مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 لا "مانيكان" بعد اليوم..
...............................................................

جمال الهنداوي
.................

كثيرة هي المعارك التي خاضها المتأسلمون وقوى الاسلام السياسي في عالمنا ..وكثيرة هي مواقعهم وصولاتهم في سوح الوغى الاجتماعي ..فبعد الانتصار – او الهزيمة..لا يهم – في معارك تقبل الرأي الأخر واحترامه ..ترادفت الرايات في وقائع متعددة ومختلفة تتباين في توجهاتها وفي شدتها ..وان كانت تشترك جميعها في خاصية الافراط في اضاعة الوقت والجهد..وفي انها يمكن ان يطلق عليها .. بدون ادنى تأنيب ضمير ..الاضحوكة..

وكان للمرأة دائما النصيب الاوفى من هذه المعارك المظفرة والغزوات المباركة..حتى لتظنهم مصابين بفوبيا المرأة السوية الفاعلة .. ولو كان الأمر بيدهم...لوأدوا النساء احياءً تخليدا لسنة اسلافهم العظام في الجاهلية.. فهي اما ان تكون من دعاة الالتزام التام بحكمة الدرب المؤدي من البيت الى القبر..او ان تكون "رذيله"يتوجب الحذر والحيطة منها..

واول اساليب الوقاية منها –اي المرأة - تبدأ بتعتيمها بالداكن والواسع من الثياب وتقنين هذا التغليف الابداعي بدواعي الامر بالمعروف او الدعوة الى الفضيلة..مثل القرار الحمساوي الشهير" بإلزام المحاميات ارتداء الجلباب وكسوة من القماش الأسود (عباءة المحامين المعروفة بالروب) وغطاء الرأس او المنديل" على اعتبار ان القرار" جاء لتنظيم أوضاع العمل في السلطة القضائية وإظهار المحامين بمظهر لائق في المحاكم" و فرض الزي الشرعي (الجلباب والحجاب) على طالبات الثانوية في غزة ابتداءً من الموسم الجديد ...

ولكن وحتى تحت هذه الظروف..فان نقل المعركة الى ميدان دمى عرض الملابس يوحي بان دعاة الاسلام السياسي قد تجاوزوا انفسهم هذه المرة.. واثبتوا عبقرية لافتة في التمكن من اقتحام مجالات جديدة باستمرار للتحريم والتنكير..

فلقد أصدرت بعض الحركات– تحت مسمى قوى الاسلام السياسي – قرارات مظفرة تتعلق بمنع عرض الثياب المعروفة باسم "المانيكانات" في واجهات العرض الأمامية بالمراكز التجارية، خصوصا إذا كانت تلك المجسمات مكتملة الملامح، أو تشبه البشر . وعدم السماح بها الا في حالة طمس ملامح التمثال، كأن يتم إزالة الرأس نهائياً، او عرضه منفصلاً، على أن يتم طمس معالمه من الأنف والفم وغيرهما.

واعتمد هذا التحريم بصورة اساسية –خصوصا في فقرة قطع الرأس- على الحديث الذي رواه أبو داود و الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أتاني جبريل فقال: إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان في باب البيت تمثال الرجال، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال فليقطع فليُصَيَّر كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع ويجعل منه وسادتين منتبذتين يوطآن، ومر بالكلب فيخرج، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك الكلب جرواً للحسن أو الحسين..

ورواية عبد الله بن عمر(رضي الله عنه) أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إن الذين يصنعون هذه الصور يُعذَّبون يوم القيامة، يقال لهم أحيوا ما خلقتم". وقال عبد الله بن عباس: سمعت محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "مَنْ صوَّر صورةً في الدنيا كُلِّف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ".

ولقد اتفق أن المراد بالصور في هذه الأحاديث هي التماثيل المجسمة، التي تكون على هيئة ذي الروح والحياة كالإنسان والحيوان. فكان لا بد الان من حملة صارمة على صنع التماثيل التي كانت تُتخذ في أول الأمر للعبادة والإشراك بالله. وتتخذ الان في عرض الملابس النسائية..

وتلت تلك القرارات حملات لراجلين يجوبون الأسواق ويراقبون محالّ بيع الملابس النسائية تحديداً، فيلبسون «المانيكان» أكياساً سوداء في الرأس، ويمزقون صور العارضات عن مغلفات الملابس النسائية الداخلية.

ولترصين معطيات هذه الحملة.. استند بعض العلماء ايضا في تحريم هذه الدمى لمعطيات"عقلية" في كون ان هذه التماثيل المنتشرة قد تحققت فيها مضاهاة خلق الله-سبحانه وتعالى – حيث يقول مفتي محافظة خان يونس وعضو اللجنة العليا للافتاء بفلسطين" أفلا ترى أنك لو مررت على هذه التماثيل ، فإنك تشعر لأول وهلة أنك أمام إنسان حقيقي ؛ رجلٍ أو امرأةٍ ؟ ثم ألم تسمع أن بعض الناس عندما مرَّ على واحد من هذه التماثيل ، ظنه رجلاً ، فَرَدَّ عليه السلام .؟!"ويضيف مزايدا على القرار "أما تـماثيل النساء التي تـُفَصِّل أعضاء الـمرأة ، وتبـرز مفاتنها ، فلا يـجوز استعمالُها أو نصبُها مطلقاً ؛ سواء قـُطع رأسها أو لم يقطع ؛ لـما فيها من الفتنة والفساد" اما عن صور النساء على مغلفات ملابس النساء الداخلية ..فانها"صورة شيطـانية فاضحة فاتنة ، تفسد الأخلاق ، وتدعو إلى الرذيلة"..

وقبل ان ندخل في الحيرة التي يسببهت التفكير في ماهية هذا " الشئ " الذي يخشى عليه من الافتتان بتمثال بلاستيكي مقطوع الرأس..يجب ان نسجل اكبارنا وتقديرنا للقرارات التقدمية التي اصدرتها حكومة احمدي نجاد "العلمانية" بالاكتفاء بوضع الحجاب على رأس"المانيكان" النسائي دون قطع رأسه...
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية