مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الإسلاميون الجدد
...............................................................

 ومأزق المعارف الجديدة .. إزدواج الشخصية أم أسلوب النعامة أم حوار الطرشان ؟!!

بقلم : أحمد عبد الدايم
..........................


أطلق وصف “الإسلاميون الجدد” على مسلمى ما بعد عام 1974 .. وسبب اختيار هذا العام أنه العام الذى جاء بعد حرب اكتوبر وقفز فيه سعر البترول من حوالى تسعه دولارات (أو أقل لا أتذكر) إلى حوالى 40 دولاراً للبرميل. فهبط الثراء الخرافى على الجزيرة العربية معقل الوهابية فانطلقت كالوحش الغنى الكاسر تغزو العالم الإسلامى من إندونيسيا للمغرب فتوهب 80% من مسلمى العالم وبنجاح. أعنى ببساطة وبتلخيص أن المسلمين صاروا ينظرون للدين بعيون سعودية أو بالأحرى وهابية والأمثلة لا تعد ولا تحصى.

لكن ظهر منذ حوالى عشر سنوات مارد عملاق حير "الإسلاميون الجدد" ووضعهم فى مأزق مع أنفسهم قبل أن يضعهم فى صدام مع المارد. هذا المارد اسمه ثورة الإتصالات والإنترنت. فأصبح الخبر ينتقل فى ثانية من أقصى بقعة فى صحراء السعودية إلى أصغر قرية فى أى مكان فى العالم مقروءاً ومسموعاً ومرئياً. كما ظهرت على صفحات الإنترنت كميات هائلة من التراث العربى والإسلامى كانت خافية على الكثير مما مكن للملايين من المسلمين أن يقرأوا ويسألوا ويستنتجوا بعيداً عن وصاية الشيوخ والفقهاء.

تبع ولادة هذا المارد ظهور جماعات بدأت تفكر .. ويا للهول تسأل .. ثم ياللكارثة تنتقد .. وتعترض على ما اعتبره الشيوخ والفقهاء مقدساً لا يجوز الإقتراب منه. لكى لا أطيل عليكم ظهرت طبعا جماعات من الأديان الأخرى أهمها المسيحية تنتقد ما فى الدين الإسلامى من الكثير من الشبهات. ثم ظهرت جماعات من المسلمين أنفسهم بدات فى إلقاء الكثير من الأسئلة بشأن ما اعتبر من المسلمات مثل القرآنيين وتشكيكهم فى الأحاديث النبوية. بالإضافة إلى الكثير من العقلانيين أمثالى الذين صدموا عندما بداوا يقرأون عن أحاديث خفية وأحداث فى السيرة لا تقنع طفلاً مثل حديث ذهاب الشمس بعد الغروب لكى تسجد تحت العرش!!

كيف تعامل الإسلاميون الجدد مع هذه المواقف ؟؟؟؟
كان أسلوب الإسلاميين القدامى فى التعامل مع مثل هذه المواقف سهلاً وواضحا وقد اتبع بنجاح مع الجعد بن درهم وعبدالله ابن المقفع وبشار بن برد. كان هذا الاسلوب هو الرمى بالزندقة ثم ضرب الرقاب!! أو بالعامية المصرية "إضرب المربوط .. يخاف السايب"!!. لكننا الآن فى الألفية الثالثة وقد لا يجدى هذا الأسلوب نفعاً بسبب هذه المصطلحات الجديدة والغبية التى صدعونا بها مثل حقوق الإنسان وحرية التعبير!. من هنا احتار "الإسلاميون الجدد" فى كيفية التعامل مع هذه التحديات الجديدة فكان رد الفعل الذى أشرت إليه فى عنوان المقال: ازدواج الشخصية أو أسلوب النعامة أو حوار الطرشان أو الثلاثة معاً.

مثال - 1

- القرآنيون (مثلاً) يسألون: كيف تفسر الأحاديث القرآن وهى تتعارض مع القرآن؟
- الإسلاميون الجدد: أنتم مغرضين ولا توجد لديكم إثباتات.
- القرأن يقول إن الله تعهد بحفظ القرآن وأحاديث البخارى تقول إن المعزة أكلت نصوص من القرآن؟
- كيف تنتقد الإسلام ومائة ألف فرنسى يعتنقون الإسلام كل سنة.
- ليس هذا موضوعنا .. هل فهمتم ما قلنا فى السطر السابق؟
- فضل حضارة المسلمين على العالم لا ينكر.
- يا جماعة مرة أخرى ليس هذا موضوعنا .. خلينا فى البخارى والتناقض الواضح بين أحاديثه وبين القرآن.
- الإسلام أسرع الأديان انتشارا فى العالم !

كان هذا مثالاً عن حوار الطرشان.

مثال -2

- العقلانيون: القوانين الإلهية جامدة ولا تتناسب مع تغير عادات البشر وأذواقهم.
- الإسلاميون الجدد: الإسلام صالح لكل مكان وزمان.
- عندما طبق الطالبان الحدود فى ميادين عامة ثارت ضدهم كل جمعيات حقوق الإنسان فى العالم.
- نحن لا نخشى فى الله لومة لائم ولتذهب جمعيات حقوق الإنسان إلى الجحيم.
- لا يمكن أن تدخل فى صدام مع العالم
- من يتق الله يجعل له مخرجاً

كان هذا مثالاً عن أسلوب النعامة فى دفن الرأس فى الرمل.

مثال -3

- بابا الفاتيكان: إنتشر الإسلام بحد السيف.
- الإسلاميون الجدد: أنت حاقد على الدين الإسلامى لأن سكان أوربا يتركون مسيحيتهم ويسلموا.
- لم يكن للمسلمين أى "بيزنيس" فى اسبانيا لكى يسافروا إليها كل هذه المسافة لكى يحتلوها.
- لم يكن احتلالاً ولكن كان غزوا وجهادا فى سبيل الله لإخراج العباد من عبادة العباد
لعبادة رب العباد.
- ان اتبعتم نفس التفسير فقد أحسن الأوربيون صنعاً بالمجئ لبلادكم فى القرن الماضى لإخراج مواطنيكم من الجهل والظلام إلى العلم والنور والحضارة الحديثة.
- لا .. كان هذا احتلالا واستعمارا غاشما.

كان هذا مثالا لازدواج الشخصية.

المحصلة:

يجب على "الإسلاميون الجدد" أن يحددوا مواقفهم "بوضوح" من كل هذه التناقضات.


تنويه استباقى:
فى كل مواقع النصب والجر والتى كان من المفروض فيها نصب كلمة "الإسلاميون" بالياء .. لم يكن هذا واجبا من وجهة النظر النحوية لأن "الإسلاميون الجدد" لقب يتعامل معه كوحدة واحدة مثل "نادى المقاولون العرب" فلا يصح أن تقول "نادى المقاولين العرب". كان هذا تعليلى الشخصى الذى قد يكون صوابا أو خطأًً .

 

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية