مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الإخوان المسلمون...ثورة عمرها ثمانون عاما و ليس 18 عشر يوما

أبو سالمة

بقلم: يس صبري أبو سالمة
.............................


خطأ تاريخي و استراتيجي أن نختصر ثورة الشعب المصري في 25 يناير 2011م في تلك الثمانية عشر يوما التي اعقبها سقوط أعتى دكتاتوري العصر مبارك و اكبر رمز للفساد عرفه التاريخ المصري و لا نبالغ أن قلنا أسوأ حاكم عرفه العالم. و أتفهم موجات الشك التي تلازم الجزء الكبير من الشعب و هم الشباب المشارك في تلك الثورة و من فرضت مشاركتهم الواسعة أن نسميهم شباب الثورة. أذكر هذا و قد شهدت الساحة المصرية تشرذما كبيرا و مقصودا و ممنهجا صار مهددا لتلك الثورة و أوشك أن يعود بنا إلى مربع الدكتاتورية و قد لاح في الافق امكانية اعادة توليد نظام المخلوع و خاصة بعدما حقق المرشح المشكوك في شرعية ترشيحه من الاساس احمد شفيق تلك النتيجة المنافية لروح الثورة و منطق التغيير. و الحديث هنا ليس بصدد كشف ابعاد هذا التشرذم و الذي يلزم لتبيانه مقالات و تحليلات عديدة.

هنا أركز فقط على حقيقة واحدة اظن ان الاعلام الموالي للنظام السابق بالتعاضد مع ذاك المنساق لآلة الدعاية العالمية التي تتزعمها اسرائيل و الغرب و الولايات المتحدة و التي لا تنكر احداها العداء الشديد للإسلام و كل منها يتخذ سبلا عملية لتطبيق تلك الكراهية سواء بالقتل المنظم للمسلمين بالعراق و افغانستان و فلسطين و اليمن و الصومال و كثير من بقاع العالم الاسلامي أو بجذب من يطلقون على انفسهم بالعلمانيين للقيام بالدور التدميري ذاته. و يقود أولئك العلمانيين حملتهم الشرسة ضد الاسلاميين و على راسهم جماعة الإخوان المسلمين بدعوي وجوب مدنية الدولة و يستخدمون نفس فزاعة مبارك التي ساهم بحقده و غبائه مساهمة وطدت مساندة الغرب له و ساعدت على تقليب العالم ضد حركات الصحوة و النهوض الاسلامية التي تسير بخطى واثقة نحو اعادة مجد و كرامة الامة على التوازي مع تاريخ يمتد لعقود من الكفاح لأجل السعي للتخلص من كل الدكتاتوريات الموالية للغرب و من ثم التفرغ للقضية الاساسية و هي التصدي لمخططات اسرائيل التي تهدف لتخريب و تمزيق كافة بلدان العالم الاسلامي من اجل استمرار دولتهم التي ظهرت في الافق ايضا علامات الضجر عالميا من استمرارها حتى في اوساط شرائح لا باس لها من اليهود العقلانيين.

هنا أرجو أن أوضح حقيقة تم اغفالها عمدا أن التيارات الاسلامية كافة هي من حملت لواء التصدي لتلك الدكتاتوريات و بمصر كانت جماعة الاخوان المسلمين برجالها و نساءها و شبابها و طلابها هم من حملوا على عاتقهم المسئولية الكبرى لتلك الثورة التي ما توقفت يوما واحدا. و رغم أنني شخصيا لا أنتمي لجماعة الإخوان المسلمين الا انني اقدم شهاده حق و قد عايشت عهودا لثلاث طغاة هم عبدالناصر و السادات و المخلوع و لم يتوقف احدهما عن التعذيب و المطاردة لكل من ينتمي لتلك الجماعة.
و هنا اورد نقاطا بسيطة و على عجالة تاريخيا و زمنيا لا تمثل سوى نقطة من بحر الكفاح الثوري الذي قاده الاخوان منذ الستينات:

(1) تصدي الاخوان لدكتاتورية عبدالناصر الذي نقض تعهداته و قام بضربة استباقية و شبه قاضية حيث تصنعت مخابراته حادثا هزليا سمي بحادث المنشية (يشبه نفس السيناريو الذي خططه الموساد لمبارك باديس ابابا تمهيدا لحرب كونية على الاسلام) و من ثم استمر في دكتاتوريتة و تم الزج على اثرها بكل قيادات الاخوان المسلمين في السجون و ذاقوا الامرين من التنكيل و التعذيب الغير مسبوق بالتاريخ لما يقارب عقدين من الزمان و ادعو شباب الثورة لقراء و لو واحد فقط من الكتب التي وثقت هذا التعذيب الذي تشيب من اجله الولدان و هي بالعشرات كل هذا و بقية شرائح الشعب المصري اما خائفة او خانعة او مشغولة بالتدين بدين الشيوعية لماركس و آنجلز و آلت بنا لنكسة افقدت الأمة ثوابها.

(2) ثار الاخوان المسلمين ضد شتى صور الفساد و على سبيل المثال لا الحصر تمكنوا بفضل مثابرتهم بتحرير النقابات المصرية من دكتاتورية تلك النظم وأعادوا هيكلة تلك النقابات و حققوا طفرة من الاستثمارات كان من نتيجتها مضاعفة معاشات تلك النقابات لما يصل لعشرة اضعاف. و عندما تبين لمبارك ان ثورة السودان كانت قائمة على النقابات سارع بفرض الحراسة على جميع النقابات و قام بالاستيلاء على ما تم تحقيقه من مكاسب للأطباء و المحامين و المهندسين و سائر المهنيين و تم نهب و اهدار مليارات من اموال النقابات لصالح الحراسة القضائية تم الزج بقادة تلك الثورة جميع بالسجون كل هذا و غالبية المنتمون لتلك النقابات من اصحاب المهن اما خائفون او خانعون ينتظرون الفتات من مبارك و شلة المفسدين من حوله.

(3) ثار الاخوان على نظام السادات الذي قام بأكبر عملية خيانة للامة و احنى راسة لليهود في وقت كانت مصر دولة منتصرة و بالمجان حقق لهم حلمهم لأول مرة عندما قدم اعترافا لهم و عقد معاهدة لم ننل منها سوي الخراب و تدمير الجيش و الزرع و النسل مقابل عودة غير مكتملة لسيناء و بشروط مهينة. و ايضا زج بهم في السجون و اعلن حربا شرسة عليهم ادت لتطرف بعض تلك الجماعات الاسلامية و تبني العنف لأول مرة بتاريخ مصر حتر راح هو ذاته ضحية لهذا العنف.

(4) تصدي الاخوان لكل جوانب فساد مبارك في جميع مجالات الحياة من صحة و تعليم و زراعة و...و....و كانت لهم محاولات اقتصادية لو لم يقوم مبارك بوأدها في مهدها لكل لمصر شأنا اقتصاديا...و الاكثر من ذلك انه قام بوأد كل من يحاول انعاش اقتصاد مصر سواء شركات التوظيف او شركات المقاولات و الأدهي انه باع كل شيء و القصة يعلمها الجميع وصولا لأحمد عز و الاحتكار و اتفاقية الغاز و الكويز و اكبر عمليات فساد اقتصادي في التاريخ المصري. و كان النهج الذي تولاه امن الدولة هو اعادة سجن كل رموز الاخوان حتى تمت عمليات النهب و الاحتكار و الخصخصة و البيع دونما ممانعة. و دفع الاخوان المسلمين في تلك الثورة و الحرب الضروس اعمارهم و اموالهم و وعائلاتهم ثمنا لذاك التصدي. كل ذلك ايضا و كافة الشعب المصري اما خانع و خائف و كان لسان حالهم للإخوان اذهبوا انتم و ربكم فقاتلوا انا ههنا قاعدون.

(5) تحمل شباب الاخوان المسلمون القهر و التمييز بجانب السجن و التعذيب و تم حظر تعيينهم في كافة الوظائف العليا مثل النيابة و المعيدين بالجامعات رغم تفوقهم و احقيتهم و تم استبدالهم بأبناء الاساتذة الفاسدون و عمت الرشوة و المحسوبية في وظائف النيابة وتكون لدينا جيلا لا أدري متى و كيف يتم التخلص منهم و هم في مراكزهم الان بتلك الوظائف. و في نفس الوقت ضلل النصارى الرأي العام العالمي بانهم يعانون من التمييز و ممنوع عليهم تولي الوظائف القيادية و العليا...و اجزم انه بين كل عشرة حرموا من الوظائف التي يستحقونها سنجد على الاقل تسعة من الاخوان.... لم يميز مواطنون بالظلم مثلما تم تمييز الشباب المنتمي للإخوان المسلمين. و أذكر أن في دفعتي عندما تعينت معيدا بكلية الهندسة تم استبعاد اكثر من خمسة من المعيدين عن طريق امن الدولة رغم تفوقهم فقط لانهم اما ينتمون للإخوان او يشتبه في انتمائهم. كل هذا و الاخوان دوما كانوا في طليعة الثوار دون توقف ضد كل تلك الصور من القهر و الفساد.

(6) نقطة أخيرة و هي اني اكاد اجزم انه عندما شاهد الشباب المصري – و المسمون شباب الثورة- و هم يمارسون حياتهم العادية انهم هم انفسهم و ليس الاخوان فحسب في خطر ايضا و ان يد الفساد و البطش الهمجي قد تطول كل واحد منهم و خاصة بعد حادثة القتل الوحشي للشاب خالد سعيد و الذي لم يكن اخوانيا....هنا كانت القشة التي قسمت ظهر البعير و بدأت تشتعل شرارات الثورة في كل المحافظات عندما راي الشباب موقفا مريرا لشاب مثلهم و هو يسحل بقسوة و يتهم بانه يبلع و يتاجر بالمخدرات. فقط هنا تحرك الشعب و نسي ان آلافا من خالد سعيد قد دفع بهم الاخوان المسلمين على مدى ثمانين عاما دونما كلل. و اليوم يجري اولئك الشباب وراء اعلام مبارك و اليهود و الغرب و يعلنونها حربا شعواء ضد الاخوان المسلمين.

الاخوان المسلمين برأيي و قد كنت مضللا مثلكم و انتخبت ابو الفتوح في الجولة الأولى فقط لأنه كان إخواني و لديه شغف لمسايرة روحا ظننت مثله أنها جديدة بالشعب المصري و خدعت فيها بنتيجة تضع شفيق في المرتبة الثانية. و لكن اتى الله بأمر و كأنني أراني الآن أمام حق و عدل بين و ظلم و فساد بين كي أفيق و يفيق معي ابو الفتوح لأعود لانتخب الاخوان المسلمين. و اتحدى ان يحقق فريق آخر نجاحا مثلهم بمشيئة الله ...هم صابرون و منظمون و صادقون و قدموا الكثير و سأنتخبهم ان شاء الله في الاعادة و أي انتخابات جديدة.

أستاذ دكتور مهندس ياسين صبري أبو سلمى
Yasin.sabry@gmail.com


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية