مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 بعد خراب مالطا... أمن مصر خط أحمر!!
...............................................................

عصام عبد العزيز

عصام عبد العزيز
..........................


منذ أن اكتشفت أجهزة الأمن المصرية خلية حزب الله... وردود أفعال أقطاب الحزب الوطني وحكومته.. تتوالى شجباً وإدانة واستنكاراً ، وانتفض كُتاب لجنة السياسات وصحفي مباحث أمن الدولة بأقلامهم المبدعة في "الردح والشرشحة" والتي لا يجيدون غيرها يصبون الزيت على النار يوزعون الاتهامات ويصدرون الأحكام حتى قبل أن يقول القضاء كلمته ... لأن أمن مصر خط أحمر لا يمكن تجاوزه أوالاقتراب منه أو المساس به... ومصر ليست سداحا مداحا للمتآمرين من حزب الله أو غيرهم.. و"تبا لكل لسان يتطاول على مصر زورا وبهتانا وتبا لكل قدم تطأ مصر رغبة في الاعتداء على أبنائها وتدمير اقتصادها"... إلخ .

كلام جميل يا سادة ولا يختلف عليه اثنان في مصر لا من قبل ولا من بعد... ولكن لنا أن نتساءل بكل صدق إذا كان هذا الحدث والذي نرفضه خاصة إذا كان من حزب الله لأنه في النهاية ذراع إيراني ... اعتبره الحزب الحاكم تهديداً للأمن القومي المصري في الوقت الذي يغض فيه بصره عامداً متعمداً عن مهددات الأمن القومي المصري الحقيقية الداخلية منها والخارجية والتي لا تحتاج معرفتها إلى دليل ولا إلى برهان... فلنكبر على هذا الحزب أربع تكبيرات... لخطورة هذا التوجه وما ينطوي عليه من انحراف خطير لدى النخبة الحاكمة في تحديد أولويات ومتطلبات أمننا القومي؟ وماهو الثابت والمتغير فيه؟ وما هي الأخطار الحقيقية التي تهدد مصالحنا الوطنية العليا داخلياً وخارجياً...؟ ووجه الخطورة في هذا التوجه أنه ليس مجرد رد فعل عالي النبرة غاب عنه النظر العقلي وألهبته العاطفة... بل لأنه أصبح سياسية ثابتة للنخبة الحاكمة في أكثر من ملف داخلياً وخارجياً ...

فعلى المستوى الداخلي نجد أن مجمل سياسات وبرامج النخبة الحاكمة ووسائلها التنفيذية على أرض الواقع اهتمت بالأمن السياسي على حساب الأمن الاجتماعي وسلامة وتماسك الجبهة الداخلية والتي بدونها تصبح البلاد سداح مداح لكل من هب ودب ولمن يدفع أكثر... فالنخبة الحاكمة بفسادها حولت الدولة من حارسة وراعية لمصالح الشعب إلى دولة حابسة لكل فعاليات الحياة المصرية سياسية كانت أو دينية أو اجتماعية أو اقتصادية ... ففجرت الأحزاب على هشاشتها من داخلها، وأممت النقابات المهنية، واعتدت على استقلالية القضاء، واحتكرت تفسير الإسلام وحاصرت دعاته ومنابره، وضيقت على الأزهر فبعد أن صادرت أوقافه حاصرته علمياً ومادياً فأصبح يتسول مرتبات موظفيه.. وفتحت الباب على مصراعيه أمام كل الدعوات الهدامة فبعد أن ظهر عبيد الشيطان ظهر شباب «الإيموز»... وتكررت حفلات التحرش الجنسي الجماعي بالشوارع وحتى بالموالد... وهاهم البهائيون رغم حكم العلماء بردتهم وكفرهم يعودون في حماية الدولة والقانون، وعلى خطاهم يطالب أتباع القاديانية الدولة بالاعتراف بهم، وها هو الشباب القبطي يعلو صوتهم مطالبين بتغيير أسماء بعض الشوارع والميادين من الأسماء الإسلامية إلى الأسماء النصرانية ومن يدري إن استمر الحال على ما هو عليه أن يأتي يوم يطالبوننا بتغيير أسمائنا الإسلامية... أما عن نهب ثروات مصر الحالية والمستقبلية فحدث ولا حرج فقد استولت عليها طبقة طفيلية فاسدة لا تتجاوز عدد أصابع اليد إضافة إلى البلايين التي تم تهريبها وخروج أصحابها من صالة كبار الزوار ... ووفقاً لتقرير البنك الدولي فإن 48 مليون مصري يعيشون في مناطق عشوائية ويصفهم بأنهم جوعى ومرضى ومحرومون من الغذاء والمأوى والتكنولوجيا والرعاية الصحية... لذا فلا يستغرب أحد أن يصل عدد أطفال الشوارع في القاهرة وحدها إلى مليون طفل!!!... وأن يفقد الشباب أي أمل في المستقبل ... فإما أن يهاجر نحو الشمال فينتهي به الأمر إلى الغرق في البحر... أويلوذ بالقاهوي والمخدرات، أو أن ينتحر ليلحق بمن سبقوه (12 ألف منتحر خلال الأربع سنوات الماضية)، أما من ظل لديه أمل في الحياة فيُقدم وبلا تردد على بيع أحد أعضاء جسده مقابل جنيهات معدودة وكانوا فيها من الزاهدين... أما الموظفون في الأرض من المهنيين والمهندسين والمحامين والصيادلة والأطباء وأساتذة الجامعات والعمال وسائقي الشاحنات وغيرهم فقد بُح صوتهم في مظاهراتهم وإضراباتهم من أجل تحسين رواتبهم وأوضاعهم ولكن لا حياة لمن تنادي... فلا عجب إذاً أن تحتل مصر المرتبة السادسة والثلاثين من بين 177دولة فاشلة وفق معايير منظمة صندوق السلام وهي منظمة حقوقية مستقلة لأبحاث التعليم مقرها واشنطن... بعد كل هذا القهر والهوان ... يتحدثون عن صلابة الجبهة الداخلية وتماسكها وأنها عصية على أي محاولة للاختراق !!!

أما على المستوى الخارجي فمن البديهي أن التخبط والعشوائية والسير على غير هدى في الداخل يتبعه تخبط في الخارج لأن العقل الموجه واحد .. وأبرز الأمثلة على ذلك تعامل النظام مع قضية السودان ، وقضية فلسطين.. فترك الملف السوداني لعبث العابثين وكيد الكائدين الأمر الذي يهدد وحدة وسلامة أراضيه ومن ثم وحدة الأراضي المصرية ... فالكل يعلم أن الهدف النهائي للصهاينة والأمريكان والغرب عموماً هو تفتيت السودان وإعادة فك وتركيب أقاليمه وفقا للمصالح الإستراتيجية الغربية والصهيونية والتي تهدد كيان الدولة المصرية حكومة وشعباً حاضراً ومستقبلاً ... فجنوب السودان على وشك الانفصال في عام 2011م، وعلى نفس الدرب تسير دارفور!! وإذا انتهى الأمر إلى ما هو مخطط إليه لا سمح الله وتم تفكيك السودان فهذا سيؤدي حتماً إلى دعم الحركات النوبية الانفصالية المطالبة بإقامة دولة للنوبيين في المنطقة الحدودية بين مصر والسودان... ولنا أن نتخيل دولة للنوبيين وأخرى للنصارى في جنوب مصر وأخرى في دارفور وأخرى في جنوب السودان وأخرى في شرق السودان مع ارتباط كل هذه الحركات الانفصالية بالصهاينة تفكيراً وتخطيطاً وتنفيذاً بالإضافة إلى القواعد العسكرية الصهيونية والأمريكية التي انتشرت في البحر الأحمر والدول المحيطة بنا ودول حوض النيل... لندرك حجم المخاطر التي تهدد مصر الدولة والكيان، وحجم المخاطر التي تهدد الموارد المائية ونهر النيل... كل ذلك بسبب عمى البصر والبصيرة الذي أصاب هذه النخبة في التعامل مع قضايا السودان.

أما طريقة تعامل النظام المصري مع الملف الفلسطيني فهذا أيضاً دليل صارخ على غياب الوعي وعمى البصيرة لدى النخبة الحاكمة التي اعتبرت ومازالت تعتبر أن سيطرة حماس وليس الصهاينة على غزة أكبر تهديد للأمن القومي المصري!!! وليت الأمر وقف عند كلام وتصريحات أبو الغيط والتي دفعت الجماهير الغاضبة لمحاصرة بعض السفارات المصرية في الخارج وقذفها بالأحذية والحجارة أثناء العدوان الصهيوني على غزة... بل اقترن القول بالعمل على الأرض بمنع أي تحرك لمناصرة ودعم صمود حماس ، والإصرار على الاستمرار في إغلاق معبر رفح ، وهدم الأنفاق ، ومصادرة الأموال ومنع دخول المواد الإغاثية..، وفي نفس الوقت تتبادل رسائل التهنئة مع النتن ياهو، وتغازل ليبرمان الذي تطاول على مصر وقائدها وطالب بضرب السد العالي وأن يذهب الرئيس إلى الجحيم... برغم ذلك يصر سدنة وكهنة الحزب الحاكم ببرودة أعصابهم ووجوههم البلاستيكية على تلقيننا صباحاً ومساءً دروساً في الوطنية ومعنى الأمن القومي المصري ومفاهيمه، ودور مصر في دعم القضايا العربية والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص... يـااااااااه ليسه فاكرين ... كان زمااااااااان ... وعلى رأي المثل"الخواجه لما يفلس يدور في دفاتره القديمة" ...

ومع استمرار هذا التوجه المدمر داخلياً وخارجياً يُجمع المراقبون للشأن المصري على أن ربان السفينة المصرية قد ضل الطريق دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل على رغبته في إنقاذ نفسه أو ظهور قوة تأخذ بيده إلى بر الآمان مما يهدد بغرق السفينة ومن فيها... رغم أن رئيس الجمهورية مبارك، ورئيس الوزراء نظيف، ورئيس مجلس الشعب سرور، ورئيس مجلس الشورى شريف، ووزير الداخلية حبيب، ووزير العدل ممدوح، ووزير المالية غالي، ووزير التجارة رشيد، ووزير الثقافة فاروق، ووزير النقل منصور، ونشيدنا الوطني جميل جمال ملوش مثال جميل جمال مالوش مثال جماااااااااال !!!

esamabdelaziz@gmail.com

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية