مصرنا


مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
رئيس التحرير : غريب المنسى
............................................................................................................................................................

 
 

 كلام كبير
...............................................................


عزازى على عزازى
......................

من يوم ما سخرنا من الكلام الكبير صغرنا وصارت مصر صغيرة، لكن هل يعني هذا أننا في حاجة لكلام كبير والسلام؟ بالطبع لا، لأن الكلام الكبير مسئولية منوطة ـ فقط ـ بكبار العقل والإرادة كبار النفس والسلوك، فالطفل الصغير حينما يردد بعض الكلمات العميقة فإننا نضحك عليه من فرط المفارقة لقدرته علي تقليد الكبار، ويحدث الشيء نفسه إذا حاول العاجزون الفاسدون من صغار النفوس والمهم تكرار بعض المقولات ذات الوزن الثقيل، فالطبيعي أننا ننظر إليهم بإذدراء وربما جعلونا نكرة المعاني الجليلة والنبيلة التي تم ابتذالها علي ألسنتهم مثلما يتحدث أحدهم عن تحرير الإرادة ورفض الضغوط الخارجية والعبور للمستقبل والتنمية الشاملة والإصلاح بينما يعرف القاصي والداني أن المتحدث غارق لأذنيه في الهواء والفساد والتبعية، وتكون النتيجة تعرية الألفاظ من معانيها، واغتصابها علي الهواء، و من ثم كراهية الكلام الكبير، وهذا ما أرادوه بالضبط، ويستطيع المتابع أن يرصد حجم السخرية المفتعلة والمقصودة من الكلام المحترم، فمنذ السبعينيات ونخبة الحكم ومعها الكتبة والسدنة، يتهكمون علي ما أسموه بالحنجوري والشعارات والإنشاء الفارغ والعنترية الجوفاء.. إلخ، ومن يومها ومصر تصغر وتصغر حتي صارت مثل شكة الدبوس.


في المرحلة الأولي انكفأت مصر السادات داخل حدودها كشرنقة، وفي المرحلة الثانية والتي مازالت ممتدة بالتحديد والتوريث والتعديل، صارت حدود الوطن عند باب الشقة، ولو استمر الوضع علي ما هو عليه ستنتهي حدود الوطن والمواطنة عند سرير النوم أو باب الحمام..


والقضية ـ عزيزي القارئ ـ لم تأت صدفة فقد بدأت بطريقة عمدية أكدتها قعدة السادات علي المصطبة بالجلباب الفلاحي، يمارس أعلي قدر من الاستعباط «وربما مقلداً أحمد زكي في فيلم ـ أيام السادات» علي اعتبار أن تلك البساطة هي التي ستدخله قلوب الناس، وطبعاً لم يدخل القلوب إلا باعتباره جلطة مميتة، وبعدها فوجئنا بالرئيس التلقائي العفوي الذي يكره الكلام الكبير والأفعال الكبيرة، ويتصرف ـ كما يقول المبرراتية ـ علي سجيته وظل علي هذه السجية أكثر من ربع قرن، يشير بيديه كما يشير العامة ويمط شفتيه كوسيلة عفوية للتعبير، ويهز كتفيه بمنطق «وأنا مالي» واستميح القارئ عذراً في تعمد إغفال مرحلة الزعيم الكبير جمال عبد الناصر فالأشياء بالضد تعرف، ومصر في حاجة إلي مسئولية بوزنها، قادرين علي الكلام الكبير والفعل الكبير، وبالرغم من أن العالم صار مليئاً بالحكام الأقزام قولاً وعملاً، لكن الكبار الذين يحفظون القيم العليا في المقاومة والديمقراطية والتنمية مازالوا يمتلكون ناصية صناعة عالم أفضل مثل نجاد وشافيز وولد فال ومهاتير محمد ومانديلا ولولا.. إلخ نعم نحن في حاجة لإعادة الاعتبار للكلام الكبير بشرط أن يكون مقروناً بأفعال كبيرة.
 

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية