مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 ديون مصر والميزانية والشفافية
...............................................................

توفيق راضى
...............


منذ ان وعينا ونحن نعلم ان مصر مديونة وتأتى القيادات دائما بأسباب لهذة الديون بدء من الوادى الجديد فالسد العالى واخيرا توشكى مرورا بالحروب والبنية الاساسية والديون فى زيادة وليست فى نقصان ولا اعرف ان كانت الميزانية فى مصر سرية ام علنية ولكن لم انجح فى ان اعرف ببساطة ووضوح ما هو دخل مصر وما هى مصاريفها وقد كان هذا مقبول ايام ان كانت مصر فى حالة حرب اما الان فمن الصعب قبول هذا الوضع ومما دفعنى لكتابة هذا المقال ما ورد بالأخبار مؤخرا من إستعمال اموال المعونة الامريكية لمصر فى تدريب عناصر الامن بفتح والتى وصل عددهم طبقا للاخبار لأكثر من 30 الف فرد اى ان حكامنا اخذوا تبرعات الناس لنا لصرفها على قوات السيد دحلان.

وقد تغيير الوضع الان بمصر فلا نحن فى حالة حرب منذ اكثر من 25 سنة ولا تقوم الحكومة بإنشاء اى مصانع او مشاريع جديدة وبالرغم من ذلك مازالت ديوننا تتزايد بمعدلات ضخمة كل سنة ومازالت ميزانية مصر غير معروفة لابنائها واتحدى ان عرف المواطن العادى ما هى مصادر دخل بلده وقيمتها ومجموعها ومصاريف مصر واوجه الصرف وبالطبع بدون معرفة اوجه الصرف لا يمكن معرفة اين الخلل الذى يتسبب فى زيادة الديون بالرغم من بيع كافة الاصول الثابتة لمصر الى درجة التفكير فى تخديم الجامعيات (الاتى يجدن الانجليزية) وفى بيع قناة السويس.

ومن محاولتى جمع معلومات عن تاريخ ميزانية مصر توصلت الى أن موضوع الميزانية الغير معلنة بداءه محمد على باشا الذى لم يحس بإحتياجة لاعلان الميزانية او فصل مصاريفه الشخصية عن مصاريف الدولة واستمر الوضع كذلك الى سنة 1880 عندما اجبر الاوربيون مصر على تغيير الوضع ليتمكنوا من تحصيل ديونهم ولكن بعد انهاء الحماية على مصر فى سنة 1922 بدأت الحكومات المصرية فى استخدام اساليب ملتوية لضخ المال العام الى الجيوب الشخصية اسوة بما كان يحدث قبل سنة 1880 الى ان جأت ثورة 23 يوليو وبدأت فى الاعلان عنها لمحاربة الفساد ولكن احتفظت ببند المصاريف السرية والذى عن طريقه استمر عدم الوضوح فى اوجه الصرف.

ومن بحثى فى وضع الدول الاخرى علمت ان دولة كهولندا يتم طرح الميزانية ومناقشتها علنيا قبل قبولها رسميا من قبل الملكة فى 18 سبتمبر من كل سنة على ما اتذكر وعلانية الميزانية تمكن الامة من كشف اوجة الإسراف والفساد ومعالجة الوضع السيئ قبل تضخمة ومن الغريب انه بالرغم من بقاء عصابة الستة بمصر كل هذة السنين فى الحكم فإن كل ما نجحوا فية هو زيادة هذة المديونية ولم يتم محاولة معرفة اين العيب ومحاولة القضاء علية بل ان الكثير من هذة الديون تمت بشروط مجحفة لمصر وبارباح سنوية عالية.

ولا اعلم لماذا دولة ذات إنتاج زراعى وصناعى وتعدين وصيد اسماك ويترول وغاز ولديها قطاع عام وقطاع خاص وتقوم ببيع اصولها تحتاج الى الاستيدان وبالطبع حجة زبادة عدد السكان الواهية التى يلجاء اليها النظام الفاشل تدعوا للرثاء فمعروف ان نسبة عالية من المصريين خارج البلد (تقترب من 10%) بل انهم مصدر كبير للعملة الصعبة من تحويلاتهم كما ان التعداد الضخم اذا احسن استغلاله يكون القوة المنتجة والسوق فى نفس الوقت وعليه فهو قوة اقتصادية فى يد الخبراء ولنا فى الصين والهند امثلة على ذلك.

ونتيجة لعدم جود شفافية فى الميزانية لا نستطيع ان نحدد لماذا لم تستطع الحكومات المتعاقبة وزن الميزانية وانهاء العجز فى ميزان المدفوعات او تخفيض المصاريف العامة فبالرغم من زيادة الديون يتم شراء اكثر من سيارة مرسيدس كل سنة لكل وزير وحيث اننا دولة فقيرة تستدين فلماذا لا نكتفى يشراء سيارتان لكل وزير كل ثلاث سنوات ومن الانتاج المحلى فوظيفة الوزير ليست لرفع مستوى معيشتة وزيادة سلطاته ولكنها وظيفة ومسؤلية وعمل شاق يدفع مرتبها وتكاليفها الامة والتى يجب ان تعرف اين يذهب دخلها والتى يجب ان يعيش قادتها فى حدود امكانياتها ويوجهوا جهدهم لحل مشاكلها هى اولا.

واتذكر الدعوة التى اعلنها الرئيس مبارك فى بداية عهدة للتبرع لسد ديون مصر اسوة بما حدث بعد هزيمة 1967 وتبرع المصريين بالذهب للمجهود الحربى (واتذكر ان كل من عرفتهم تبرعوا بدبل زواجهم الذهبية حيث استبدلوها بدبل معدنية من الحكومة وكذلك حفلات السيدة ام كلثوم باوروبا لصالح المجهود الحربى) والتى دفعت احد كتاب الاعمدة فى جريدة قومية (اعتقد انه السيد/احمد بهاء الدين فى جريدة الاهرام) للمطالبة بالاعلان عن اوجه انفاق الديون قبل البدء فى حملة التبرع وجاء الرد الرسمى ساذج ومجمل كعادته فى انها ذهبت فى اغراض البنية الاساسية وطبعا رفض الناس التبرع وانتهت الحملة التى لا يعلم الا الله اين كانت ستذهب الاموال التى كانت ستجمع من خلالها.

فهل هو كثير ان نطلب من ادارتنا السنية اعلان ميزانية بلدنا بوضوح وتوضيح اسباب تزايد الديون بل انى اود ان اذهب الى ما هو ابعد ذلك واطالب بإعلان ميزانية الاحزاب حتى يمكننا فصل ميزانية مصر عن ميزانية حزب العواجيز الكهنة ومعرفة مصادر دخل الاحزاب لمنع الاستغلال الاجنبى لها.

اعلم ان ما اطلب به من الصعب تحقيقة تحت الادارة المصرية الحالية ولكن ما ضاع حق ورائه مطالب وحان الوقت لرحيل هذا الحزب الفاشل وقياداته الخردة والذى يعتبر ميزانية مصر ميزانيتهم ومصر عزبه اهلهم وان الاوان لبحث الثغرات المسببة لاحتياجنا للاقتراض والتقشف فى الصرف العام والعمل على تسديد الدين الذى ادى فى القرن التاسع عشر الى احتلال مصر وفقدانها لقرارها شيئ يحدث لنا الان وكأننا لا نتعلم.

وحفظ الله مصر.

 

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية