا كانت دوافعه الحقيقية بالمناسبة) لا يهيننا إلا إذا تسبب الفاسدون منا في جلب تلك الإهانة، نظامنا ظن أنه (ضحك علينا) عندما عوضنا عن (حرية التعبير) بهذا الديكور الهش من (حرية التنفيس)!.. لكنه لم يستطع أن يضحك على العالم أو يقنع العالم أن الحرية (ممكن تمشي) مع سجن الصحفيين وضربهم (علقة سخنة) كلما تيسر! الآن عليه أن يقنع العالم قبل موعد الإهانة القادمة بأن (الحرية تمشي كذلك) مع التهديد الساتاموني بإغلاق مكاتب المؤسسات الإعلامية!

( 7 ) لماذا التركيز الإعلامي على العيوب بالذات في المجتمع المصري: حسنا ولماذا نركز على الميزات؟! العيوب هي ما ينبغي على الصحافة المهتمة بشعبها أن تناقشها وتعريها، الصحفي الحقيقي والمثقف الحقيقي ليست وظيفته التطبيل للحكومات- وخاصة هكذا حكومات لا طبلة تنفع معها ولا تار!- وظيفته أن يخرج للعلن المسكوت عنه في قضايا الناس، وظيفته أن يكون صوتا لمن لا صوت له من الغلابة في مجتمعه، فلنترك الزن بالميزات لهؤلاء (المخبرين) الصحفيين! ولنجعل الصحافة- سواء مكتوبة أو مرئية- سلاح المجتمع المصري القابع في ظلام التهميش المفروض عليه.. كي يتكأ عليه ليقفز إلى السطح معلنا صرخته.. فلعل الآذان المصنوعة من الطين والعجين تسمع أنينه!
 
النداهة:
وأخيرا: لماذا يفضل أحدهم دخول عش الدبابير بدلا من الاستمتاع بالحياة وبتحويشة العمر؟! هل هو سعي للشهرة؟! والله ما اعرفه أن هناك طرقا للشهرة أسهل وأأمن وأكسب! يا أخي صدقني.. لا أعرف! لا أعرف لماذا هذه (النداهة) تأخذنا إلى هذا الاشتباك مع هؤلاء المغتصبين لروح بلدنا! أو قل.. أعرف شيئا واحدا عن تلك النداهة.. أنقله على لسان الشاعر مظفر النواب مع بعض تصرف:
" ناداني صوتٌ جاء كعرس ٍ مصري.. قال من ذاك.. قلت: أنا يا وطن!"
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية