مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 نادي حسني مبارك

 

مبارك

 

ياسر أيوب

مشهد الكثيرين من أهل قرية كفر المصيلحة وهم يتظاهرون عند مدخل قريتهم يطالبون بحل مجلس إدارة النادي الرياضي الوحيد في قريتهم.. يستحق التوقف أمامه كثيراً وطويلاً.. ويمكن أن نخرج منه بأكثر من درس ومعنى ودلالة.. وأول ما يستحق التوقف هو اسم هذا النادي.. نادي حسني مبارك.. وكان ذلك مجرد نموذج للنفاق السياسي والرياضي على الطريقة المصرية.. فالنادي لم يؤسسه الرئيس السابق.. لم يتبرع له بمال أو أرض، بل إن هذا النادي تأسس قبل رئاسة حسني مبارك لمصر بسنين طويلة جدا.. أسسه عبدالعزيز فهمي باشا، وزير العدل في عصر الملك فاروق الذي كان سياسياً لامعاً في القاهرة وأبداً لم ينس مسقط رأسه وجذوره في قرية كفر المصيلحة، فتبرع صاحب المعالي من ماله الخاص ومن أرضه ونفوذه وعلاقاته، وواصل ابن الباشا هذا الانتماء والتبرع والاهتمام.. فكانت المدرسة الابتدائية والمسجد الكبير ودارا المناسبات والجمعية الاستهلاكية وهذا النادي الرياضي.. وكان اسم عبدالعزيز فهمي على كل هذه المشروعات حتى جاء مبارك رئيساً فقرر بعضهم في القرية تغيير اسم النادي ليصبح نادي حسني مبارك على الرغم من أن مبارك لم يكن مهتماً بقريته وأحوال أهلها ولم يزرها طيلة ثلاثين سنة قضاها رئيساً لمصر إلا مرة واحدة حين ماتت شقيقة والده..

المنافقون أزاحوا وألغوا اسم الباشا من فوق باب النادي رغم أنه أعطى للقرية هذا النادي وكل شيء حتى إن أهالي القرى المجاورة كانوا يطلقون عليها "كفر باريس" من فرط الخدمات ورعاية الباشا لها وأهلها.. ووضعوا اسم مبارك الذي لم يقدم للقرية أي شيء بل كان يعتبرها إحدى عوراته التي يجب أن تظل في الخفاء..

وأنا واثق أن مبارك لم يطلب ولم يأمر بإطلاق اسمه على هذا النادي.. ولكنهم الانتهازيون في كل مكان وكل عصر، الذين يجيدون الاتجار بالأسماء والصور وادعاء القرب والحب واستغلال النفوذ.. ورغم ذلك لم يفكر هؤلاء يوما في دعوة جمال أو علاء مبارك لزيارة النادي الذي يحمل اسم والدهما ولو من باب حب الاثنين للرياضة وتعلقهما الدائم بكرة القدم ومنتخب مصر..

وما جرى في كفر المصيلحة وناديها الرياضي.. تكرر في زوايا ونواح أخرى كثيرة جدا في مصر.. فسقطت الأسماء صاحبة الفضائل الجميلة والعطاء الحقيقي ليرتفع اسم مبارك وحده ثم نأتي كلنا اليوم نريد حساب مبارك وننسى كل هؤلاء الذين أفسدوا مبارك وسيبقون يحاولون طول الوقت إفساد أي مبارك جديد في مصر.. وإذا كنت لن أعتب اليوم على أهل كفر المصيلحة وهم يعربون عن استيائهم لإطلاق اسم مبارك على هذا النادي الرياضي بدلا من اسم الباشا الذي كان يستحق أن يبقى، وقد كانوا في ذلك مثل كثير من المصريين الذين يتكلمون ويحاربون ويعترضون دائما حين تصبح الحرب آمنة والاعتراض بلا ثمن أو خسائر.. فإنني في المقابل أشكرهم وأعرب عن سعادتي بأهل القرية لأنهم تظاهروا ثورة وغضبا ولم يكن مطلبهم هو إزالة اسم مبارك من اللافتة التي تعلو باب النادي وأسواره..

ونحن أيضا يعنينا المستقبل ونريد أن نضمن ألا نشهد نفس هذا السيناريو يتكرر مستقبلا مع رئيس جديد وقرية جديدة وناد قديم.. وألا تتحول المباريات الودية لنجل أي رئيس قادم لمشروع إفساد كثيرين مستقبلا من رجال السياسة أو المال مثلما جرى في مباريات علاء وجمال مبارك ونادي حورس والدورات الرمضانية الشهيرة.

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية