مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الرئيس عبد الناصر و تخاريف البرادعى
...............................................................

 

الرئيس عبد الناصر
 

 

بقلم : عمرو صابح
.....................

فى مستهل لقاء الدكتور محمد البرادعى مع المذيعة منى الشاذلى فى برنامجها العاشرة مساء ، بدأ الدكتور محمد البرادعى حديثه بذكر تاريخ والده نقيب المحامين الأسبق مصطفى البرادعى وما لاقاه من ظلم واضطهاد فى عهد الرئيس عبد الناصر ، و بلغ حد التطاول بالدكتور البرادعى أنه قال للمذيعة أنه يفضل أن يطلق على عبد الناصر لقب ( الطاغوت عبد الناصر ) ،كما هاجم مجانية التعليم فى عهد الرئيس عبد الناصر وبالطبع لم ترد عليه المذيعة منى الشاذلى كعادتها كلما تطاول أحد ضيوفها على الرئيس الراحل .

فى مقال الأستاذ يوسف القعيد المنشور فى عدد جريدة الدستور الأسبوعى يوم الأربعاء 3/3/2010 ، كتب الأستاذ القعيد أنه تلقى اتصالا هاتفيا غاضبا من العالم الكبير الدكتور حامد عمار يكذب فيه ما ورد فى حديث الدكتور البرادعى بخصوص ما حاق بوالده من ظلم فى عهد الرئيس عبد الناصر ، بل أن العكس هو الصحيح فقد حظى والد الدكتور محمد البرادعى بتدليل وحظوة من نظام الرئيس عبد الناصر ، وأتهم الدكتور حامد عمار الدكتور محمد البرادعى بوجود أغراض أخرى له من إطلاق تلك الادعاءات الكاذبة بحق الرئيس عبد الناصر .

والحقيقة فقد لفت نظرى موقف الدكتور محمد البرادعى السلبى من الرئيس عبد الناصر و ثورة 23 يوليو ، وإصراره على دمج العهود الرئاسية منذ 52 وحتى الآن فى عهد واحد وهو فى رأيى يعكس نوع من الغباء السياسى من رجل يبحث عن إجماع توافقى شعبى على ترشيحه لكرسى رئاسة الجمهورية ، لأن الهجوم على الرئيس عبد الناصر وعهده يغضب أغلبية المصريين و العرب ، وإطلاق نعوت بائدة ومستهلكة مثل ( الطاغوت ) على أعظم عربى فى التاريخ الحديث لن تنتقص من قدر الرئيس عبد الناصر وإنما تنتقص من قدر من يطلقها .

والمعروف أن الهجوم على الرئيس عبد الناصر يرضى
( الولايات المتحدة الأمريكية – إسرائيل – النظام الحاكم فى مصر الآن – جميع الأنظمة العربية العميلة للولايات المتحدة الأمريكية – جماعة الأخوان المسلمين – رجال الأعمال والسماسرة والمستفيدين من النظام الحاكم فى مصر منذ عام 1974 إلى الآن ) .

فإذا كان الدكتور البرادعى يسعى من خلف هجومه على الرئيس عبد الناصر إلى إرضاء الأمريكيين والإسرائيليين فقد خاب سعيه لأن النظام الحاكم فى مصر الآن قدم للأمريكيين والإسرائيليين الحد الأقصى من التفريط والتنازل والدفاع عن مصالحهما مقابل الرضا الأمريكى والإسرائيلى عنه وتدعيم بقاءه فى الحكم . وبالتالى تأييد الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل له فى مواجهة هذا النظام يبدو أمرا شبه مستحيل .

وبالنسبة للأنظمة العربية العميلة للولايات المتحدة الأمريكية فتلك الأنظمة على صلة وثيقة ومرتبطة عضويا بالنظام المصرى الحاكم الآن وراضية عن كل تصرفات هذا النظام وتدعمه بل وتجد فى مواقفه غطاء ممتاز لها وحجة فى وجه من ينتقدوها .

وإذا كان الدكتور البرادعى يغازل جماعة الأخوان المسلمين بالهجوم على الرئيس عبد الناصر فهو أيضا يخسر لأن تلك الجماعة المشبوهة والتى تحمل عاهة نفسية من عهد الرئيس عبد الناصر وسياساته التى سحبت البساط من تحت أقدامها وكشفت خواء أفكارها ، أعتادت على تلقى الضربات الأمنية منذ عهد الملكية وحتى الآن والتسول بها دون فعل حقيقى ، هذه الجماعة العاجزة تحمل على ظهرها ميراث 82 عاما من الفشل فى تحقيق حلمها بالوصول للحكم ، وهى مستفيدة من العهد الحالى أحسن استفادة ممكنة وهناك صفقة غير معلنة بين الجماعة ونظام الحكم ، فالنظام يستغل وجودها للتلويح بخطرها أمام الغرب عندما تتصاعد المطالبات الغربية للنظام الحاكم بتطبيق الديمقراطية ، والجماعة استغلت مناخ الرأسمالية والسمسرة والفساد فى تكوين ثروات خرافية وفى تصدير الفكر الوهابى لمصر وصبغ المجتمع المصرى بتطرفه وانغلاقه الفكرى ، وكل ذلك برعاية النظام الذى يجد فى تلك الجماعة الفاشلة وسيلة جيدة لاستغلال وابتزاز الغرب .

وهكذا لو فكر الدكتور البرادعى قليلا سيجد أن جماعة الأخوان المسلمين لن ترجح كفته فى مجال المقارنة مع النظام الحالى لأنها تستفيد أكثر من وجود هذا النظام .

ونفس الحال ينطبق على جحافل السماسرة ورجال الأعمال المستفيدين من عملية نهب مصر وتبديد ثرواتها التى تجرى على قدم وساق منذ منتصف السبعينيات حتى الآن فقد أتيحت لتلك العصابات أعظم فرصة تاريخية لتجريد مصر من كل ثرواتها وهى فرصة لم تكن متاحة بهذه الدرجة حتى فى عهد الخديوي توفيق ذاته ، وبالتالى فهجوم البرادعى على الرئيس عبد الناصر لن يجعل تلك العصابات ترضى عنه أيضا .

بذلك يتحول الأمر إلى لغز غير مفهوم فإذا كان الدكتور حامد عمار قد قام بتكذيب ادعاءات البرادعى بشأن ما حدث لوالده فى عهد الرئيس عبد الناصر ، وكل من يسعدهم سب الرئيس عبد الناصر واتهامه بالديكتاتورية متفقين مع النظام الحاكم فى مصر الآن الذى يشاركهم نفس الرؤية بخصوص الرئيس عبد الناصر وعهده فما هو سبب إطلاق الدكتور البرادعى لتلك الخرافات ؟ !

هل هى ميوله الوفدية ؟ ربما

ولكن حزب الوفد القديم مات وانتهى منذ توقيعه لمعاهدة 1936 ، والحقبة الليبرالية كلها فشلت فى تقديم أى حل لمشاكل مصر المستعصية وجاء جمال عبد الناصر وثورته كرد على فشلهم وتصحيح لأخطائهم .
وحزب الوفد الجديد هو ذيل للحزب الوطنى الحاكم ويبدو أن سبب وجوده الوحيد هو تشويه الرئيس عبد الناصر وثورته وعهده فقط ولا توجد له أى أرضية شعبية حاليا .

ربما تكون تلك هى قناعات الدكتور محمد البرادعى الشخصية وبالطبع هو حر فيها و فى التعبير عنها ولكن بدون إطلاق ادعاءات كاذبة عن عهد الطاغوت ( عبد الناصر ) كان الرئيس عبد الناصر طاغوتا بالفعل فى مواجهة الاستعمار وفى مواجهة إسرائيل وفى التصدى للمشروع الأمريكى فى المنطقة ، كان طاغوتا فى مواجهة اللصوص والفاسدين والسماسرة ، كان طاغوتا أسترد مصر من اليهود والأجانب والأسرة المالكة العميلة ورد مصر إلى أهلها وإلى أمتها .

ويا ليت الدكتور البرادعى يتعلم من تجربة جمال عبد الناصر الشخصية ، لم يهبط عبد الناصر بالبراشوت على كرسى الرئاسة فى مصر ، كان ضابطا فى الجيش المصرى حارب فى فلسطين ، وأصيب برصاصة قناص صهيونى أثناء القتال وكاد يفقد حياته وفور تعافيه عاد إلى ميدان المعركة حتى انتهت الحرب ، ونال أوسمة لشجاعته وبسالته فى الحرب ، كما كان مدرسا لمادتى التاريخ والإستراتيجية فى كلية أركان الحرب المصرية ولكنه عندما فكر فى حكم مصر وتخليصها من الاحتلال البريطانى لم يخرج على الشعب المصرى يباهى بشهاداته ومكانته بل خطط ونفذ ثورته لتخليص مصر مما تعانيه ، وفى ذلك درس للبرادعى وأمثاله من الحالمين بحكم مصر ، جمال عبد الناصر لم يرث حكم مصر من أحد ولم يشحذ التأييد من الشعب المصرى قبل أن يحقق شيئا ولم يبحث عن ثورة ليقودها بل فجر الثورة بنفسه ووضع رأسه على كفه، كان عبد الناصر رجل أفعال بكل معنى الكلمة ، انجازاته هى التى صنعت شعبيته ، وليس شيئا أخر .

الحلول المستوردة لن تصلح حال مصر ، والإحساس بالدونية والعجز لدى القيادات المصرية فى الداخل خير دليل على نجاح نظام الحكم المصرى فى مخططاته لتفريغ الشعب المصرى من نخبته المثقفة .

بقيت نقطة أخيرة بخصوص القيادى والرمز الناصرى حمدين صباحى ، أنا شخصيا أحبه وأحترم نضاله منذ صغره دفاعا عن الناصرية ولكن أن يسمع الأستاذ حمدين هذا الكلام من الدكتور البرادعى ولا يعلق عليه بكلمة وبعدها يقابله ويتم التقاط الصور لهما معا ويبدو فيها الأستاذ حمدين صباحى سعيدا وفخورا بمصافحة البرادعى و التصوير معه فهذا يبدو غير مفهوم وغير مقبول من أى ناصرى يا أستاذ حمدين أنت أهم وأفضل من البرادعى ولقاءك به لا يشرفك بل يشرفه هو أكثر منك .

وفى نفس السياق منذ شهر نشرت جريدة المصرى اليوم مقالا للمحامى الأخوانى مختار نوح يرد فيه على سلسلة مقالات للأستاذ صلاح عيسى عن مرشد الأخوان الجديد وقد أحتوى المقال على هجوم حاد على عهد الرئيس عبد الناصر وإشارة إلى ما حدث للأخوان من تعذيب و استشهاد باعتذار الأستاذ حمدين صباحى لجماعة الأخوان المسلمين عما لاقوه من اضطهاد فى عهد الرئيس عبد الناصر كمثال لتبرؤ الناصريين أنفسهم من مظالم هذا العهد . وأيضا لم يرد الأستاذ حمدين صباحى على ذلك رغم امتلاكه المنابر اللازمة للرد .

يا أستاذ حمدين
من يعتذر لمن ؟

مشكلة مصر أن النظام الذى يحكمها الآن لا يعرف قدرها ويسئ لها ولتاريخها ومكانتها ، ويبدو أن الحالمين بحكمها من الوجوه المعروضة علينا الآن تعانى من نفس الداء .

لنفس الكاتب :

حديث الوثائق بين محمد حسنين هيكل و مصطفى أمين


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية