مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 مرضي الحكومة ومرضي الشعب
...............................................................

 

الدكتور المسيري

 

بقلم: أحمد عبدالحكم دياب
..........................


الدكتور عبد الوهاب المسيري من القامات الشامخة في تاريخ الفكر العربي وكان باحثًا متمكنًا يمتلك أدواته ولا يخاف في الله والعلم والوطن لومة لائم. هذا العالم الأشم أصيب بمرض عضال وكانت تكاليف علاجه باهظة لا يقدر عليها، إلا أن عزة نفسه وكرامته أبت عليه أن يتسول مصاريف المداواة، لكن زملاءه وتلاميذه ومحبيه ناشدوا الدولة أن تعمل علي تحمل هذه النفقات لكن الدولة رفضت رفضًا باتًا وصمت الرئيس ورئيس الوزراء وباقي الكورال المصاحب، لأن الرجل من وجهة نظرهم لم يكن مواطنًا صالحًا بل كان ضمن فريق المارقين من المعارضة، وتطوع أمير سعودي بتحمل النفقات، والدولة ودن من طين والأخري من عجين إلي أن أخذ المولي وديعته وتوفي المفكر الكبير في شهر يوليو.2008 لقد تذكرت كل معاناة الدكتور المسيري وأنا أتابع بحسرة وازدراء ما ينشر ويذاع عن تكاليف علاج ناظر المالية يوسف بطرس غالي أبو طاقية سليل عائلة المملوك غالي أبو طاقية الذي سبق وتحدثنا عنه في مقال سابق والذي كان أول من لف حبل الضرائب والمكوس حول رقبة المصريين. لقد كشف عضو مجلس الشعب عن الحزب الدستوري النائب محمد العمدة حسب ما نشرته جريدة الدستور بتاريخ 2010/2/10 وما أذيع ببرنامج العاشرة مساء في نفس اليوم عن مستندات بها قرارات علاج مجانية لوزير المالية علي نفقة الدولة في مستشفيات بأمريكا وفرنسا بمبالغ مالية كبيرة تصل لقرابة مليون جنيه إضافة للسفر بالدرجة الأولي له ولمرافقه وهي السيدة زوجته ثم مصاريف الإقامة وبدل السفر التي يتقاضاها السادة الوزراء. هذا الرجل الذي ينفق بهذا الشكل وصل عجز الميزانية في عهده إلي حوالي 94 مليار جنيه وهو الذي قرر الاستيلاء علي أموال التأمينات الاجتماعية لمحدودي الدخل والمعاشات والذي يتصرف في الدولة دون رادع، ولا يحترم أحدا ولا ننسي أنه في الأيام القليلة الماضية وعند مناقشة مجلس الشعب لمخالفات البناء في عزبة الهجانة وقف يقول: نعوض اللي اشتروا في هذه العمارات المخالفة بعد أن نزيلها ثم نلاحق الملاك ونجري ورا اللي خالف واطلع. ابو اللي خلفوه?..

وفيما يتعلق بالضريبة العقارية التي تركت لغطا كبيرًا واثارت الكثير من القلق والمخاوف وجعلت الشارع يغلي، فبعد ضريبة المبيعات التي تطال كل شيء ها هو يجور علي المسكن المقدس للمواطن ويفرض عليه الجباية، ولقد شعر رئيس الجمهورية بعد أن أقر مجلس الشعب القانون وتعديلاته بما يدور في الشارع فأعلن أن الأمر في هذا الموضوع لم يحسم بعد، لكن ناظر المالية أصر علي استمرار الإجراءات المتعلقة بتطبيق هذا القانون.. إن رجلا يعامل الشعب بهذه الطريقة ويصل العجز في الميزانية في عهده إلي ما وصل إليه ولا يستحي أن يأخذ من قوت الشعب مليون جنيه للعلاج في أمريكا وفرنسا في الوقت الذي تلقي فيه المستشفيات بالمرضي العاجزين عن سداد الفواتير في الشارع ليموتوا علي الأرصفة.. إن اللواء عبد الفتاح عمر وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب وهو من الحزب الوطني الحاكم شن هجومًا شديدًا علي د. يوسف بطرس غالي حسب ما نشر بجريدة" المصري اليوم" بتاريخ 2010/2/10بسبب السياسة التي ينتهجها وتوقع تعرضه للاغتيال مثلما جري لجده في السابق.. ووصل وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي في مداخلة مع برنامج 90 دقيقة القول بأنه التقي بالوزير منذ أيام وقال له?:سلامتك ان شالله اللي يكرهوك.. فقال كده بتدعي علي الشعب المصري كله أي أنه يعي أن الشعب بأكمله لا يحبه.. وهنا لابد من الإشارة بأن جده بطرس غالي الذي اغتيل علي يد إبراهيم الورداني بسبب خيانته لوطنه وموافقته علي تمديد عقد قناة السويس وتوقيعه اتفاقية السودان التي أعطت الإنجليز حق مشاركة مصر في السودان إضافة لكونه جلاد دنشواي ورئيس المحكمة التي قضت بإعدام الفلاحين عام 1906 هذا الجد لم يكن هو الوحيد الذي قتل من أجداد بطرس غالي بل إن جده الأول باسيلوس ابن المعلم غالي ابو طاقية قد أطلق عليه إبراهيم باشا النار فأرداه قتيلاً بعد أن تصور أنه فوق القانون وفوق النظام.. إن وزير المالية ليس من المعدمين أو ممن تنطبق عليهم شروط الإعانة، وإذا كان هناك قانون أو عرف خاص بعلاج الوزراء وأهل السلطة، فإن هذا لا يجب أن يحسب من أموال علاج الفقراء ومحدودي الدخل،إن ما نعرفه أن الرجل من الشخصيات التي تنتمي لعائلات شديدة الثراء ورحم الله الفقيد الكبير الكاتب الصحفي مجدي مهنا الذي عرض عليه بعض مسئولي الحكومة زراعة كبد له علي نفقه الدولة لكنه رفض قائلاً إن حالته تسمح له بتحمل تكاليف العلاج ولتعطي هذه الفرصة لمريض آخر لا يقدر علي تحمل هذه الأعباء.. هكذا يكون شموخ الرجال واعتزازهم بكرامتهم.. لقد كتبنا في العدد السابق عن رشيد وزويل واليوم نكتب عن غالي أبو طاقية والمسيري ومجدي مهنا وشتان بين النزاهة والاستغلال.. ولا وجه للمقارنة بين من يعتزون بأنفسهم وكرامتهم وبين من يبيعون كل شيء..

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية