مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

وهل سقوط أردوغان مسألة وقت؟

 

برهان

 

بقلم : برهان إبراهيم كريم
..........................

قضى أردوغان ردحاً كبيراً من عمره, وهو هائماً بعشق واشنطن وبعض دول أوروبا العربية. أجهضوا حلمه برفضهم كل توسله وتسوله بانضمام تركيا إلى منظومة الاتحاد الأوروبي. أعتدت إسرائيل على بحريته وقتلت بعض مواطنيه, فأيدتها واشنطن في عدوانها الهمجي, وحتى في عدم تقديم اعتذار إليه, وحين حاول تسوية الوضع معها صدته ورفضت تسوياته. وبعد أن قرأ الحقائق بموضوعية على أرض الواقع, قرر مجبراً أن يُيمم بسياساته وشطر وجهه نحو من يملكون النفوذ والقرار لضمان مستقبله ومصيره. بعد أن صدمته وأرعبته هذه الوقائع:
· عدم وجود أي اكتراث أو اهتمام من واشنطن بشخصه وبحزبه وبطموحه. وهذا القلق دفعه ليغازل الشرق الصاعد, والاتفاق مع شركة تشاينا بريسيشن الصينية التي ترزح تحت عقوبات أميركية, لإنتاج دفاع جوي صاروخي لصالح الجيش التركي من طراز FD-300 , فأمطرته واشنطن بوابل قلقها وجحيم غضبها من تصرفه.

· إعلان 31 فصيل من فصائل المعارضة السورية عدم اعترافهم بالمجلس الوطني. حيث اعتبرت صحيفة مللييت التركية: أن هذا الاعلان بأنه يمثل خطراً على الوضع على الداخلي, وضربة لتركيا والغرب, ويضعهم في موقف محرج أمام الرأي العام العالمي. و صحيفة الإيكونوميست أيدت كلام صحيفة مللييت, فنشرت خبراً, جاء فيه: كافحت المعارضة السورية في المنفى منذ فترة طويلة للتأثير على مسار الحرب الاهلية, إلا أن طموحاتهم قد تبددت إلى الأبد من قبل أولئك الذين يقومون بالقتال الفعلي, فأقوى كتائب المتمردين في سوريا أعلنوا بصورة مشتركة رفضهم للائتلاف المعارض السوري باعتبار تم اختيارهم من قبل الاجانب, ولا يتمتعون بأي سلطة. وكلام الصحيفة أختصر الحدث السوري بالحرب الأهلية, وأن رفض بعض فصائل المعارضة لسلطة الائتلاف سببه أن الائتلاف نتاج تركي. وهذا اتهام تركي ودولي لأردوغان.

· أن هناك مصالح للمعارضة السورية لا تتناغم مع المصالح الامريكية. وهذا الاستنتاج خرج به مركز Grand Strategy, حيث نشر تقريراً, جاء فيه: هناك مصالح للمعارضة السورية لا تتناغم مع المصالح الامريكية. حيث أن كثيراً من المعارضين السوريين يقاتلون من أجل إقامة دولة تكون موالية لله, وليس لأردوغان والعم سام.

· الحملات الاعلامية التي توجه سهام النقد والاتهام المبطن والعلني لأردوغان. وهذه الحملات تصب في مصلحة منافسه عبد الله غول. ومن هذه الحملات الاعلامية:

1. الصراع في سوريا لا يقتصر على إزهاق الأرواح, بل يمتد لتدمير الآثار. وهذا الاستنتاج نشرته ايرين تومسون في صحيفة نيويورك تايمز, وجاء فيه: الصراع في سوريا لا يقتصر على إزهاق أرواح السوريين وحسب, بل ويمتد ليدمر آثارهم على حد سواء. وهذه الآثار تعتبر من ضمن التراث العالمي. فسورية بيت الكنوز التاريخية, غير أن الفوضى التي تسببت بها الحرب السورية أعطت الناهبين والمشترين فرصاً غير مسبوقة. ومثل هذا الكلام إنما هو بمثابة اتهام لدول الجوار عن مسؤولية سرقة هذه الآثار, وتحميلهم المسؤولية عن ما لحق بهذا التراث.
2. والمحور السياسي والاقتصادي لمنطقة الشرق الاوسط بحالة يرثى لها. وهذا الرأي والتوصيف نشره روبن رايت في صحيفة نيويورك تايمز, وجاء فيه: إن خريطة الشرق الأوسط الحديث, وهي المحور السياسي والاقتصادي في النظام الدولي في حالة يرثى لها. فالحرب المدمرة في سوريا, هي نقطة تحول, لأن القوى التي منحت السلطة للقبائل والأعراق تقوم بتقسيم المناطق المقسمة منذ قرن من الاستعمار الأوروبي, ويحتمل أن تتحطم في تدفقات الطاقة لجزء كبير من العالم. ومن يدقق في ثعلبية ورمادية الحروف في هذا الكلام يجد أن المقصود هو أردوغان ودول النفط الخليجية. وكأن المطلوب هو أنهاء دوره ودور بعض الاسر الحاكمة.
3. وصحيفة يورت التركية, نشرت خبراً, جاء فيه: عميل جهاز المخابرات القومية التركي محمود يلدريم الملقب بيشيل الأخضر موجود في سوريا, وهو الذي ارتكب العديد من الجرائم والسرقات المسجلة ضد مجهول في مدينة ادلب بسوريا.
4. وصحيفة لوفيغارو نشرت خبراً, جاء فيه: أن اجتماعاً عقد في أحد فنادق باريس يوم الخميس, وجمع كبار الشخصيات الماسونية برئاسة رولان توماس وبحضور برلمانيين من اليسار واليمين, وناقش وضع سوريا, والمشاركة الفرنسية في هذه المسألة. وقد عارض غالبية الحاضرين أي تدخل عسكري في سوريا. ومثل هذا الكلام يعني أن أردوغان دخل في صراع مع فرنسا ومع الماسونية أيضاً.
5. ومركز National interest التركي, نشر تقرير كيمال كيريستشي, والذي جاء فيه: الاتفاق الروسي الامريكي حول السلاح الكيميائي السوري ترك الحسابات التركية في فوضى وارتباك شديدين, حيث كان أردوغان و أوغلوا قد طمحا لتحقيق طموحهما بإسقاط نظام الأسد. ولكن فجأة أختفى كل ذلك. والسياسة التركية الخارجية تواجه الآن بقاء الأسد, ولذا فإنه يجب على حسابات تركيا بسورية أن تصبح أكثر واقعية. وهذا الكلام إنما هو بمثابة أتهام لأردوغان.
6. وصحيفة جمهورييت التركية. نشرت مقال لنيل غل, جاء فيه: إنها جراح أوغلوا, ففي الوقت الذي يشق فيه الرئيس الايراني روحاني ووزير خارجيته نظير عباب المحيط الاطلسي باستراتيجية عميقة, نجد تركيا غارقة بما يسمى العزلة القاتلة.
7. وصحيفة يورت, نشرت مقال يلماظ بولات, وجاء فيه: العلاقات بين واشنطن وحكومة حزب العدالة والتنمية تمر في مرحلة صعبة جداً, فمصالح واشنطن لم تعد تتفق و أردوغان الذي عاش معها شهر عسل طويل, بدأ من 2002م وحتى 2013م. ولم يعد المسؤولين الامريكيون يخفون فقدانهم للثقة بأردوغان. فالدعم الامريكي الذي قدم لأردوغان في مراحله الأخيرة وعلى وشك الانتهاء.
8. وصحيفة جمهورييت , نشرت مقال بكر جوشكون, وجاء فيه: حلفاء تركيا هم عناصر جبهة النصرة يعلقون في أعناقهم ملعقة لتناول الطعام مع الرسول الكريم ومفتاح للجنة, ويسألون كل من يأسرونه أسئلة دينية, وكل من لا يعرفها يقطعون رأسه, ثم يمسحون وجوههم بدم الضحية. وبعدها يقطعون أوصاله, ويلعبون بها أمام الكاميرات. إن تركيا هي التي دعمت تلك المخلوقات في كل من ليبيا وتونس ومصر وسوريا واليمن , وزودتهم بالمال والسلاح.
9. ومجلة التايم الامريكية راحت هي الأخرى تدق الاسافين في نعش حكم حزب أردوغان. حيث نشرت خبر, جاء فيه: عندما استولى مقاتلو داعش على مدينة إعزاز قرب الحدود التركية, دق جرس الانذار في أنقرة وبلجيكا وواشنطن. لأن فرعاً من فروع القاعدة أصبح على أبواب الناتو, فبوجود مئات المجموعات المتمردة بأجندات متعارضة وجهات داعمة متنافسة, أصبح الوضع أكثر تعقيداً عندما بدأت المواجهات بين الفصائل المتمردة المعتدلة والمقاتلين الإسلاميين.
10. وصحيفة مللييت انضمت للحملة الاعلامية على أردوغان, فنشرت خبراً, جاء فيه: الإرهاب الذي بقي لمدة طويلة يأخذ من منطقة الشرق الأوسط مركزاً هاماً له ولعملياته الإرهابية, بدأ الآن بالانتقال والتمدد ليصل إلى إفريقيا, ويضربها من شرقها إلى غربها. المسؤولية الكبرى لإيجاد حل تقع على عاتق تركيا.
11. وصحيفة لوموند تتهم المسؤولين الاتراك بالكذب. حيث نشرت خبراً, جاء فيه: التصريحات الرسمية التركية تنفي أي علاقة بين تركيا والمجموعات المتطرفة, لكن تواجد النشطاء الأصوليين وعلاجهم في مستشفيات على الحدود, في مخيمات اللاجئين, ووجود الجهاديين في المناطق الحدودية قد أصبح محرجاً.

· وما تنشره الصحافة التركية بشائر غير سارة. فصحيفة يورت نشرت خبراً, جاء فيه: الولايات المتحدة الامريكية أنهت دعمها لرجب طيب أردوغان. فالعلاقات بين حكومة حزب العدالة والتنمية وواشنطن تشهد أسوأ مراحلها لأسباب عدة, منها عدم تطابق مصالح أردوغان مع مصالح واشنطن كما كان في السابق.

· ووصول المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية إلى طريق مسدود يقلق أردوغان. فصحيفة معاريف نقلت عن دبلوماسي غربي, قوله: المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية وصلت إلى طريق مسدود, وقالت معاريف: أن جولة المفاوضات السابعة التي جرت مؤخراً, ركزت على قضية الحدود, حيث رفضت ليفني ومبعوث نتنياهو الخاص يتسحاق مولخو الرد على احتمال دفع تعويضات للفلسطينيين مقابل تبادل الاراضي, والإبقاء على المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية.

· و أردوغان مذهول لأن مناقشات إقليمية دارت من وراء ظهره بين أوباما ونتنياهو. وهذه المناقشات كشف عنها مركز الدراسات الاستراتيجي Grand Strategy, بتقرير جاء فيه: اللقاء بين نتنياهو وأوباما لم يقتصر فقط على مناقشة المسألتين الايرانية والفلسطينية. بل تناول أيضاً الاتصالات التي ترعاها واشنطن لحل النزاع حول الحدود البحرية المياه الاقتصادية الحصرية لشرق البحر المتوسط.

· إجهاض واشنطن لمخططات أردوغان في سوريا. فالمستلم السابق للملف السوري فردريك هوف أدلى بتصريح, جاء فيه: واشنطن أخبرت الجربا رئيس الائتلاف أنها لا تعترف إطلاقاً بالحكومة المؤقتة ورئيسها المكلف. وانها تعترف بالحكومة السورية الآن, لأن الحكومة السورية المؤقتة لا تستطيع تطبيق الأنظمة الخاصة بالمنطقة الدولية للطيران المدني أو التزامات المعاهدات البحرية.

· تكذيب ونسف أسس الرواية الامريكية عن تصفية الشيخ أسامة بن لادن أرعب أردوغان, لأن قوات بلاده تقاتل ضمن تحالف في أفغانستان. فصحيفة واشنطن تايمز, نشرت مقال للصحفي الاميركي سيمور هرش, وجاء فيه: إدارة أوباما هي من ألفت رواية تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن, وهذه الرواية من الاكاذيب الكبرى, ولا صحة لأي ما ورد بخصوص تلك العملية الخاصة بتدمير مجمع كان يقطن فيه أسامة بن لادن في إسلام أباد في أيار من عام 2011م.

· تصاعد الحملة الاعلامية عليه من قبل وسائط الاعلام التركي, والتي تطالبه التخلص من المأزق السوري, والنأي بتركيا من هذه الازمة المستعصية. وتتهمه بأنه عرض الأمن القومي التركي للخطر, وأنه عرض وحدة تركيا لخطر التشرذم والتقسيم.

· النقد المبطن من قبل الساسة الاميركيين لدعوته الناتو التدخل في سوريا. حيث نشر موقع هف بوست تصريح سوزان رايس, والتي قالت: قرار مجلس الأمن الدولي سيكون له ما يكفي من الأسنان ليكون فعالاً, واعتبره انجازاً هاماً.

· نقض دوره وموقفه من الأزمة السورية. وذلك من خلال تصريح مدير ديوان الرئاسة الروسية , والذي قال: هناك 5معارضات وحكومة, والجميع يحارب الجميع.

· السعي الروسي لملء الفراغ في الشرق الأوسط. فصحيفة الواشنطن بوست أشارت لهذا الموضوع بمقال, جاء فيه: روسيا تسعى إلى ملء الفراغ في الشرق الأوسط الذي خلفه رحيل القوات الامريكية من العراق والاطاحة بحلفاء واشنطن في ثورات الربيع العربي. فالجهود الدبلوماسية الأخيرة التي اسهمت في تجنب ضربة أمريكية إلى سوريا أكدت إلى أي مدى ساعد دعم موسكو الثابت لحليفتها الأخيرة الباقية في العالم العربي في إعادة تأكيد الدور الروسي.

· تغير التوازنات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط. وهذا ما كشفت عنه صحيفة التركيش تراف , حيث نشرت خبراً, جاء فيه: التوازنات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط تتغير بشكل لم تتوقعه أنقرة. فقيام تنظيم القاعدة بإقامة دولة إسلامية تحكم وفق الشريعة الإسلامية المتشددة أثار الرعب في نفوس حكام الغرب وحكام منطقة الشرق الأوسط ذاتهم, وإشارات هامة تدل على نية الغرب في التعاون مع الانظمة الحاكمة لمواجهة تنظيم القاعدة.

· وصفقة أوباما مع طهران قد تكون على حسابه ودور تركيا. فمثل هذه الصفقة بنظر ويكلي ستاندارد, ستكون على حساب شركاء وحلفاء واشنطن في الشرق الاوسط ومن بينهم تركيا, وخسارة القوة والهيبة الامريكية في منطقة الخليج.

· بعض ملايين الجمعيات الخيرية تذهب إلى الجماعات المتطرفة. وهذا حكم قضت به صحيفة التلغراف, حيث نشرت تصريح وليام شوكروس رئيس لجنة المؤسسات الخيرية البريطانية وقال فيه: إن بعضاً من أموال الجمعيات الخيرية تذهب إلى الجماعات المتطرفة, ومن الصعب على الجمعيات الخيرية أن تعرف إلى أين تصل المساعدات. ولجنة الطوارئ للكوارث طرحت للمناقشة مسألة إرسال عشرين مليون جنيه إسترليني منذ إطلاق النداء للأزمة السورية دون ضمان عدم ذهابهم للإرهابيين.

· والكاتب التركي أركون ديلار يتهم أردوغان أنه وراء تفجير مبنى الأمن القومي بدمشق. الأمر الذي يحول تركيا إلى دولة إرهابية. وأن التفجير تم بفرار منه يوم كان في طريقه للقاء بوتين, وأنه بقي في طائرته 45 دقيقة حتى يتم نشر نبأ التفجير.

سقوط أردوغان أمر واقع وسيكون خلال عدة أشهر, والاعلام سيتكفل بنشر الكثير من الفضائح التي ستطاله, وتطال من تقرر إقصائهم معه من حزبه ومعاونيه. إن كان إقصاء الأمير القطري السابق قرار أميركي. فإن قرار الاطاحة بأردوغان هو قرار دولي وإقليمي وتركي, و مطلب الغالبية من حزبه. وسيتم الاطاحة به على أبعد تقدير بداية عام 2014م.

الأثنين:7/10/2013م
 العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية