مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 خبث أم ذكاء الإعلام الصهيوني!!؟
...............................................................

 

الاعلام الصهيونى

 

بقلم : هناء عبيد
...................


مما لا شك فيه أن الإعلام له دوره الفعال في التأثير على الرأي العام، وفي تعبئة الجماهير، وكسب تأييد الشعوب. وقد أدركت المنظمات الصهيونية مدى هذا التأثير وما له من دور كبير في كسب الأصوات العالمية في صالحها وخاصة الإعلام المرئي، لما لأثر الصورة في ترسيخ الحدث بقوة في الأذهان. لذلك فقد سارعت هذه المنظمات على إمتلاك أكبر المؤسسات الإعلامية التي ساعدت بدورها على تأييد الحركة الصهيونية وإعطائها الحق باحتلال الأراضي الفلسطينية وذلك بترويج وترسيخ فكرة أن الأراضي الفلسطينية هي أرض الميعاد المذكورة في التلمود، مما يعزز اكذوبة أحقيتهم في امتلاك هذه الاراضي. هذا بالإضافة إلى دورهم في تشنيع صورة العرب أمام الراي العام العالمي ووصفهم بأنهم همجيون، إرهابيون، تواقون للدماء، انتهازيون، ولا يعرفون لغة الحوار.

لقد برعت هذه المنظمات الصهيونية من استغلال كل الوسائل الاعلامية التي من شانها القيام بنشر الاكاذيب المضلله التي تظهر اليهود بانهم الفئة المظلومة عبر الدهور سواء من خلال الاعلام المسموع او المقروء او المرئي، كما استطاعوا استغلال سيطرتهم على صناعة السينما بانتاج أكبر عدد من الافلام التي برعت بصبغ صورة الوحشية واللأنسانية على الشخصية العربية، وكما هو معلوم فإن أكبر انطباع يمكن أن يؤخذ عن أي شعب أو عاداته وأطباعه هو من خلال الإعلام، الذي يلعب دورا لا يمكن إغفاله أو تجاهله في هذا الشأن.

لقد سخرت المنظمات الصهيونية الملايين بل البلايين من الدولارات لصناعة إعلام لا يمكن أن يقابله أي منافس، فتهافتت على السيطرة أوعلى شراء أكبر المحطات العالمية مثال فوكس الأمريكية والسي ان ان العالميه وغيرها. ولا يقتصر دورها بالسيطرة على وسائل الإعلام فحسب بل بالكذب والتلفيق والتخطيط المسبق لأي عملية تنوي القيام بها من خلال هذا الإعلام. وقد كان الهجوم الوحشي على قافلة الحرية المسالمة أكبر دليل على ذلك، فقد قامت هذه القراصنة بتصوير ما قبل الهجوم الذي خططت له مسبقا، حيث قامت"من باب التوثيق" بتسجيل وتصوير طلبها من هذه القوافل بأن تتوقف في ميناء أشدود لتفريغ حمولتها عليه، على أن تتولى هي" القوات الإسرائيليه" ايصال هذه المعونات لأهل غزة فيما بعد، ولما لم يتم الإستجابة لأوامرها قامت قوات الكوماندوز بالهبوط من الطائرات للتفاهم مع هذه المجموعات التي لم تمتثل للأوامر حسب زعمهم والتي قامت بالتهجم عليهم بالسكاكين والادوات المنزلية مما حدى بالقوات الإسرائيلية بإطلاق النار على هذه المجموعات بحجة الدفاع عن النفس. أي أن تصويرطلب القوات من المتضامنين بانزال ما تحمله السفينة في ميناء أشدود تم له التخطيط المسبق، لتبرير تهجمهم الوحشي على قافلة الحرية "رمز الإنسانية والسلام والمحبة". وقد واصلت قناة ال سي إن إن بعرض هذا الشريط ليل نهار لإقناع العالم بأسره بأن ما قامت به هذه العصابات أمرا مبررا لا غبار عليه. ولكن مهما حاولت هذه العصابات إخفاء وجهها الحقيقي، فإن الحقائق تفضح كل شيء، وأولها أن هذه الأعمال لا تصدر إلا عن قراصنة متمرسين في فن القرصنة، فالتهجم كان على أناس مدنيين عزل داخل مياه دولية، لاتدخل ضمن حدود هذا الكيان الغاشم. ولكن للأسف فإن تكرار الكذبة يعطيها طابع الحقيقة والتصديق.

هكذا يلعب الإعلام الصهيوني دوره في تصوير الكيان الغاشم، بأنه الطرف المظلوم تحت براثن الوحشية العربية. فالتلفيق والغش والخداع هو أهم الدعائم التي يقوم عليها هذا العدو الخبيث. ولا ننسى هنا أيضا الدعايات الكاذبة التي يتم عرضها على قنوات عالمية لجمع التبرعات لهم بإعتبارهم الشعب المظلوم الواقع تحت القسوة والظلم، وهذه حقيقة لا يستهان بها. ففي إحدى القنوات الأمريكية، وبالتزامن مع أحداث غزة، عرضت صور لأطفال مشردين يقفون بجانب بيوت مهدمة من أجل جمع التبرعات، وكان الذهول الأكبر عندما تم التعريف بأن هؤلاء الأطفال كانوا أطفالا يهودا تشردوا بسبب وحشية الفلسطينيين الذين دمروا ديارهم. إنهم يأخذون بعض الحوادث الصغيرة التي لا تذكر، ويصورونها بهول كبير، لإطلاع العالم على بطشنا وظلمنا كما يزعمون، أي يقلبون الأمور رأسا على عقب فحالنا الأليم يعرض على أنه صورة من حياتهم المأساوية التي يعيشونها تحت ظلم الصلف العربي. فهل يوجد أكثر من هكذا قباحة ووقاحة وغش وكذب وتلفيق وقلب للحقائق!!؟

إن ذكاء، أو بالأحرى خبث الإعلام الصهيوني، هو بلا شك السبب الرئيسي في تشويه الصوره العربية في أذهان العالم بأسره، فكذبة الإرهاب الذي التصقت بالشخصية العربية والتي كدنا نصدقها من تكرار ذكرها، ماهي الا صورة مشوهة لنا، برع الاعلام الصهيوني بنشرها في كل بقاع الأرض. فماذا يأتي إرهابنا الذي يزعمون، أمام إرهابهم الهمجي المتعسف، فلو إستعرضنا المجازر والجرائم التي إقترفتها أيدي البطش الغاشمة منذ احتلالها لأراضينا لإحتجنا لمجلدات لعرضها، فهي جرائم بشعة لا يمكن للبشرية أن تتصور بأنها صادرة عن أناس من بني البشر. إنها أعمال وحشية، همجية بل إنها وصمة عار على مرتكبيها، إن أعمالهم الوحشية لهي الإرهاب الحقيقي بعينه. كما علينا أن لا ننسى بأن هذه الأعمال الإجرامية، تمثل هذا الكيان المغتصب بجميع فئاته، فهي صادرة بإسمه مع سبق الإصرار والترصد، ولكنه يجد الذرائع الكاذبة ويختلق التلفيقات لتبريرها. ولو قارنا هذه الأعمال الوحشية مع كل ما يؤخذ على أمتنا العربيه والإسلامية من أعمال إرهاب فإنها ومهما كبرت وبلغ عتيها، لا تقارن بنقطة أمام بحر، هذا على إعتبار بأنها إرهابية. فحادثة تدمير برجي التجارة في نيويورك التي كانت المأخذ الأكبر على همجية وإرهاب العرب، قامت بها مجموعة طائشة تمثل نفسها، ولا تمثل العروبة أو الإسلام بأي شيء، وقد كان شجبنا وتنديدنا وألمنا لهذه الحادثة يفوق تنديد المتضررين بها.

من هذا المنطلق يمكننا تبين مدى الأهمية القصوى والدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الصهيوني في قلب المعايير وتغيير الحقائق وقلبها، وتشويه الصورة الحقيقية للمأساة العربية، ومدى بذله الجهود لتشويه صورة العرب، وبراعته في كسب الرأي العام العالمي في صالحه. وللحديث بقية. .


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية