مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 د. أحمد زويل ... للعقل وجهٌ آخر !!
...............................................................


عصام عبد العزيز
....................

عصام عبد العزيز

الحملة الإعلامية أو كما سماها البعض الإعلانية من قبل النخبة الحاكمة احتفاءً بالدكتور زويل بعد اختيارالرئيس الأمريكي أوباما له كمستشار ضمن مجلسه الاستشاري للعلوم والتكنولوجيا ... ذكرتنا بالاحتفالات والسهرات والليالي الملاح المبالغ فيها التي أقامتها هذه النخبة للدكتور زويل عندما فاز بجائزة نوبل في الكيمياء عام 1999م... هذه الاحتفالات دفعت البعض يومها إلى تسميتها بـ (مولد سيدي زويل !!) وصدق سيدي زويل أن أبواب مصر قد فتحت له وأن طلباته أوامر وأنه قاب قوسين أوأدنى من تأسيس مركز أبحاث وجامعة للعلوم والتكنولوجيا في مصر المحروسة .... ولكن ما إن أدركت هذه النخبة أن الدكتور زويل رجل "علم بجد ومش بتاع بيزنس وما بيفهمش في السمسرة وقبل ذلك فقد يستحوذ على قلب ماما أمريكا لوحده" اتبعوا معه أسلوب "دوخيني يالمونة" وعود وكلام معسول وعهود ، صعود وهبوط ... خرج بعدها سيدي زويل من "المولد بلا حمص" نادماً على إضاعة وقته كاظماً غيظه ولسان حاله يقول "مفيش فايده" .

هذه الحملة الإعلامية والإعلانية العالمية والمحلية... تدفعنا للتساؤل عن سر هذا الاحتفاء وهذه الاحتفالات المبالغ فيها بالدكتور زويل؟ وهل هذا دليل على اهتمام الدولة المصرية بالعلم والعلماء كما تدعي ؟ بالطبع لا وألف لاااااا ولو كان العكس صحيحأً لرأى مشروع الدكتور زويل للبحث العلمي النور في مصر !! بدلاً من أن تتسابق دول أخرى في المنطقة على تبني فكرته وتنفيذها كما تم في السعودية وقطر والبحرين... إضافة إلى ذلك وبشهادة القاصي والداني من أهل الاختصاص أن مجمل السياسيات التعليمية التي طبقت على أرض الواقع من قبل النخبة الحاكمة تدل دلالة واضحة على عدم وجود رؤية إستراتيجية لمنظومة التعليم تحدد أولوياته ومتطلباته وأهدافه ... فالتخبط والعشوائية سمة غالبة وحاكمة لمجمل السياسيات التعليمية بل والأخطر من ذلك شخصنة المنظومة التعليمية وجوداً وعدماً بوجود الوزير الملهم ورؤيته السديدة في التلاعب بمستقبل الأجيال القادمة... مثال ذلك إلغاء السنة السادسة من التعليم الابتدائي ثم إعادتها، وتعديل نظام الثانوية العامة أكثر من مرة ، وتغيير المناهج التعليمية كل عام بلا هدف أو غاية سوى حذف كل ما يؤدي إلى تقوية الوازع الديني والوطني ، والإسراف في الإنفاق على المظاهر الكاذبة والاحتفالات الصاخبة في الوقت الذي لم تفكر فيه هذه النخبة في زيادة نسبة الإنفاق على البحث العلمي التي هي أقل بكثير من 1% بحجة ضعف الموارد المالية!!! حقيقة أدت إلى أمرين خطيرين: الأول هو ضعف مستوى البحث العلمي والتعليم عموماً، وانشغاله بالجانب النظري دون الجانب التطبيقي بدليل عدم وجود أي جامعة مصرية ضمن قائمة أفضل‏500‏ جامعة علي مستوي العالم لعام 2009 م في حين دخلته‏6‏ جامعات إسرائيلية و‏3‏ جامعات من جنوب إفريقيا!! وانتهى زمن كانت جامعة القاهرة وجامعة الأزهر الشريف منارتين للتعليم والبحث العلمي في العالم العربي والإسلامي!!! والأمرالثاني هو هجرة علماء مصر إلى الخارج فكما أشارت الإحصائيات هناك أكثر من 500ألف عالم مصري بالخارج منهم أكثر من عشرة آلاف يعملون في مواقع حساسة في أمريكا وحدها من بينهم حوالي ثلاثون عالم ذرة، كما يعمل ما يقرب من 350 باحثاً مصرياً في الوكالة الأمريكية للفضاء (ناسا) بقيادة الدكتور فاروق الباز، وحوالي ثلاثمائة آخرين، يعملون في المستشفيات والهيئات الفيدرالية، وأكثر من ألف متخصص بالحاسب الآلي... ومما يزيدك غماً على غم وبدلاً من أن تعمل الدولة على تكريم هؤلاء ووضع البرامج والخطط للاستفادة من علمهم وخبراتهم لنهضة مصر والأمة العربية... فإذا بك تقرأ في الأخبار أن وزارة التعليم العالي بصدد إنشاء معهد للرقص الشرقي يتبع أكاديمية الفنون ويمكن للطالبات الالتحاق به بعد الثانوية العامة لتدخل عوالم شارع محمد علي الجامعة ليدرسن فنون هزالوسط والأرداف ويتخرجن راقصات جامعيات محترفات ليكون الرقص على أصوله بعد أن خربته الراقصات الروسيات... في الوقت نفسه ومما يزيد من عبثية المشهد انشغال وزير الأوقاف زقزوق أفندي بمحاربة المنقبات في وزارته وتوقيفهم عن العمل والتهديد بنقلهم إلى أماكن بعيدة إن لم يخلعن النقاب... بل كما يقول نائب الأخوان بمجلس الشعب العالم الأزهري الشيخ سيد عسكر أن الوزير طبع ما يقرب من 100 ألف نسخة من كتاب له بعنوان "النقاب عادة وليس عبادة"سيوزع على أئمة المساجد؛ لعرضه على الناس في خطب الجمعة، وأن الوزارة رصدت 10 ملايين جنيه تحت تصرف قطاع الدعوة بالوزارة لتسيير 900 قافلة دعوية تجوب المحافظات والقرى والنجوع والنوادي لمواجهة ظاهرة انتشار النقاب، وأنه تم تدريب 45 ألف إمام للقيام بهذا التكليف... ياااااه كل هذا الجيش العرمرم من أجل أمر يعد في الأعراف الإنسانية التي يتغنى بها زقزوق أفندي حرية شخصية... صحيح "صوتي ياللي مانتيش غرمانة " ماهو مال سايب مش كلها فلوس أوقاف.

وبناءً على ما سبق يصبح اهتمام النخبة الحاكمة وأمريكا والغرب عموماً بالدكتور زويل لا علاقة له بالعلم والعلماء وإنما لأسباب أخرى أهمها سببان: الأول أنه عندما تفلس الدولة ويكون الانهيار شاملاً لكل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فليس أمام النخبة الحاكمة إلا أن تتسول شرعيتها عبر التغني بأمجاد الماضي الذي لا يصنع وحده حاضراً ولا مستقبلاً ... وفي نفس الوقت التغني والاحتفال بالإنجازات والانتصارات الفردية ونسبتها إلى نفسها على قاعدة "القرعة تتباهي بشعر بنت أختها" وهذا ما نعيشه اليوم... أما السبب الثاني وهذا هو الأهم ما ذكره المتحدث باسم البيت الأبيض عن سر اختيار الرئيس أوباما للدكتور زويل ضمن مجلسه الاستشاري للعلوم والتكنولوجيا حيث وصفه "بأنه شخصية علمية رائدة تحظى باحترام واسع، ليس فقط بسبب علمه ولكن أيضاً لكونه صوتاً للعقل في الشرق الأوسط" ولنا أن نضع خطاً أحمر تحت عبارة "لكونه صوتاً للعقل بالشرق الأوسط"!!! ماذا يعني هذا؟ ومن هم عقلاء الشرق الأوسط ؟ عقلاء الشرق الأوسط كما هو معروف طبقاً للمعايير الأمريكية والغربية هم المطبعون والمطبعات ومتبادلو الزيارات مع الكيان الصهيوني ومحبو السلام على طريقة النتن ياهو... فمن الثابت أن الدكتور زويل ذهب إلى إسرائيل لتسلم جائزة إسرائيلية وألقى خطبه بهذه المناسبة في الكنيست الإسرائيلي 1993م وقال فيها كما ذكر "إن الجزيئات والذرات تتعايش مع بعضها وتتآلف وتتجاذب وأنه هكذا يجب أن تكون العلاقة بين إسرائيل والشعوب العربية"، وتكررت زياراته للكيان الصهيوني وحاضر في جامعاته ومراكزه البحثية ، ولأنه صوتُ للعقل ذكرت الأخبار أنه مكث في إسرائيل لأكثر من ثلاثة أشهر عكف خلالها على تطوير منظومة صواريخ تعمل بالليزر بالاشتراك مع خبراء في معهد وايزمان بحيفا...!! وأثناء ندوة عقدتها إحدى جامعات مصراحتفالاً بالدكتور زويل سأله الخبير الاستراتيجي المعروف اللواء الدكتور صلاح سليم وكان حاضراً - رحمه الله - عن ذلك فرد عليه الدكتور زويل قائلا ما خلاصته (العلم لا وطن له.. لا سياسة في العلم ولا علم في السياسة)... وهذا من عجائب هذا العقل!! إلقاء خطاب في الكنيست الإسرائيلي أهم رمز سياسي للدولة الصهيونية يعتبره "صوت العقل" أمراً غير سياسي؟ وبحجة أن العلم لا وطن له يشترك "صوت العقل"في تطوير منظومة صواريخ معلوم عقلاً ومنطقاً إلى أين ستوجه ومن وكم ستقتل...وحينما انطلق الهجوم الصهيوني على غزة مستخدماً كل ما لديه من أسلحة محرمة دولياً دمرت الأخضر واليابس لم نسمع لـ "صوت العقل" صوتاً عقلياً ولا حساً إنسانياً... أي علم وعقل هذا؟!!
هذا هو السبب الرئيس في احتفاء واحتفال النخبة الحاكمة وأمريكا والغرب عموماً بصوت العقل الدكتور زويل وتقديمه كنموذج يجب أن يقتدي به علماء المستقبل... أما شهداء مصر والإنسانية مثل الدكتور مصطفى مشرفة، والدكتورة سميرة موسى، والدكتور سمير نجيب، والدكتور نبيل القليني ، والدكتور يحيى المشد ، والدكتور سعيد بدير ... كل هؤلاء رغم تفوقهم العلمي والعملي بشهادة عقلاء العالم كانوا مجانين لأنهم رفضوا التعاون مع الصهاينة لذا وجب التخلص منهم وطمس تاريخهم .

ختاماً : قد يستغرب البعض من ذكر هذه الحقائق... فكل المعازيم في "مولد سيدي زويل" وأغلب الصحف والمجلات والفضائيات التي تابعت فعاليات المولد تعمدت عن قصد عدم الإشارة من قريب ولا من بعيد لمثل هذا... وهذا أمر طبيعي ومعروف لنا نحن المصريون... فمن أدب الموالد التركيز فقط على ذكر مناقب وبركات وكرامات شيخ الطريقة صاحب المولد ... لذا وجب التنويه.

esamabdelaziz@gmail.com

 

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية