مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الرحلة الى عبده موته

 

حسين

 

بقلم: أحمد حسين
.....................


فتاتان تبيعان الخبز على جانبي الطريق ، احداهما زوجة عامل يعمل في المخبز القريب. وبدل ان يباع الرغيف بخمسة قروش ، استغلوا ان هناك بعض البشر لا زالت تحتفظ ببعض الادمية ولا يستطيعون الدخول بين زحمة المتبارزين لخطف رغيف الخبز من شباك المخبز ، فيشترونه بعشرين قرشا منهما. والبقية تاتي........
فكهاني يقف يلمع فاكهته التي اشتراها من المعلم درويش ويرصها فوق بعضها ويدفن الفاسدة ويجعلها بعيدة عن الانظار ويضع عليها السعر الذي يهواه. بعد شارعين يقف بائع فاكهة آخر يلمع فاكهته التي اشتراها من المعلم درويش ايضا ويضع عليها نصف السعر الذي وضعه الاول ...... الى هذه الدرجة اصابنا تيبس العظام ؟ الامر الذي جعلنا لم نعد نستطيع المشي للحصول على السعر المعقول؟ ........ والبقية تاتي.........
مطعم شهير يقدم اطيب انواع الكفتة والطرب والمحاشي ، يتقاطر الناس للحصول على وجبة يهنأوا بها وتاتيه الزبائن من كل حدب وصوب . يجلسون ويتسامرون واصوات الانغام والطرب تلف المكان. وبكاء طفل ياتي من بعيد وامه تهزهزه تحاول تهدئته. وسيارة شرطة تقف فجاة في الخارج وينزل منها ضباط وجنود ويبحثون عن صاحب المحل ، وبعدما يجدوه يقبضون عليه بسبب انه يقدم للناس لحوم فاسدة . ويتركون الناس تكمل وجبتهم الجميلة.. والبقية تاتي....
طالب يحصل على مجموع يؤهله لدخول كلية الطب ، واخر لم يحصل على مجموع ويدخل كلية الطب ايضا .....والبقية تاتي.....
مشروع النهضة يتحول الى تجسيد حي لمشروع الفنكوش....... والبقية تاتي..
مراقبين لانتخابات الرئاسة الامريكية مصريين ، يرسلون تعليقاتهم عليها من ام الدنيا امريكا . تعجبهم الحياة والديموقراطية والايمان بالمستقبل. فتجد تعليقاتهم تقترب من الاندهاش وكانهم يعلقون على بشر من كوكب المريخ. وياليت الامر وقف عند هذا الحد ، ولكنهم يعلقون عليها كانهم يعلقون على طبخة مسقعة ، فليس لديهم رؤية وعقلية صحيحة واسئلة لها قيمة. فتجد تعليقاتهم من نوع ،( بصوا ، معقولة ده؟ ايه ده الامريكان بيعملوا الانتخابات في الكنائس ، سبحان الله قمة الديموقراطية . ما هذا العبث )....... والبقية تاتي.
عندما تعجن مجموعة من الالوان الاولية ( الاحمر ، الاصفر ، الازرق ) فانما يجب ان تخلطها بقدر ان اردت ان تصل الى لون مطلوب بدقة . فعندما تضع الازرق والاصفر يعطيك الاخضر بدرجاته ، وهكذا. فنحن لدينا القدرة على خلط الالوان ولكن ليس لدينا العلم الذي يخرج لنا اللون المطلوب بدقة. فتخرج الصورة التي تطليها باهتة وليس لديها ملامح.
............ والبقية تاتي.
اصبح لدينا الحق حقان والباطل باطلان. لا تستطيع ان تضع يدك على موطن الخلل بدقة الا بعد مئات التجارب. فبائع الفاكهة النصاب لا تستطيع ان تقول له انه نصاب لانه يعتقد انه على حق. والمطعم الذي يقدم اللحمة المغشوشة لا تستطيع ان تحدد ان اللحمة التي تاكلها فاسدة لانها مصنوعة بتمكن. والمصريين اصبح لديهم مرض هوسي بامريكا وامثالها الى الدرجة التي تستطيع فيها امريكا ان تحتلنا ولن نعقب عليها لاننا سنظن ان هذا خير لنا بعد ان وصل العلقم الى الحلقوم. ما هذا العبث؟ ما هذه الحياة الباهتة؟ ما الذي تفعلونه ايها الحثالة؟ ما هذه العقلية النافقة ؟ لعنة الله عليكم جميعا....... والبقية تاتي..
الافلام التي يقدمها السبكي ، تعطي اجابة وافية شافية الى اننا مجتمع مريض . لديه هموم الدنيا والتي تعجز الالسنة عن تحديد ماهيتها وكنهها. فالبعض يعتقد انها سبة في جبين المجتمع المصري ، ولكنني بعد تمحيص وجدت انها اصدق علاج يتلقاه المصريين بدون ان يشعروا. فمشاهدة الهزل الفاضح رد فعل نفسي لحالة المصريين التي وصلوا اليها. هو محاولة اعطاء تفسير لنقمة المجتمع على اوضاعه. هو محاولة تبرير الواقع المرير ، وهو في نفس الوقت حالة صدق تعطيها لنا افلام السبكي( لا نناقش هنا محتوى الافلام او حرفيتها ). فهذه الافلام برغم دونيتها تكاد تكون اقرب صدقا من الواقع. فالهزل فاضح بطبعه ، بمعنى انه جاد في حقيقته ليس فيه لبس. فانت لو طلب منك تحليل الهزل لن يختلط عليك وستقول انه هزل وكلام فارغ وسيجتمع عليه الجميع بدون اختلاف. اما الجد في الحياة وبما له من خداع سيقع الجميع في ارتباك لمحاولة تفسيره وسيختلف الناس بين مؤيد ومعارض. فالواقع الحالي مشوه ليس فيه صورة نقية او نقطة مرجعية تستطيع من خلالها القياس. ولذلك سنختلف جميعا ولن نتوحد على كلمة سواء. ويختلط الامر على الجميع بقدر اختلاف فكرنا وعلومنا وثقافتنا.

وتصبح افلام السبكي نموذج حي وناجح لفهم واقع مشوه معلول مرتعش......... والبقية تاتي.....
فالى الامام يا سبكي......
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية