مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 صدمة في الشارع المصري بعد اعلان البرادعي عدم خوض الانتخابات
...............................................................

 

البرادعي

 

حسام أبوطالب
...............

القاهرة ـ 'القدس العربي' اعترت الصدمة الشارع المصري بكافة فئاته بسبب قرار الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي اتخذه بشأن عدم خوض الانتخابات الرئاسية القادمة.
وقال نواب من المعارضة ونشطاء في الحركات الوطنية إن القرار يمثل إنتكاسة في الجهود الرامية للبحث عن وجه يجمع عليه المصريون.
وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' أكد السفير صلاح الدين إبراهيم مساعد وزير الخارجية السابق أن 'تراجع البرادعي عن المشاركة في الإنتخابات خسارة للمصريين لما كان من الممكن أن يسفر عنه وصوله للمقعد الرئاسي في نهضة حقيقية للمصريين الذين يواجهون واقعاً مأساوياً في ظل نظام الحكم الراهن الذي يحتكر السلطة قرابة ثلاثين عاماً'.
واعرب عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق عن أن الرابح من عدم منافسة البرادعي في الإنتخابات المقبلة الرئيس مبارك أو نجله جمال، وذلك لأن البرادعي كان بوسعه في حالة إذا ما تمكن من المنافسة في ظل إنتخابات نزيهة أن يلحق الهزيمة بأي منافس من داخل النظام على الأقل.
وأعرب الشاعر أحمد فؤاد نجم عن قناعته بأن البرادعي 'فضح النظام داخلياً وخارجياً وأن ما فعلته المعارضة على مدار تاريخها في العقدين الماضيين فعله البرادعي في أيام قلائل عبر تصريحاته التي فضحت كبار المسؤولين الذين تسببوا في تردي الأوضاع الداخلية'.

وقال عضو البرلمان جمال زهران إن الحزب الحاكم هو الرابح الأكبر فيما جرى، حيث أن وجود البرادعي في انتخابات كان سيراقبها العالم كان بوسعه أن يحرج أي وجه أمام البرادعي ولم يستبعد زهران وجود مؤامرات في الكواليس ضد البرادعي أو أي مرشح قوي يسعى لمنافسة مرشح حزب الأغلبية.

جدير بالذكر أن قرار البرادعي عدم الترشح على قوائم أي حزب معارض ساهم في إحراج مختلف أحزاب المعارضة وفي الشارع السياسي خاصة الوفد والتجمع والناصري وهي الأحزاب الثلاثة الكبيرة التي رفضت ترشيح البرادعي على قوائمها.

واعتبر مراقبون أن القرار يشير إلى ضغوط على قيادات تلك الأحزاب مورست من قبل الحزب الحاكم من أجل إحراج البرادعي وإغلاق كافة الأبواب في وجهه ليتبقى أمامه فقط الأحزاب الصغيرة التي يعد ترشح البرادعي من خلال أي منها يمثل إهانة له.
كما اتهم مراقبون ونشطاء في كفاية وقوى اليسار أحزاب المعارضة الكبرى بتطفيش البرادعي والتآمر عليه لصالح مرشح الحزب الحاكم.
جدير بالذكر أنه ليس بوسع اي مرشح حسب الدستور الراهن للمنافسة في الإنتخابات إلا أن يحصل على تفويض من اي حزب أو الحصول على موافقة مائتي وخمسين عضوا من البرلمان.

وكان البرادعي قد قال في تصريحات صحافية أمس انه لن يخوض الإنتخابات من خلال اي حزب سياسي في مصر. وأضاف أن رفضه الترشيح تحت مظلة حزبية يرجع إلى قناعته التامة بغياب الإطار الدستوري الشرعي، الذي يتيح لأي مصري الترشيح لهذا المصب، مشيراً إلى أنه سيخوض المنافسة مستقلاً إذا توافرت الضوابط والإجراءات الكفيلة بذلك.
وحسم البرادعي الجدل الواسع الذي شغل الأحزاب المصرية خلال الأيام الأخيرة بقوله إن دخوله الانتخابات الرئاسية عبر حزب سياسي يعني أنه وافق على 'الإطار المصطنع للممارسة السياسية في مصر'، وأنه منح هذا الإطار شرعية، ووافق على الدستور الحالي، الذي يمنع ما يقرب من 95 ' من الشعب من الترشح لانتخابات الرئاسة، لأن أعضاء الأحزاب في مصر لا يزيدون على 5 ' من تعداد الشعب.

وأضاف د. البرادعي 'مع شديد احترامي وتقديري للأحزاب السياسية المصرية، أنا رجل مستقل ولا أستطيع أن أخوض الانتخابات إلا كمستقل، أنا رجل قانون والقانون لا يدخل في منافسة أو عملية سياسية في إطار يفتقد الشرعية، وثمة فارق كبير بين الجانب القانوني المتوفر للدستور والجانب الشرعي.. والدستور المصري يفتقد الشرعية الدستورية، لأنه يحرم أغلبية المواطنين من حقهم في المنافسة على منصب رئيس الجمهورية'.

وقال البرادعي، في تصريحاته الهاتفية من فيينا بالنمسا لصحيفة 'المصري اليوم': 'مسألة الرئاسة لا تتعلق بشخصي وإنما تتعلق بمصير وطن، وما أسعى إليه في إطار شرعي أن تصبح مصر دولة ديمقراطية تقوم على الحداثة والاعتدال وإعلاء شأن العلم، والممارسة السياسية الديمقراطية'، مجدداً رفضه خوض الانتخابات دون تعديل الدستور، لأن الدستور الحالي يحرم الشعب المصري من اختيار من يمثله دون عوائق 'هذا رأيي وموقفي كإنسان مصري يحب بلده ويريده أكثر تطوراً'.

وحول سؤال عن موقفه في حالة عدم تحقيق الضوابط التي وضعها للترشيح، قال البرادعي 'المسألة ليست موقفي الشخصي، فالتغيير لابد أن يتم بإرادة شعبية جماعية في إطار سلمي ومتحضر، وأنا مستعد للتحرك السلمي المنظم لتغيير الدستور (هشتغل مع الناس) وإذا استطاع الشعب أن يغير الدستور سأكون في خدمته، وإذا لم نستطع إحداث التغيير سأستمر في خدمة وطني في أي موقع كإنسان مصري، فمنصب الرئيس لا أسعى إليه وأنا أداة للإصلاح في خدمة الشعب.. لن ألعب (تمثيلية).. إذا نجحنا شعبياً سأقول هذا الكلام، وإذا لم ننجح سأقوله.. وسأظل أتبنى هذا الموقف حتى أموت'.

ورداً على سؤال حول إمكانية تبنيه اقتراحاً بتأسيس حزب سياسي جديد، قال البرادعي 'الإطار الدستوري هو أساس أي تغيير، فالتجربة الحزبية في مصر تعاني خللاً واضحاً بسبب القيود المفروضة على تأسيس الأحزاب، ففي التجارب الديمقراطية يتم تأسيس الحزب بإخطار، أما في مصر فلابد من موافقة لجنة شؤون الأحزاب، التي يرأسها أمين عام الحزب الوطني، وبالتالي كيف تتوفر المنافسة الحزبية السليمة في ظل سيطرة الحزب الحاكم على لجنة الأحزاب هذا التقييد هو سبب انصراف المواطن عن المشاركة السياسية، فالنظام السياسي غير ديمقراطي، وهو بذلك لا يوفر المناخ الشرعي للممارسة السياسية'.

وأوضح البرادعي، أن مصر لديها فرصة كبيرة لتحقيق صيغة الدولة الحديثة. وأضاف 'لو تحركت مصر إلى الأمام سيتحرك معها الوطن العربي كله، مصر هي المركز حتى اليوم، وفي زيارات عديدة لدول عربية كنت أوجه نفس الكلام يقولون لنا ان مصر حين تراجعت تراجعنا معها، ولن نتقدم إلا إذا تقدمت مصر وتحركت نحو الحداثة والديمقراطية والعلم'.
وحول ما تردد عن جنسيته السويدية، قال البرادعي 'للمرة الألف أقول إنني لا أحمل سوى الجنسية المصرية، لا أحمل أي جنسية أخرى، كيف يختلق البعض هذه المزاعم، انني أطلب منهم الحد الأدنى من الأمانة والمصداقية والحد الأدنى من الأخلاق'.

واختتم البرادعي تصريحاته بتأكيده أنه لا يحمل سوى حلم مواطن مصري بمستقبل أفضل، وأنه على استعداد لخدمة الشعب بصرف النظر عن المناصب، وأكد أنه لن يحضر إلى القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، كما تردد في بعض الصحف، مشيراً إلى أنه سيحضر غالباً في منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل.
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية