مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 سجين رأى
...............................................................

بقلم : انتصار طايل
.....................


فى الفترة السابقة كتبت مقالات كثيرة كلما انتهيت من أحدهم وهممت بالنشر أوقفتنى عن نشره إبنتى خوفاً منها علىَّ أن يعتقلونى فأطأطىء رأسى داخل المقال لأرى مابه (أوجاع وصراخ وأنين كل شعب مصر ولست انا وحدى من يتألم على انهيارها), فأمتنع عن نشره وأهم بكتابة آخر فإذا به يتناول ما يحظُر الحديث فيه سياسياً وهكذا حتى كرهت الكتابة وأحاط بى الإحباط , إن الخيول يتم تلجيمها لإحكام السير ونحن لجامنا على الأفواه لكتم كل نفس .

من الظلم ان تمتد يداً لتخنقك وتقول لك مُت دون صراخ دون تألم دون أن تقول "آه "ْ ,هنا فى مصر وفى العالم الإسلامى كله هكذا يجب ان تموت فى صمت وكأن التوجع سر رهيب لا يمكن ان تفصح عنه الشعوب ولابد ان تبتسم لضرب السياط , ( سياط الظلم والفساد) أحسن لك من سياط التعذيب فى سجون أمن الدولة.

ومادام الحال كذلك فلن يستقم وطن ولن يأخذ الإصلاح مساراً فى الطريق
إن الطريق هنا خاوى لا يمض به إلا بعض أشباح مصلحين , كارثة ان تُفتح السجون لمن يعترض عن ظلم , كارثة أن يكون ببلادك سجن إسم مسجونيه هو (سجين رأى) , ولأننى سيدة عربية أحب عروبتى فقد نقمت عليها والغرب ينعم بحرية الرأى وتنتعش به حقوق الإنسان وتتشارك فيه قوى الشعب والدولة حق المصير ولأننا نحن المصريين أصبحنا قشة تعبث بها رياحاً حكومية وتنفخها وتمزقها أشلاء فإن مشاعر البغض تنامت بشدة نحو مصريتنا ,وتشاهد الشارع المصرى الآن كله مُقتضب وتسمع مالم تسمعه من قبل عن حب مصر كان حباً قديماً وانتهى عصره والغالبية العظمى تُعبر بضيق عن كره مصر , لماذا كره المصريون مصرهم ومصريتهم ؟ ومن يتحمل وزر كآبة السواد الأعظم فى هذه البلاد !!! إن شعباً تغلغلت به مشاعر ضيق وألم وضياع لابد أن يترجم إنفعالاته لتبرز توتر الأخلاق والعصبية وينجم عن هذا شعب لا يتحمل بعضه هكذا ضاقت أخلاق المصريين ومن مجتمع مضطرب مصلوب الكلمة فإن عنفه يوجهه بين الأفراد وبعضها, إلى أين مصر ذاهبه !...إلى أين نحن صائرون ؟
من الغريب أن تتهتك الصلة بين الشعب والجهة الحاكمة والأغرب علمهم بالبغض والسخط نحوهم وصل للذروة وان يحتمى هؤلاء فى جدار العالم الغربى ويكتسبون شرعيتهم من هناك وتتأصل دعائم الجدار الواقى لإمتدادها وثباتها بينما ينزل الويل والبطش بالمواطنين من الغريب ان حاشية من أبناء شعبك هم زمرة المساندين والعاملين على تقوية بناء الفساد تسوق بلادك إلى مصير قاحل مظلم ,منذ أكثر من 50 سنه قررت مصر ان تتحول وان تنتفض , ولقد درسنا قديماً تاريخ هذه الفترة عن (ملك مصر الفاسد ) وأن ضباطاً أحراراً قرروا أن يحرروا مصر من الفساد وليتهم ذكروا لنا ماهو فساد هذا الملك بالظبط !

رجعت خلفاً عند مصر الملكية وحركة الضباط الأحرار فوجدت أن مصر نكبتها زادت وانتفخت منذ ولوج هؤلاء الضباط الأحرار الذين بثوا لنا فى التاريخ مقولة (القضاء على الملك الفاسد وأعوانه ) أى الملك فاروق رحمه الله ....والآن قارنوا أيها الناس بين تاريخ الملكية والجمهورية وأى فساد فيهم فاقت نسبته عن الآخر ؟ إننى لا أقلل من شأن زعيم أحب مِصْرَهُ وشعبه كجمال عبد الناصر أو سادات أستعاد كرامة عربية ومصرية بالنصر رغم ما لقاه من قطيعة عربية بسبب سلام مع إسرائيل راح ضحيته وأنه كان حريصاً على كبح سوق المستهلك وقد أمر بإغلاق محلات الجزارة شهرين لإرتفاع سعر كيلو اللحم وتضامن معه الشعب بمقاطعة شراء اللحوم وأمر بحبس أى جزار يتم ضبطه يبيع كيلو لحم واحد وأذكر ان قائمة الأسعار على الخضار واللحوم كانت قيد المراقبة فى عصره وكانت تُتلى قائمة الأسعار يومياً فى إذاعة الإسكندرية وتطارد مباحث التموين الخارجين عنها ولم تستخدم وزارة الداخلية قانون الطوارىء وقتها إلا فى حدود قصيرة الأمد للإضطرار على سبيل المثال عندما ثار الشعب عام 78 لإرتفاع سعر رغيف الخبز من تعريفه إلى قرش صاغ, وإلى الآن تترك الحكومة هستيريا سوق السلع إلا رغيف الخبز فقط هو ماتبقى من حرصها نحو المواطن وكأنه يتعين عليه أن يأكل عيش حاف, وأذكر أننى وأنا إبنة ال 15 سمعت بأم أذنى حوار دار بين طالب جامعى وبين السادات رحمه الله حين حضر مؤتمر حوار مع الشباب داخل الحرم الجامعى وقال له شاب بالحرف الواحد ( انت فاكر نفسك إيه ) ولم يسبق كلامه بـكلمة سيادتك , ووجه الطالب الشاب للسادات حواره بلهجة عنيفة حول أحد القضايا ورد عليه السادات بهدوء وصبر كما يصبر الوالد على أبناءه وقال (يا إبنى ) إذ كان وقتها بضعة حبات ديمقراطية قبل ان تحتضر بغول قانون الطوارىء الطويل وهذا لاينفى وجود الحجر وقتها على حرية الصحافة التى انطلقت بعد وفاته تنهش فيه , إلا أننا نقف الآن حول ما وصلت إليه مصر الجمهورية التى صنعها الضباط الأحرار !!!وحفظنا أهدافها ونحن تلاميذ فى حصة التاريخ كان أهمها ْ(إ قامة حياة ديمقراطية سليمة - قيام عدالة إجتماعية ) أين تلك الحياة الديمقراطية السليمة بعد مرور أكثر من 4 عقود ؟ وأين نظيرتها العدالة الإجتماعية ؟ هل فى إعتقال وتعذيب سجين الرأى على يد أمن الدولة ,وانتهاك كرامة المواطن وانتهاكها على يد رجال الداخلية أى ديمقراطية ؟ هل فى السيطرة على كلمة القضاء المصرى وانتهاك عدالته وتوجيهها بأوامر عظمى عدالة إجتماعية ؟ هل فى ضرب السوق المصرية بواسطة مافيا ترويض السوق وتعطيشه عدالة ؟ مافيا الأخشاب والحديد والأسمنت المحتكرون ثم الفيَضان والطوفان الغلائى على كافة السلع ,
ما سر تَسَيُّب الفساد ؟بعد ان كان فى بعض القطاعات شمل اليوم كافتها وأنهى وأحبط آمالاً للإصلاح وقال الجميع عليه العوض فى مصر , المصريون فى الخارج يصرخون بدلاً من الذين فى داخلها , فى الولايات المتحدة يقفون أمام البيت الأبيض الأمريكى وينتظرون كل زيارة لمصر الرسمية ليعلنوا ما لا يجرؤ على إعلانه من بداخل مصر المشلولين والعاجزين ويفر منها لاجئى السياسة ( المعارضة وأصحاب الرأى )الى الولايات المتحدة وغيرها هرباً من البطش والسجن وآخرون يرسلون من هنا مظالمهم وشكواهم إلى مجلس النواب الأمريكى إما للإفراج عن سجنهم أو لتحقيق مطالب هى هنا كبيرة بينما هى صغيرة و عادية فى بلاد العالم الديمقراطى , لماذا يقبل الحاكم كتم صوت الشعب فى حياته بينما تسن الأقلام وتنخر فى سيرته بعد الرحيل ؟ .

عندما تسكت النار ويخمدها الرماد إما أن تموت أبدا وإما أن تصافحها ريحاً قوية تجعلها أجيج . لقد سلمت الشعوب بعجزها وشللها فى مواجهة البطش وأصبحت الحكومة على ثقة من ذلك بكل جدارة , نحن فى عصر مات فيه التحرر الداخلى ولأول مرة منذ التاريخ نرى شعوب ترتضى بغزو خارجى يتمناه الشارع العربى ليفك شفرة التحرر بموس حاد كما حدث فى العراق وإن راح فيه ضحايا لكن قامت عليه ديمقراطية وانتخاب نزيه حر لم ينعم به بلد عربى منذ قرون .

من هنا أوجه رسالة لقوى الإعتقال ومكافحة الرأى السياسى ,وأفاعى المراقبة على الصحافة والإنترنت ( إن الآلاف الآن انفجرت , ستعتقلون من ومن ؟ هل ستدخلون نصف مصر إلى السجون ؟


 

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية