مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 يا شباب مصر الحالى و القادم.....لا تقولوا عنا قد جبنا
...............................................................
 

د. حسن فريد
.................


اليوم و نحن فوق الخمسينات من العمر و نغادركم أفواجا يوم بعد يوم لا تقولوا عنا غدا أننا قد جبنا ... ما جبنا يوما أبدا ..إننا من أجلكم من أجل مستقبلكم ... ما جبنا ..

وعينا مبكرا على ما يحاك لأوطاننا و لأجيالنا من استعباد و سيطرة للقوة على اراضينا و مقدراتنا ... نجحنا قليلا و فشلنا كثيرا ... لكننا حاولنا ... و يكفى لكم نظرة واحدة و هى موثقة و ارجعوا اليها و تساءلوا ... لماذا رقصت النساء فى إسرائيل عرايا فى الشوارع يوم وفاة جمال عبد الناصر ؟؟؟ ولماذا سارع الإسرائيلى بيجين الى حضور جنازة أنور السادات باكيا و حزينا ؟؟؟ و هل سيتخلف أولمرت و باراك و ليفنى عن جنازات قادمة باكين و منتحبين ؟؟؟؟

على مستوى مصر كلها كان فى الستينات من القرن الماضى تدريس مادة التربية العسكرية لطلبة و طالبات المدارس الثانوية و الجامعات اجباريا و كان ذهاب الطلبة و الطلبات فى المرحلة الثانوية الى مدارسهم بالزى العسكرى المسلم لهم جميعا من الدولة و كان لكل طالب و طالبة بندقية مسجلة باسمه فى سلاحليك المدرسة (مخزن السلاح بالمدرسة) كان يتدرب و يعتنى بها و كان التدريب على ضرب النار بالذخيرة الحية دوريا بالمدارس الثانوية و الجامعات و كانت الطوابير العسكرية للطلبة و الطالبات تجوب شوارع المدن حاملة أسلحتها فى كل المناسبات القومية.. كان الهدف من ذلك بعيدا عن ما يمكن أن يستهزء به أحدهم من القول بأن هذا كان تهريجا لأنه لا يمكن أن يتمخط عن قوة عسكرية ضاربة... كان الهدف من ذلك واضحا من مدلول كلمة التربية العسكرية نفسها... تربية الشباب عسكريا و بناء ثقافة وجوب القوة للحفاظ على هيبة الأمة أمام الصراعات المحيطة فى الحاضر و المستقبل.

و كانت الضربة العنيفة التى وجهت الى مصر عام 1967و التى كسرت فينا حتى مماتنا الكثير.. كانت نقطة محورية فماذا فعلنا كشعب مصر .. و سماء مصر مكشوفة تماما أمام الطيران الإسرائيلى و مضادات الطائرات تحاول قدر جهدها التصدى لها و القذائف تنهال فى كل مكان و الليل يعم بسواده أرض مصر كلها و دون اتفاق .... صدقونى فقد عشنا تلك اللحظات.. صدقونى دون تحريض أو دفعا من كائن من كان كما سيدعون لكم .. خرجت النساء قبل الأطفال و الشيوخ قبل الشباب و المعارضين قبل المؤيدين ... خرج الجميع الى شوارع مصر كلها يقولون لعبد الناصر ساعة تنحيه ... مهما كانت الأخطاء جسام .. و مهما كانت درجة التقصير و الإهمال .. فلن تنال إسرائيل مكافئتها بتنحيك عن قيادة مصر فى تلك اللحظة الكئيبة الحاسمة.

و ذاب الكل فى الكل ..و تحرك كل الشعب و عيونه على من يحاسبون و يحاولون اعادة بناء القوات المسلحة لم يطالب الشعب بخبز أو ملح و علم أن الوقت سيطول حتى يتم بناء القوات المسلحة فشرع الجميع للدفاع عن مصرنا الغالية .. حفر الشعب فى جميع مدن مصر بدأ بالقاهرة ... حفر الخنادق فى كل الشوارع و الميادين و دعمها بأكياس الرمال و تناوب الجميع نوبات الحراسة فيها .. وقف الأطفال بجرادل الدهان الأزرق يدهنون مصابيح السيارات بالمجان حتى يخفون ضوئها عن الطيران الإسرئيلى..قامت النساء بدهان زجاج النوافذ باللون الأزرق و وضعوا عليه شرائط اللصق الورقية حتى إن تكسر لا تتطاير شظاياه ... تم بناء سواتر طوبية أمام كافة مداخل المنازل و العمارات .. انتشرت فى كل الشوارع و الحارات الدبابات و المدافع حتى تتخفى خارج وحداتها حتى يتم اعادة بناء الدفاع الجوى ... فكان لهم كل الحب و الوفاء من فئات الشعب كلهم حتى أن إعاشة أطقم تلك الدبابات و المدافع تكفل بها الأهالى كل فى شارعه.

أما القوات المسلحة فقد بدأ إعادة بنائها من اللحظة التالية للهزيمة و على التاريخ أن يقول ماذا فعل هؤلاء الرجال حتى حرب أكتوبر 1973 ست سنوات لا تكفى صفحات التاريخ كله لتصف ما حدث و كان... و الطيران الإسرائيلى يرتع سماء مصر و كم من شهداء سقطوا فى بطولات فذة و كم من مدنيين قتلوا بدم بارد و غادر ... هجرت مدن القنال كلها ..و كانوا على الرحب و السعة فى كل بقاع مصر .. دمرت إسرائيل مدن القنال كلها تدميرا كاملا ... قصفت القطارات التى كانت تخلى المدنيين من مدن القنال بالنابالم و مات آلاف المدنيين .. وصبرنا....دمر مصنع أبو زعبل على عماله .. وصبرنا...دمرت مدرسة بحر البقر على أطفالها..وصبرنا.. قصفت معامل تكرير البترول بالسويس.. وصبرنا.... وصبرنا...وصبرنا..

وجند كافة المؤهلات المنوسطة و العليا فى القوات المسلحة فماذا تحملنا راضين و مرضيين و فخورين... تم تجنيد مليون منا..كانت شوارع مصر كلها من ساعات الفجر الأولى يوميا تشغى بآلاف الجنود و الضباط كل فى طريقه...كانت مصر كلها جيشا.. كان كل منا له مرتب المجند 475قرش شهريا...كان الأجازة الميدانية 5أيام كل شهر و غالبا ما كانت تلغى لظروف التدريب أو العمليات .. كان الخبز الميدانى يخبز فى الوحدات بدقيق سئ و غالبا لم ينضج و كانت حبات الرمال بداخله نلوكها معه.. ان كان هنالك لحم .. فاللحم عبارة عن مكعب لحم مجمد غير معلوم الهوية و لايمكن أن يقطع للطبخ الا عن طريق بلطة.. كانت الوجبة القتالية عبارة عن مربع فول سودانى ..كان العدس الأسمر و الباذنجان رفاهية.. كان ملجأ المقاتل فى وحدته بالجبهة يسمى بقفص القرود عبارة عن حفرة يحفرها بالارض مغطاة بنصف قفص حديدى مغطى بالشباك و فوقها الرمال فى حرارة و برودة الصحراء...كنا مدربين على الوضوء بملو غطاء الزمزمية من الماء...كان للعقارب و الثعابين ضحاياهم اليوميه....كنا نودع الشهداء يوميا من الرفاق ... استشهد فى بناء حائط الصواريخ الآف من عمال البناء المدنيين..فى كل بيت كان شهيد ..فى كل قرية كان يوميا موكب عزاء..وصبرنا.... وصبرنا... وصبرنا... و تحقق اليسير مما جعل شعبنا كله يصبر هذا الصبر.. حققت حرب 1973 اليسير مما أردناه ..كنا نريد تحرير أرضنا كلها بالسلاح ...لأننا تركناها بالسلاح ..لكنهم أجهضوا كل صبرنا و كفاحنا ..بسلام كاذب يدعونه مع عدو سافل له مخططاته المرسومة و يمضى قدما فى تنفيذها يوم بعد يوم.

يا شباب مصر الحالى و القادم.....لا تقولوا عنا قد جبنا ... ما جبنا ..
لكن احذروا فالقادم صعب جدا عليكم....المؤامرة تكتمل من حولكم...أنتم مهددون فى وجودكم....المخطط الإسرائيلى من النيل الى الفرات على واجهة الكنيست .. نجمة داوود بين خطين بالأزرق على رايتها وهما رمز النيل و الفرات..اليوم وصلوا قطعا و لو رمزيا الى فرات العراق و نيل المعادى...أمريكا و أوربا معهم من الألف الى الياء ....فماذا أنتم للغد فاعلون ..كان الله فى عونكم و أرسل الله اليكم من يحرك ما بداخلكم من قوة و عزة ووطنية ...هذه مصركم .. وهذا مستقبلكم و مستقبل أجيالكم القادمة..اليوم لا تنصرفوا بعد وقف النار فى غزة ...لا تنصرفوا الى الشات و الأغانى و الكرة ..فكل الجبناء يريدون و ييسرون لكم ذلك....لا تستجيبوا لفرقة المسلم و المسيحى ..من زملائى فى وحدتى بالجيش كان د.يسرى و د.وهيب ود.جميل و كلهم مسيحيون ...أنتم خير جند الأرض دفاعا عن بلدكم و مستقبلكم.

قتل 1300 مصرى فى عبارة و لم يتحرك أحد... أكلت النار 300 فى قطار ... و لم يتحرك أحد.. و إحترق العشرات فى قصر ثقافة بنى سويف... و لم يتحرك أحد ..و يوميا يقتل العشرات فى حوادث الطرق.... و لم يتحرك أحد... و لن يتحرك أحد..

دمرت بغداد و فى سابقة هى الأولى فى التاريخ سرح الجيش العراقى بالكامل ... و لم يتحرك أحد ....حلقت الطائرات الإسرائيلية و إخترقت حاجز الصوت فوق القصر الرئاسى و فيه بشار الأسد بدمشق... و لم يتحرك أحد...دمر أيما كان مبنى بسوريا ... و لم يتحرك أحد ..قذفت بيروت بعشرات الأطنان من المتفجرات عام 2006 .. و لم يتحرك أحد...دكت غزة بالطائرات الإسرائيلية حتى سويت بالأرض و قتل 1300 و جرح 6000 .. و لم يتحرك أحد... انطلقت الطائرات و الدبابات الإسرائيلية تدك المنطقة ( د ) المجردة من السلاح حسب خديعة كامب ديفيد و قصفت رفح المصرية... و لم يتحرك أحد...

بغداد ـــ دمشق ــــ بيروت ــــ غزة ـــــ رفح المصرية ....... حافظوا على قاهرتكم
 

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية