مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 ملعـونة أنت يا إســــــرائيل....و ملعـون من يســــــاندك
...............................................................

 

تشافيز

 

بقلم : د. يس صبري أبو سالمة
...................................


خلال الأيام الماضية امتلأت الصحف و شاشات الفضائيات و صفحات الويب بآلاف من التصريحات و المقالات الآتية من كافة أنحاء المعمورة من ردود فعل على حماقة الكلاب المسعورة من بني إسرائيل علي أسطول الحرية 1. لفت انتباهي في كل ما تم نشرة و التصريح به قولة واحدة و تصريح واحد علي لسان ذاك الرجل النادر في شجاعته الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز و هو يعلنها من وراء المحيطات و عبر بحار الدنيا بعفوية مدوية:
"ملعـــــــــــــونة أنت يا دولة إســـــــــرائيل، ملعــــــــــــــونة أنت، إرهابيـــــــــــــة وقاتلة"

قولة هذا الرجل جعلتني أحاول أن استكشف مدلولات "اللعن" في تراث البشر و أول ما ورد في عقلي هي الآية الكريمة:

" لعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{78}"
فكما قتلوا في ماضيهم الأسود أربعين ألف نبيا يتعرضون اليوم بالقرصنة و القتل لمسالمين تضامنوا مع أهل غزة العزة من أربعين دولة كادوا يغطون كل أطياف البشر –عدا الصهاينة و اليهود- بغطرسة وبدم بارد و بحبل من رعاة الإرهاب الأصليين ممسوخي الغرب و أمريكا و مرتدي الأمة من سلاطين الفساد و الخنوع.

إذن فهم ملعونون منذ الأزل و علي لسان أنبياءهم و كلنا نعرف من هو نبي الله داوود وقد كان ملكا نبيا اتهموه بالسكر و الزنا.

و ألحقهم الله بأكثر من اللعن على لسان عيسى بن مريم نبي الله المعجزة الذي نجا من قتلهم بعدما شبه لهم بيهوذا منذ ألفي عام و من العجب أنهم يعودون لممارسة هوايتهم و يحاولوا قتل شيخ الأقصى أسد فلسطين الداخل الشيخ "رائد صلاح" وقد كان مع المتضامنين وأيضا لا يتعظون وقد شبه الله لهم مجددا ...و يستشهد متضامنا تركيا بدلا عن الشيخ رائد بنفس قدرة الله. وهكذا نجد في الإنجيل على لسان نبي الله عيسى في إصحاح متى:
"أنتم تشهدون على أنفسكم أنكم قتلة الأنبياء... أيها الحَيَّات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم. لذلك ها أنا أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون.... يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (متى 23/30-37).

و أعود لأتابع مدلولات اللعن فأجد القرآن يذكر الشجرة الملعونة:
حيث قال تعالى في سورة الإسراء " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرةَ الملعونةَ في القرآن {60} ".

فعلي الرغم من ذهاب بعض المفسرين على أنها شجرة الزقوم فإن الآيات الكريمة التي ذكرت فيها تلك الشجرة باسمها لا نجد فيها لعنة للشجرة و لتقرأ معي:

ففي سورة الصافات:
"أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ(64)"

و في سورة الدخان:
إن شجرة الزقوم ( 43 ) طعام الأثيم ( 44 ) كالمهل يغلي في البطون ( 45 )

و في سورة الواقعة:
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52) فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56))

إلا أننا نجد بعض المفسرين و منهم الماوردي و هو من أشهر علماء القرن الخامس الهجري، و في تفسيره (النكت والعيون) الذي يتميز بجمعه لآراء المفسرين على صورة سهلة ومختصرة يورد في الشجرة الملعونة أربعة أقوال، القول الثالث منها يقول فيه موضحا ماهية الشجرة الملعونة:
" أنهم اليهود تظاهروا على رسول الله مع الأحزاب، قاله ابن بحر ". أما كيف يمكن أن يكون النسل شجرة ؟! فنجد الماوردي يقول: " والشجرة كناية عن المرأة، والجماعة أولاد المرأة كالأغصان للشجرة ". فالنسل هو في حقيقته شجرة نامية ومتفرعة. وإنّ كل ما يقوم على أصل اعتقادي، ويتفرع عن هذا الأصل، هو في حقيقته شجرة. والقرآن الكريم مثّل الكلمة الطيبة، والتي هي الإسلام، بالشجرة الطيبة. وشبّه الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة. هذا يؤكد أن اليهود هم الشجرة الملعونة في القرآن على اعتبار أنهم يلتقون في أصل اعتقادي، ولا يصح أن تكون اليهوديّة قائمة على النسل، لأنّ اليهودي في الحقيقة هو الذي يؤمن بالأصول اليهوديّة؛ في الاعتقاد والتشريع، والأخلاق. والعدل يقتضي أن يكون اللعن نتيجة لممارسة الفرد أو الأمة لأمر اختياري.

وبالرجوع إلى ألفاظ اللعن في القرآن الكريم نجد أنّ لَعَنَ ومشتقاتها قد وردت 41 مرة. ولوحظ أنّ منها 18 مرة وقع فيها لعن اليهود على وجه الخصوص، ولم يشترك غيرهم معهم في هذه اللعنات. أمّا باقي اللعنات، فإنها كانت للكافرين، أو الظالمين، أو الكاذبين… ولا شكّ أنّ اليهود يشتركون في هذه الصفات مع غيرهم. وعليه ألا تكون هذه الملاحظة الإحصائية مؤشراً على أنّ اليهود هم الشجرة الملعونة في القرآن؟ ولا ننسى أنّ الكثير من الأفكار والمذاهب والمدارس المنحرفة هي من صنع اليهود، أو هي متأثّرة بعقائدهم؛ كالماركسية، والوجودية، والماسونية… والمستهدف بهذه الأفكار والمذاهب هم البشر، الذين نزلت رسالات السماء رحمة بهم.

أفلا يستحق اللعنة كل من نصّب نفسه عدواً لله ولرسالاته، وعدواً للحق والعدل ؟! ساعيا في الأرض فسادا و قتلا للأطفال و قطعا للأشجار... ألم يخبرنا الواقع بأنّ هذا هو مسلك اليهود عبر العصور المختلفة وإلى يومنا هذا ؟! ففعلا أصبت ياشافيز و إن لم تحضرك أقوال عيسى و داوود و إن لم تكن على علم بآيات الله فلك التحية و ندعو لك الله أن يهديك للإسلام فأنت تستحق الجزاء من الله على صرختك المدوية عبر البحار في وقت يشيد جدار الفولاذ من هم محسوبين على امة الإسلام ليحكم الحصار ويخنق المرابطين ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره كاملا ساطعا في الآفاق ولنري في هذا النور الذي يشع من الحق هؤلاء العرايا وان استخفوا خلف ألف ألف جدار.

yasin.sabry@gmail.com


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية