وفاة المفكر المغربي محمد عابد الجابري
...............................................................
| |
الجابرى | |
حياة حافلة بالعطاء الفكري المشع
الرباط 3- 5- 2010-عن خمس وسبعين عاما، فارق الحياة، اليوم الإثنين بالدار البيضاء، المفكر المغربى الكبير محمد عابد الجابري بعد حياة حافلة بالعطاء، الذي تجاوز إشعاعه المغرب إلى البلاد العربية بأجمعها، خصوصا فى مجالات دراسة التراث ونقد العقل العربي والديمقراطية والدولة الوطنية والهوية.
من أهم مؤلفات المفكر الراحل، مبتكر مصطلح "العقل المستقيل" وهو العقل الذي يبتعد عن النقاش في القضايا الحضارية الكبرى، "نقد العقل العربي" في أربعة أجزاء ("تكوين العقل العربي"، و"بنية العقل العربي"، و"العقل السياسي العربي"، و"العقل الأخلاقي العربي.. دراسة تحليلية نقدية لنظم القيم في الثقافة العربية").
ومن خلال دراسة المكونات والبنى الثقافية واللغوية التي بدأت منذ عصر التدوين، خلص الجابري إلى أن العقل العربي بحاجة اليوم إلى إعادة الابتكار.
ومن مؤلفاته أيضا "العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي" (1971)، و"نحن والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي" (1980)، و"إشكاليات الفكر العربى المعاصر"، و"الديمقراطية وحقوق الإنسان"، و"مسألة الهوية: العروبة والإسلام والغرب"، و"مدخل إلى فلسفة العلوم: العقلانية المعاصرة وتطور الفكر العلمي"، و"المثقفون فى الحضارة العربية: محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد"، و"المشروع النهضوى العربي: مراجعة نقدية".
كما صدر له "مدخل إلى القرآن"، و"الدين والدولة وتطبيق الشريعة"، و"معرفة القرآن الحكيم أو التفسير الواضح حسب أسباب النزول"، في ثلاثة أجزاء فضلا عن سلسلة "مواقف"، ومجلة شهرية بعنوان "نقد وفكر"، ومقالات عديدة في جرائد ومجلات مغربية وعربية، وكذا "حفريات في الذاكرة.. من بعيد (سيرة ذاتية من الصبا إلى سن العشرين)".
وتمثل النشاط الإعلامي للمفكر الراحل في اشتغاله بجريدة "العلم" ثم جريدة "المحرر" و"الاتحاد الاشتراكي"، وساهم في إصدار مجلة "أقلام"، وكذا أسبوعية "فلسطين" التي صدرت عام 1968.
وكان محمد عابد الجابرى، المولود بفكيك عام 1935، قد نال دبلوم الدراسات العليا فى الفلسفة عام 1967 بالدار البيضاء، ودكتوراه الدولة فى الفلسفة عام 1970 من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط التى عمل بها أستاذا للفلسفة والفكر العربى الإسلامي.
بدأ نشاطه الوطني في الخلايا المناهضة للحماية الفرنسية منذ بداية خمسينات القرن المنصرم، وواصل نشاطه الحزبي عضوا قياديا بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قبل أن يعتزل العمل السياسي في السنوات الأخيرة ويتفرغ للإنتاج الفكري والنشاط الأكاديمي منذ عام 1981.
وقد حصل الجابري، عضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية، على العديد من الجوائز المغربية والدولية.
من بين هذه الجوائز جائزة بغداد للثقافة العربية اليونسكو (يونيو 1988)، والجائزة المغاربية للثقافة بتونس (ماي 1999)، وجائزة الدراسات الفكرية في العالم العربي (مؤسسة إم.بي.آي. تحت رعاية اليونسكو في دجنبر 2005 )، وجائزة الرواد لمؤسسة الفكر العربي ببيروت (دجنبر 2005)، وميدالية ابن سينا من اليونيسكو في حفل تكريم بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة (نونبر 2006) وجائزة ابن رشد للفكر الحر، (أكتوبر 2008).