اعدام مبارك على الطريقة العشوائية
 |
اعدام ميت |
بقلم : دكتور أحمد عربود
.............................
ارتفعت الأصوات منادية بالتصويت لإعدام مبارك , ما هذه السادية والعنف وحب الثأر والتشفي ,إلى كل المنادين بإعدام مبارك ,مهلا أيها السادة... فالرجل ميت حقا ,الموت أن تفقد قيمتك بينك وبين ذاتك وبين من حولك حتى لو كنت حيا فليست العبرة بدفن الجثمان ,فالناس صنفان موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء...فهناك مازال يذكر بخير وهو ميت وهناك من يلعن سلسفيل جدوده وهو حى ,وإن كان حسنى مبارك يستحق القتل هو واسرته وأتباعه وحاشيته مرات ومرات لما ارتكبوه من جرائم في حق شعب مصر على مدى ثلاثين عاما مرت ولم تمر بعد كالكابوس فإنني أرى في الإعدام سترا لهم ونهاية سعيدة ووسيلة مريحة لإنهاء حياتهم
لست ساديا ولا شامتا ولكنى عادل وعملي للغاية أنا أقترح أمرا بسيطا وغاية في العدل والرحمة ولن يكلف الدولة مليما واحدا ..أقترح ان نأخذ حسنى مبارك وسيدته الاولى والزغاليل أولادهما وزبانيته و الزمرة الفاسدة من أمثال زكريا عزمى وصفوت غير الشريف وعراب الفترة المباركية وترزى قوانينه فتحى سرور لا فتح الله عليه والعادلى وطبال شارع الهرم وهلم جرا من الفاسدين و الحرامية والجلادين وممن اعتبروا أنفسهم آلهة وممن لا يقعوا تحت حصر ولا تسعفنى الذاكرة ونذهب بهم إلى أحد أماكن العشوائيات ولتكن الدويقة حيث المناظر التى لا تغادر ذهن احدا منا من بشاعتها وعدم تصور حيوان ان يعيش فيها علاوة على البشر و التى تقشعر لها الابدان بين الهدم و القمامة من كل لون وصنف والفئران التى تربت على الغالى والتى تهاجم القطط وتفتك بها لتوحشها وبرك المياه الآسنة والمجارى والتى تسكن مع الناس وتبيت معهم في أماكن نومهم وحياتهم ... ويضرب كردونا من الحراس حول منطقة الاختيار حيث الإقامة جبرية وناتئ بالناس والسياح من كل حدب وصوب يتفرجون عليهم ويكون طعامهم يوميا مما يجود به الزوار من الفول السودانى وبقايا الطعام .. طبعا دخل الحديقة المقترحة ليس في الحسبان وإن كان يمكن استثماره لمشاريع تحسين وضع العشوائيات ولكنى لم أقصد هذا .
ما قصدته هو : نرى كم يصمد هؤلاء وعلى رأسهم الرئيس الملهم الذى اهان شعبه واذله لثلاثة عقود الرئيس الذى كان يرسل كلبه في طائرة خاصة للعلاج خارج البلاد وأولاده الذين ما يزالون يعيشون حالة الرئاسة والفخفخة حتى وهم داخل اسوار طرة المزعوم ونرى ماذا سيحدث ؟
توقعى ان المخلوع الظالم الذليل لن يصمد للحظات وسيسقط مغشيا عليه بمجرد وقوع بصره على مالم يكلف نفسه طيلة رئاسته رؤيته وبمجرد أن تطال أنفه القبيح - والتى لا يفتأ يعبث بها في صورة صبيانية كريهة- الروائح الكريهة النفاذة من مياه المجاري الطافحة عند أول خطوة يخطوها في محبسه ومكان إقامته الجديد وعنده حق فمن يطيق مشاهد العشوائيات ناهيك ان يعيش بداخلها ناهيك عن زعيم كان يرسل طائرة خاصة لعلاج كلبه بالخارج والناس في العشوائيات لا يجدون لقمة العيش أو قطرة ماء اللهم إلا ما جادت به الأرض من مياه المجارى إن لم يمت كمدا في الدقائق الأولى واتمنى الا يموت نأتى بالجزء الثانى من الخطة وهو مساومته على كل دقيقة بقاء في العشوائيات أن يفتدى نفسه بأن يدلنا على مليار دولار من سرقاته ويأمر بإحضارها فورا في التو والساعة أنا أعتقد لو نفذنا هذا الاقتراح سنجد أموال مصر المنهوبة في الداخل والخارج امامنا في دقائق معدودة مثل ما يفعل مارد مصباح علاء الدين أو علاء مبارك ويا دار ما دخلك شر وبدون محامين ولا لجان ولا تتبع ولا مباحثات بين الدول ولا غيره وفى أثناء تواجد المخلوع في مقامه الجديد نجمع اصحاب العشوائيات الغلابة المساكين ونذهب بهم الى القصور الرئاسية التى كان يتمتع بها المخلوع ونتركهم يسرحون في حدائقها الغناء في ظلالها الوارفة وثمارها اليانعة و بحجراتها الواسعة ودورات مياهها التى حدث عنها ولا حرج والتى سيتنافس عليها الغلابة حتما للنوم فيها والمبيت بجوارها ... خليهم يا اخى يعيشوا لهم كام يوم عوضا عما عانوه من قهر السنين ..
لا اتخيل أننى أطالب بشىء خيالى ولا غير معقول بل إعتقادى أنه غاية العدل والرحمة لكل الأطراف دون مشنقة ولا اراقة دماء...
والجزاء من جنس العمل.
E-mail : arboud@hotmail.com
أحمد عربود
زميل كلية الجراحين الملكية بانجلترا
استشارى الجراحة العامة
رئيس قسم الجراحة بمستشفى حوطة سدير بمنطقة الرياض بالسعودية
