مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 نكبة...

 

نكبة...

 

بقلم : ايمان عزالدين‏
.......................

خلال الأربع و الستين عاما الماضية شهد العالم أكثر من تسعة و سبعين حربا اجتاحت دولا عديدة و غيرت ملامح العالم الجيوسياسية حيث انهارت دول و تأسست أخرى.في نفس تلك الفترة تعاقب على الولايات المتحدة الأمريكية اثنا عشر رئيسا وحصلت جل الدول العربية على استقلالها بعد سنة 1948. منذ ذلك التاريخ خطى العلم خطوات عملاقة لعل أعظمها أول خطوة لنيل ارمسترونغ على سطح القمر. كل ذلك ولا يزال نحو أربعة ملايين و ثمانمائة ألف لاجئ فلسطيني موزعين على دول عربية و أجنبية ولا يزال حلم العودة يراودهم ولا زالت مفاتيح بيوتهم يرثها الآباء عن الأجداد والأحفاد عن الإباء.

أربعة وستون عاما مضت ولازلنا نتجرع مرارة الخيبة تلو الأخرى.أكثر من ستة عقود لم تكفي لحل قضية الأمة التي أثقل كاهلها تحديات لا حصر لها ولا اقصد بالأمة هنا سوى شعوبها لا قادتها فالأنف ذكرهم باعوا القضية منذ أن كانت في مهدها.

وبين الخذلان العربي والتواطؤ الدولي يجد الفلسطيني نفسه في عتمة ليل طويل أبت شمس غده أن تبزغ وان كان يجب الأخذ بعين الاعتبار ما تشهده المنطقة من ثورات الربيع العربي و فرضية إن تكون أول خيوط الفجر رغم ما يواجهها من تحديات.

خلال السنوات الماضية على النكبة مجرد نظرة خاطفة تثبت أن نجوم الشماء (أو بالأحرى القمر) كانت على ما يبدو اقرب من حل القضية الفلسطينية وبان فلسطين لم تعد تمثل بالنسبة للزعماء العرب سوى أمرين لا ثالث لهما إما مادة لإثراء خطبهم الرنانة و إما ذريعة للقمع من جملة حجج أخرى مثلما يحدث في سوريا الآن و الهدف واحد في الحالتين كسر إرادة الشعوب وإدخالها في دوامة اليأس.

أربعة وستون عاما مضت و لم نتقدم قيد أنملة في طريقنا نحو تحقيق مطالبنا المشروعة بل ابتعدنا عنها أشواطا في كل مرة نجلس فيها إلى طاولة المفاوضات.في كل يوم نغلق أعيننا عن المستوطنات الجديدة التي تبنى عن حصار غزة المستمر وعن الأسرى الذين فرضوا إرادتهم بسلاح الأمعاء الخاوية. وعلى ذكر السلاح فان أسلحة الدول العربية تصدا في المخازن وتأبى الأنظمة أن تستعملها و إن استعملتها فلحماية كراسيها مما ينثر الملح على جراحنا الغائرة.

و رغم أن ثقتي في أن عداد سنوات النكبة سيتوقف يوما ما أمام إرادة شعب اعزل تحدى أعظم جيوش العالم فاني أتساءل كم من الوقت سيمر حتى ذلك الحين وكم من الأرواح ستزهق وكم من اتفاقية سلام ستفرض و كم من سفارة اسرائلية ستفتح. ربما اختصر جملة أسئلتي بسؤال واحد كم من العار سنلحق بأنفسنا?

في انتظار إحياء الذكرى الأخيرة للنكبة لم يبقى لنا ما نفعل سوى تغيير صورة ' البروفايل' دعما للأسرى و إحياء ذكرى النكبة( إن تذكرنا تاريخها أصلا) كل ذلك دون أن ندرك أن نكبتنا نحن العرب تتجاوز أسوء مخاوفنا و أتعس كوابيسنا.
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية